إعلام عبري عن مسؤول أميركي: القطار فات و”إسرائيل” ستدفع ثمنًا كبيرًا!
“المدارنت”
في تحوّل لافت في لهجة واشنطن، أعرب مسؤول أمريكي رفيع عن “إحباط متزايد” من تعاطي تل أبيب مع مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة “حماس”، محذّرًا من أن إسرائيل ستدفع ثمنًا ثقيلًا بسبب عدم إنهائها الحرب على غزة.
واعتبر المسؤول الأمريكي، في تصريح لقناة عبرية، أن “إسرائيل فاتها القطار”، وقال إن واشنطن “لن تنتظر على الرصيف، ونأمل أن تلحق إسرائيل بالقطار التاريخي الذي غادر المحطة بالفعل”.
وذكرت القناة 12 العبرية أن المسؤول الأمريكي- لم تُكشف هويته- أدلى بهذه التصريحات خلال اجتماع عُقد مساء الإثنين مع عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى “حماس”.
وأعرب المسؤول عن دعمه الكامل لموقف عائلات الأسرى، التي تعتبر أن استمرار الإبادة في غزة يُعرّض حياة ذويها للخطر، في تناقض واضح مع سياسة حكومة بنيامين نتنياهو التي ترى في الضغط العسكري وسيلة لفرض التنازلات.
وقال: “إذا كانوا قد دفعوا (الأسرى الإسرائيليون) ثمن عدم إنهاء الحرب حتى الآن، فسيكون الثمن اليوم أثقل بكثير على إسرائيل، وليس فقط على الأسرى”.
وتقدّر تل أبيب وجود 59 أسيرًا إسرائيليًا في قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن تعليقات المسؤول الأمريكي تركت أثرًا صادمًا في نفوس عائلات الأسرى، حيث بدت عليهم علامات الذعر والقلق.
وأوضحت أن العديد من أفراد العائلات أعربوا لاحقًا عن مخاوفهم، ليس فقط من مضمون الرسالة، بل مما اعتبروه تحوّلًا غير مسبوق في لهجة واشنطن، الحليف الذي لطالما اعتُبر داعمًا مطلقًا لإسرائيل.
وأكدت “حماس” مرارًا استعدادها للبدء في مفاوضات شاملة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة بشكل كامل.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرّب عبر فرض شروط جديدة، أحدثها نزع سلاح “حماس”، وهو ما ترفضه الحركة طالما استمر احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
اتفاق مع السعودية
في سياق آخر، شدد المسؤول الأمريكي على أن “الرئيس ترامب عازم على المضي قدمًا في صفقة مهمة مع السعودية، حتى بدون مشاركة إسرائيل”.
وأردف موضحًا بهذا الخصوص: “اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين ليس سوى مقدمة، وإذا لم تعد إسرائيل إلى رشدها، فحتى صفقة الألفية ستُنفذ بدونها”، وفق المصدر.
وقال: “نأمل أن تلحق إسرائيل بالقطار التاريخي الذي غادر المحطة بالفعل، لكن الولايات المتحدة لن تنتظر على الرصيف”.
وعلّقت القناة على تصريحات المسؤول الأمريكي بالقول: “إذا تم الانتهاء من الصفقة مع السعودية، والتي وصفتها إدارة ترامب بأنها إطار عمل لتحقيق الاستقرار في المنطقة والحد من النفوذ الإيراني، من دون أي إسهام إسرائيلي، فإنها قد تعيد تشكيل المشهد الدبلوماسي بشكل كبير، ما يؤدي إلى تهميش إسرائيل في لحظة حرجة”.
يأتي ذلك بعد تقارير إعلامية إسرائيلية أفادت بأن ترامب قرر قطع الاتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خلفية شكوك بأنه يحاول التلاعب به.
وقال مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي، ياني كوزين، عبر منصة “إكس” الخميس: “مقربون من ترامب أبلغوه بأن نتنياهو يتلاعب به، ولا يوجد شيء يكرهه ترامب أكثر من أن يظهر كأنه مغفّل، لذلك قرر قطع الاتصال معه”.
أضاف: “ربما يتغير ذلك لاحقًا، لكن هذا هو الوضع حاليًا”، مشيرًا إلى أن ترامب يعتزم المضي قدمًا في خطوات متعلقة بالشرق الأوسط دون انتظار نتنياهو، في ظل تباين مواقفهما إزاء قضايا إقليمية.