“إسرائيل” لأوروبا: سنفرض سيادتنا على الضفة إذا اعترفتم بدولة فلسطينية!

“المدارنت”
على خلفية المؤتمر الدولي الذي تعقده فرنسا والسعودية الشهر القادم، في محاولة من ماكرون تصدر للاعتراف بدولة فلسطينية وحث دول العالم على ذلك، تحذر إسرائيل بأن اعترافاً من طرف واحد بدولة فلسطينية سيجاب بفرض سيادة إسرائيلية على “يهودا والسامرة”. في محادثات مباشرة أجراها وزير الخارجية جدعون ساعر مؤخراً مع نظيره ديفيد لاني البريطاني وجان نويل بارو الفرنسي، ومع وزراء آخرين من دول مركزية في العالم.
حذر ساعر: “خطوات أحادية الجانب ضد إسرائيل ستجاب بخطوات أحادية الجانب من إسرائيل”. ماكرون، الذي يعاني ضعفاً داخلياً في بلاده، يعمل على إقناع دول في العالم بأن الخطوة التي يتصدرها ستدفع بالسلام قدماً. لكن إسرائيل ترفض بحجة نهجه، وتقول إن أفعاله “تشويه قيمي وأخلاقي على خلفية مذبحة 7 أكتوبر، وكذا سخافة سياسية، إذ إنه يعطي الفلسطينيين جائزة دون تلقي مقابل لها”.
الرئيس الفرنسي، كما تتهمه مصادر سياسية، يدفع قدماً بالخطوة رغم أنه بلغ “القدس” برسائل تفيد بأنه لن يفعل هذا. إسبانيا ستؤيد، أما ألمانيا فلا. لم يتخذ إسرائيل بعد قراراً نهائياً في كيفية الرد على قرارات المؤتمر، والأمر منوط أيضاً بما سيحصل فيه عملياً. إذا اتخذت قرارات “من فوق رأس” إسرائيل، فإن إحدى الإمكانيات البارزة هي إحلال من طرف واحد للقانون الإسرائيلي على المستوطنات الإسرائيلية في “يهودا والسامرة” وكذا على مناطق في غور الأردن ومناطق أخرى. ينعقد المؤتمر في 17 – 20 حزيران. وسيكون 18 حزيران يوم التصريحات المركزية. الذي في سياقه سيطلق زعماء من أرجاء العالم الإعلان الذي عمل عليه ماكرون. ومع ذلك، لم تؤكد أي دولة حتى الآن مشاركتها في الحدث الذي أعلن عنه الفرنسيون رسمياً الجمعة الماضي.
في وقت مبكر من هذا الشهر، هدد ساعر علناً بخطوات رد إسرائيلية إذا ما تبنت دول الغرب خطوة ماكرون. “مبادرات كهذه تعد أحادية الجانب، وستثيب إرهاب حماس”، قال ساعر لنظيره الألماني يوهان ودفول. “كل محاولة لعمل هذا من طرف واحد سيمس بإمكانية الدفع قدماً بمسيرة ثنائية في المستقبل بين إسرائيل والفلسطينيين – ويلزمنا باتخاذ خطوات أحادية الجانب كرد”. بناء على طلب إسرائيل، أوضحت الولايات المتحدة بأنها لن تشارك في المؤتمر، والأمريكيون لا يعملون حتى الآن بفاعلية حيال دول أخرى بالتصرف مثلها. وحالياً، رفضت بضع دول مركزية في أوروبا مبادرة الرئيس الفرنسي وأوضحت بأنها لن تتخذ الخطوة من طرف واحد. تقف ألمانيا على رأس المعسكر المعارض لخطوات ماكرون، ومثلها يتصرف أصدقاء إسرائيل في أوروبا وعلى رأسهم هنغاريا وتشيكيا.
بشكل مفاجئ، قالت وزيرة خارجية لوكسمبورغ هي الأخرى إن بلادها لن تعترف بدولة فلسطينية من طرف واحد، لكنها ستفكر بعمل ذلك بعد المؤتمر. بالمقابل، تعتزم فرنسا ومالطا تأييد الخطوة، حتى وإن كانتا عملياً تعترفان بدولة فلسطينية قبل سنوات عديدة. في بريطانيا، التي أعلنت الأسبوع الماضي عن سلسلة خطوات ضد إسرائيل، لم تتخذ بعد قرارات نهائية في كيفية التصرف. أما بلجيكيا التي تراها إسرائيل واحدة من الدول الإشكالية في أوروبا، فقد أعلنت الحكومة عن شروط للاعتراف بدولة فلسطينية. وحسب دبلوماسيين غربيين، هناك عدم وضوح إزاء العناصر الدقيقة والنهائية للمبادرة الفرنسية.
من جهة، يدفع ماكرون قدماً باعتراف أحادي الجانب. وبالمقابل، يدعي بوجوب إجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية، وإن كان من غير الواضح كيف سيتمكن من تحقيق هذا المطلب. تتضمن مبادرة ماكرون أيضاً تعهدات بنزع سلاح حماس، وكذا دفع دول عربية وإسلامية للاعتراف بإسرائيل، لكن إسرائيل تعتقد أن هذه الوعود غير واقعية ووصفها مصدر سياسي بـ “النكتة”.