“المدارنت”..
هناك جديد في إيران. نتائج الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، قدمت صورة سياسية واجتماعية عن تغير المزاج الشعبي، والسعي للخروج من قمقم العزلة الدولية والانفتاح على العالم، والتخلي عن الأفكار المحافظة جداً التي تقيّد المجتمع الإيراني، لكن الأهم أن الإيرانيين مارسوا حرية الاختيار، وجاءت الصناديق بمن يعتقدون أنه سيحقق الفرق.
إن فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان على منافسه المحافظ سعيد جليلي تحقق بنحو 55 في المئة من الأصوات، حيث بلغت نسبة المشاركة 40.8 في المئة فقط، في إشارة سلبية إلى أن «الناس غير راضين عن أداء الحكومات» كما قال بزشكيان، الذي أضاف: «حين لا يشارك 60 في المئة من السكان (في الانتخابات) فهذا يعني أن هناك مشكلة مع الحكومة»، إذ يعاني الإيرانيون وضعاً اقتصادياً صعباً بسبب الحصار الغربي المفروض على إيران الذي أرخى بتداعياته السلبية على أوضاعهم المعيشية، وبالتالي على توجهاتهم السياسية، إضافة إلى القيود المفروضة على حرية المرأة بشأن ارتداء الحجاب حيث يدعو بزشكيان إلى إيجاد حل لقضية إلزامية الحجاب، والتي كانت أحد أسباب حركة الاحتجاج الواسعة التي هزت البلاد في نهاية عام 2022 إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في شهرسبتمبر/ أيلول 2022 بعد توقيفها لعدم التزامها بارتداء الحجاب، إذ كان له موقف احتجاجي ضد اعتقالها وظروف وفاتها.
ثم أن يحتل الطبيب الجراح (69 عاماً) منصب رئيس الجمهورية وهو من أصول أذرية، فهذا يعني أن الإيرانيين تجاوزوا النزعة القومية المتشددة أو الشعبوية، ثم أن يعطي الإيرانيون أصواتهم لبزشكيان الذي يدعو لإخراج إيران من عزلتها وبناء علاقات ودية مع جميع دول العالم – باستثاء إسرائيل- وأنه مع الرأي الذي يقول بعدم الولاء للشرق أو الغرب من دون أن يكون معادياً لهما، فهذا يعني أن الإيرانيين يريدون نهجاً سياسياً جديداً يخرجهم من الشرنقة القديمة.
بعد إعلان فوزه أعلن بزشكيان أنه «سيمد يد الصداقة للجميع، نحن جميعاً شعب هذا البلد.. علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدم البلد».
عندما يعلن الرئيس الجديد «العمل جميعاً من أجل إيران»، فإن علاقات بلاده مع دول الجوارالعربية من المفترض أن تحتل الأولوية، نظراً لما تمثله من أهمية بالنسبة للأمن والسلام في المنطقة، ثم بالنسبة للعلاقات التاريخية التي تربط شعوبها ومصالحها المشتركة، وهذا يرتب نهجاً سياسياً مسؤولاً يقوم على احترام سيادة دول المنطقة وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها، وخلق بيئة سليمة للتعاون في ما بينها.
السؤال الأهم هو: إلى أي مدى يستطيع الرئيس بزشكيان أن ينفذ برنامجه الانتخابي الإصلاحي سياسياً واقتصادياً؟
أثبتت تجارب الرئيسين الإصلاحيّين السابقين محمد خاتمي وحسن روحاني، أن قدرتهما على التغيير محدودة، ذلك أن للرئيس وحكومته صلاحيات محدودة، فالمرشد الأعلى علي خامنئي هو من يرسم سياسات الدولة، والحكومة تتولى التنفيذ، لذلك فإن من الصعوبة بمكان أن يتمكن الرئيس الجديد من الخروج من تحت عباءة المرشد، إلا إذا كان المرشد اقتنع بأهمية التغيير على ضوء امتناع حوالى 60 في المئة من الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم كتعبير احتجاجي على عدم قبول الوضع الراهن.
هناك جديد في إيران. نتائج الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، قدمت صورة سياسية واجتماعية عن تغير المزاج الشعبي، والسعي للخروج من قمقم العزلة الدولية والانفتاح على العالم، والتخلي عن الأفكار المحافظة جداً التي تقيّد المجتمع الإيراني، لكن الأهم أن الإيرانيين مارسوا حرية الاختيار، وجاءت الصناديق بمن يعتقدون أنه سيحقق الفرق.
إن فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان على منافسه المحافظ سعيد جليلي تحقق بنحو 55 في المئة من الأصوات، حيث بلغت نسبة المشاركة 40.8 في المئة فقط، في إشارة سلبية إلى أن «الناس غير راضين عن أداء الحكومات» كما قال بزشكيان، الذي أضاف: «حين لا يشارك 60 في المئة من السكان (في الانتخابات) فهذا يعني أن هناك مشكلة مع الحكومة»، إذ يعاني الإيرانيون وضعاً اقتصادياً صعباً بسبب الحصار الغربي المفروض على إيران الذي أرخى بتداعياته السلبية على أوضاعهم المعيشية، وبالتالي على توجهاتهم السياسية، إضافة إلى القيود المفروضة على حرية المرأة بشأن ارتداء الحجاب حيث يدعو بزشكيان إلى إيجاد حل لقضية إلزامية الحجاب، والتي كانت أحد أسباب حركة الاحتجاج الواسعة التي هزت البلاد في نهاية عام 2022 إثر وفاة الشابة الكردية مهسا أميني في شهرسبتمبر/ أيلول 2022 بعد توقيفها لعدم التزامها بارتداء الحجاب، إذ كان له موقف احتجاجي ضد اعتقالها وظروف وفاتها.
ثم أن يحتل الطبيب الجراح (69 عاماً) منصب رئيس الجمهورية وهو من أصول أذرية، فهذا يعني أن الإيرانيين تجاوزوا النزعة القومية المتشددة أو الشعبوية، ثم أن يعطي الإيرانيون أصواتهم لبزشكيان الذي يدعو لإخراج إيران من عزلتها وبناء علاقات ودية مع جميع دول العالم – باستثاء إسرائيل- وأنه مع الرأي الذي يقول بعدم الولاء للشرق أو الغرب من دون أن يكون معادياً لهما، فهذا يعني أن الإيرانيين يريدون نهجاً سياسياً جديداً يخرجهم من الشرنقة القديمة.
بعد إعلان فوزه أعلن بزشكيان أنه «سيمد يد الصداقة للجميع، نحن جميعاً شعب هذا البلد.. علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدم البلد».
عندما يعلن الرئيس الجديد «العمل جميعاً من أجل إيران»، فإن علاقات بلاده مع دول الجوارالعربية من المفترض أن تحتل الأولوية، نظراً لما تمثله من أهمية بالنسبة للأمن والسلام في المنطقة، ثم بالنسبة للعلاقات التاريخية التي تربط شعوبها ومصالحها المشتركة، وهذا يرتب نهجاً سياسياً مسؤولاً يقوم على احترام سيادة دول المنطقة وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها، وخلق بيئة سليمة للتعاون في ما بينها.
السؤال الأهم هو: إلى أي مدى يستطيع الرئيس بزشكيان أن ينفذ برنامجه الانتخابي الإصلاحي سياسياً واقتصادياً؟
أثبتت تجارب الرئيسين الإصلاحيّين السابقين محمد خاتمي وحسن روحاني، أن قدرتهما على التغيير محدودة، ذلك أن للرئيس وحكومته صلاحيات محدودة، فالمرشد الأعلى علي خامنئي هو من يرسم سياسات الدولة، والحكومة تتولى التنفيذ، لذلك فإن من الصعوبة بمكان أن يتمكن الرئيس الجديد من الخروج من تحت عباءة المرشد، إلا إذا كان المرشد اقتنع بأهمية التغيير على ضوء امتناع حوالى 60 في المئة من الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم كتعبير احتجاجي على عدم قبول الوضع الراهن.