إلى مراهقي الفكر الفلسفيّ:: لا تشوّهوا الفلسفة بتعقيداتكم.!
خاص “المدارنت”..
ليس أضرّ بالفسفة من أولئك الذين ينتحلون صفتها وبخاطبون العامّة باسمها معتقدين أنّهم من نوابغها المفوّهين.
هؤلاء يحاولون إبهار القارئ بسعة اطّلاعهم ، ومهارتهم باستخدام المصطلحات الفلسفيّة، والإكثار من ذكر أعلام الفلسفة ظنّا” منهم أنّ في ذلك ما يُبرز تضلّعهم في مجال الفكر الفلسفيّ.
إنّ هؤلاء المصابين بداء الغرور الذي تظهر أعراضه في منشوراتهم، وفي تصويرهم لشخصيّاتهم الفكرية ومواقفهم بتعالٍ ملحوظ. هؤلاء يسيئون الى الفلسفة والى أنفسهم إساءة بالغة دون أن يدروا.
أمّا إساءتهم الى الفلسفة التي تعنينا هنا، فهي تتمثّل في نصوصهم المعقّدة التي يضيع القارئ العاديّ في متاهاتها، حتى ليكاد يخرج منها من دون أن يبلغ الحدّ الأدنى ممّا يريدون إيصاله.
صحيح أنّ موضوعات الفلسفة، وأسلوب بعض فلاسفتها ينطويان على قدْر كبير من الغموض والتعقيد، إلا أنّ من يخوض في المباحث الفلسفيّة عليه أن يذلّل صعوباتها، ويضيء ما يكتنف نصوصها من غموض.
أمّا أن يزيد على غموضها غموضًا وتعقيدًا، فهذا لا يخرج عن كونه يشكّل إضرارًا بالغًا بالفلسفة ورسالتها.
من هنا نستطيع أن نفهم المستوى المتدنّي الذي بلغه الكلام في الفلسفة لدى هؤلاء، كما نفهم لماذا غدت الفلسفة اليوم سيّئة السمعة في عالمنا العربيّ، ومادّة مكروهة مستنكرة لدى الكثيرين من الناس.
فلتعِ تلك الأقلام المراهقة فلسفيًّا، هذه الحقيقة المؤلمة، ولتعمل بالجدّية المطلوبة لتغيير المسار، وإلا نقول لهؤلاء مع القائلين: “بلا فلسفي”.
إنّ الفلسفة غير هذا.. فلا تشوّهوها بتعقيداتكم.