إشتباكات مخيّم عين الحلوة في لبنان المتواصلة لليوم الثالث تخلّف 6 قتلى و36 إصابة وحالات هروب من المخيم وتشييع ضحايا مساءً وإجتماع سياسي لمعالجة الوضع
“المدارنت”..
ما تزال الإشتباكات تتواصل لليوم الثالث في مخيم “عين الحلوة” للاجئين الفلسطينيّين في منطقة صيدا في الجنوب اللبناني، بين عناصر من حركة “فتح”، وعناصر من “عصبة الأنصار” الإسلامية، وذلك عقب إغتيال مجموعة مسلحة من العصبة، لـ”أبو أشرف العرموشي”، أحد مسؤولي “فتح” وعدد من مرافقيه، أمس، الأحد، وفق تأكيدات القيادي في “فتح” في لبنان اللواء منير المقدح.
وأفاد الجيش اللبناني في بيان، بأنه “نتيجة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، سقطت قذيفة هاون داخل أحد المراكز العسكرية، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بشظايا”، مؤكدًا أن “حالته الصحية مستقرة”.
وانتشرت رقعة الصراع، وطالت غالبية المخيّم، كما لم يسلم المحيط خارج المخيم من الرصاص، الأمر الذي أدّى الى إقفال عدة مدارس ومستشفيات ومؤسسات تجارية لبنانية في جوار المخيم، وما تزال الاشتباكات العنيفة تتنقل داخل مخيم عين الحلوة، وبخاصة على أكثر من محور داخل المخيم، حيث تستخدم الاسلحة الرشاشة الثقيلة والقذائف الصاروخية.
من جهه، أكد مدير “مستشفى الهمشري” في صيدا د. رياض ابو العينين، أنه “تمّ ادخال 11 اصابة من مخيم عين الحلوة منذ صباح اليوم، بينها اصابة حرجة”.
وكان المستشفى قد استقبل يوم أمس 25 اصابة، ليرتفع عدد اجمالي الجرحى الى 36 اصابة.
ولفت ابو العينين الى ان “المستشفى في جهوزية كاملة للقيام بدوره الطبي والانساني وانه تم اخلاء الحالات الباردة، افساحا في المجال امام الحالات الطارئة جراء الوضع الامني المستجد في عين الحلوة”، مضيفا “إن المستشفى كان تعرض يوم امس، لسقوط قذيفتين عليها نتيجة الاشتباكات“.
وتوتّرت الأوضاع وتصاعدت حدّة الإشتباكات، بعد استهداف الناشط الإسلامي محمود أبو قتادة بإطلاق النار، وإصابته بجروح. وكشفت الأنباء أنه لا تزال الاشتباكات مستمرة بين مسلحين من “آل زبيدات” (مقربين من حركة فتح) وآخرين من الجماعات المحسوبة على الناشطين الاسلاميين.
وكانت قوة كبيرة من فوج مغاوير البرّ في الجيش اللبناني، وصلت إلى محيط مُخيّم عين الحلوة، في خطوة تهدف الى حماية المدنيّين، ومعالجة الوضع، وإعادة الوضع الأمني الى طبيعته، وملاحقة المطلوبين.
وحذّرت مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، في بيان من “مغبة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر مهما كانت الأسباب”، مؤكدة ان “الجيش سيردّ على مصادر النيران بالمثل”.
تشييع ضحايا
من جهتها، دعت “منظمة التحرير الفلسطينية”، و”حركة التحرير الوطني الفلسطيني”/ فتح” و”قوات الأمن الوطني الفلسطيني” في لبنان في بيان الى المشاركة في تشييع شهيديّ الدفاع عن أمن وأمان الشعب الفلسطيني في مخيم عين الحلوة، قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا، اللواء أبو أشرف العرموشي ورفيقه موسى فندي، إلى مثواهما الأخير في مقبرة شهداء مخيم الرشيدية، جنوب لبنان، الساعة السادسة من مساء اليوم”.
إجتماع سياسي لمعالجة الوضع
عقد اجتماع في مستشفى “الهمشري” في صيدا، ضمّ السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، أمين سر حركة “فتح” وفصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” في لبنان فتحي أبو العردات، رئيس لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني باسل الحسن، وتم البحث في الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة.
وفي ختام الاجتماع، اكد أبو العردات “ما ورد في موقف الرئاسة الفلسطينية والموقف اللبناني”، وشدد على “استمرار التنسيق والتعاون بين لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني والسفارة الفلسطينية وهيئة العمل المشترك من أجل تجاوز هذه المرحلة الخطيرة والصعبة، وتثبيت الاستقرار الأمني في المخيمات وبسط سيادة الدولة”.
واعلن ان “هذه الجريمة – المجزرة تشكل ضربة في صميم القضية الفلسطينية التي سقط من أجلها الاف الشهداء في الوطن والشتات، وان العبث بأمن المخيمات وضرب مقومات الأمان داخلها وعناصرها التي تعمل بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لتثبيت معادلة الأمن في المخيمات والجوار”.
وختم مشددا على “عدم السماح لزمر الفتنة بالعبث بالروح الأخوية التي تجمع بين القيادات اللبنانية والفلسطينية والشعبين اللبناني والفلسطيني، وان التطرف هو أحد أخطر الآفات في مجتمعاتنا والحكومة اللبنانية بالتعاون مع القيادة الفلسطينية وهيئة العمل المشترك سيعملون بحزم على إنهاء تلك الظواهر الشاذة حتى تستقيم الأمور وترتاح النفوس”.