اجتماع في “غازي عنتاب” التركية يضمّ صحافيين وإعلاميين سوريين.. فما هو مضمونه؟!
“المدارنت”..
عقدت “الجالية السورية” في مدينة “غازي عنتاب”، جنوب تركيا، يوم الأربعاء، الماضي، اجتماعًا رسميًا مع صحافيين وإعلاميين سوريّين وممثلين عن وسائل إعلامية سورية، وذلك بالتعاون مع “وقف بلبل زاده التركي” و”مركز خدمات اللاجئين في غازي عنتاب”، بهدف إبراز أهم القضايا القانونية المتعلقة بملف اللاجئين السوريين في تركيا، والعمل على معالجتها وإيحاد حلول تخفف من وطأة معاناتهم في ظل الأوضاع الصعبة التي يعشونها في تركيا، ونقلها إلى المسؤولين في الحكومة التركية.
قال مدير مركز خدمات اللاجئين في “غازي عنتاب”، رمزي يلماز، خلال جلسة الاجتماع إنهم في مركز خدمات اللاجئين يعملون على معالجة قضايا اللاجئين السوريين لتأمين استقرارهم في العيش الكريم في تركيا، وأكد أهمية هذا الاجتماع لصالح اللاجئين السوريين والعمل على مساعدتهم لإيجاد حلول لقضاياهم بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام السورية، من خلال نقل صورة معاناتهم وقصص نجاحاتهم المميزة في تركيا.
أضاف يلماز: أنهم “يعملون أيضًا على ترتيب اجتماع آخر موسع في الأيام القادمة، يضم الصحافيين والإعلاميين والمفكرين من قادة الرأي السوريين، من أجل متابعة ومعالجة قضايا اللاجئين السوريين في غازي عنتاب ولتقديم لهم المساعدة، والعمل على المستقبل المشترك بين البلدين، بحسب وصفه”.
وقال رئيس الجالية السورية مصطفى الحسين، لـ”وكالة الصحافة السورية”، إن الجالية السورية في مدينة غازي عنتاب تعمل دائما على نقل معاناة وإيصال صوت السوريين إلى المسؤولين الأتراك، من خلال علاقاتنا مع المؤسسات التركية الرسمية ومع مديرية الهجرة التركية في ولاية غازي عنتاب، وذلك عبر اجتماعاتنا الدورية معهم.
وأشار الحسين إلى أن الجالية السورية تسعى دائما بالتعاون مع مركز خدمة اللاجئين في مدينة “غازي عنتاب”، و”وقف بلبل زاده”، و”بلدية غازي عنتاب الكبرى”، بدعوة كل الممثلين عن الشعب السوري من قادة الرأي والأكاديميين والممثلين عن المنظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال، والصحافيين والإعلاميين الذي اعتبرهم هم صوت الحق والحقيقة، بنقل معاناة اللاجئين السوريين والتحديات الصعبة التي يعيشونها في تركيا، وأكد أنهم يسمعون إلى آراء كل هذه الجهات واستقبال توصياتهم ومقترحاتهم المقدمة في إيجاد حلول لمشكلات اللاجئين، ومشيرا إلى أهمية دور مركز خدمة اللاجئين والجالية السورية في نقل هذه التوصيات والمقترحات المتعلقة في القضايا القانونية، وغيرها إلى المسؤولين الأتراك، والجهات الرسمية العليا في الحكومة التركية لتسهيل أوضاع اللاجئين.
أهمية الاجتماع من منظور الصحافيين ومنظمات المجتمع المدني
وقال المدير الإقليمي لمؤسسة JHR (صحافيون من أجل حقوق الإنسان) تمام حازم، المشارك في الاجتماع لـ”وكالة الصحافة السورية”: من المفيد جدًا انعقاد دوري لمثل هذه الاجتماعات لإجراء تحديثات منتظمة بما يخص السوريين في تركيا، وفي حين اعتبر هذا الاجتماع خطوة مثمرة من جانب مركز الخدمات للاجئين، وأشار إلى أن قضايا اللاجئين السوريين العالقة متعددة وتحتاج الى حلول جذرية ذات صيغة قانونية واضحة لجميع الأطراف، مؤكدًا أن تركيا دولة ديمقراطية وهي متقدمة من ناحية توقيعها على المواثيق الدولية ذات الصلة، ولها تجارب متنوعة بالتعامل مع حالات الهجرة واللاجئين.
ورأى أحمد نذير، صحافي في “راديو روزنة” من وجهة نظره لوكالة الصحافة السورية، أن أهمية وفعالية لقاء الصحافيين والإعلاميين تُقاس بحسب ما ينتج من تطبيق آليات تسهم في طمأنة السوريين المقيمين في تركيا من خطر الترحيل، وتسهيل الإجراءات الإدارية أمامهم، وأكد أن الاجتماع تركز على المطالبة بتسهيل الإجراءات الإدارية للسوريين وبالتالي حصولهم على الأوراق القانونية، وضمان عدم تعرضهم لخطر الترحيل.
ومن جانبه أشاد الكاتب الصحافي السوري أحمد مظهر سعدو، الذي حضر اجتماع الصحافيين والإعلاميين السوريين، بأهمية الاجتماع الذي يعكس اهتمامًا واضحًا بالإعلام والصحافة السورية، ومشيرًا إلى أنه لقاء يؤسس لما بعده من اللقاءات الصحفية والإعلامية القادمة المتعلقة بقضايا اللاجئين السوريين في تركيا، وأوضح أن الاجتماع يساهم في بناء علاقات متينة بين السوريين والأتراك، وتعزيزها بشكل أكبر مع الصحفيين السوريين، وذلك خلال حديثه لوكالة الصحافة السورية.
توصيات ومقترحات الصحافيين
ومن أبرز المقترحات والتوصيات التي قدمها الصحافيون والإعلاميون السوريون المتعلقة بقضاياهم وقضايا اللاجئين السوريين لمركز خدمات اللاجئين في ولاية “غازي عنتاب”، حيث اقترح الصحفي سعدو بإنشاء لجنة مصغرة تضم من الصحفيين والإعلاميين السوريين، ومهمتها نقل معاناة وهموم اللاجئين السوريين ومتابعة قضاياهم العالقة، وذلك بالتعاون مع الجالية السورية ومع مركز الخدمات للاجئين وإيصالها إلى المسؤولين الأتراك لمعالجتها وإيجاد حلول لها.
وبينما اقترح مدير مؤسسة “JHR” حازم، أن يكون هناك لقاءات مشتركة ذات فعالية بين الإعلام التركي والسوري بحيث يصدر للجمهور إسهامات المهاجرين في الصعد المختلفة.
والجدير بالإشارة أن الاجتماع تناول عدة قضايا التي تهم اللاجئين السوريين لتحسين أوضاعهم، ومن أبرزها الإجراءات الإدارية والقانونية المتعلقة بتحديث البيانات وتثبيت النفوس وأذونات السفر والعمل، وتجديد الإقامات السياحية، وبالإضافة إلى أوضاع اللاجئين في مخيمي حران وكلس في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المحتجزون فيهما، الذين بات مصيرهم مجهولاً.
كما تطرق الاجتماع إلى أوضاع المرضى الذين دخلوا للعلاج في تركيا، من أجل تسهيل حصولهم على الأوراق الطبية اللازمة، من دون الحاجة للرجوع إلى المستشفى التي حولتهم عند دخولهم، نظرًا لبعد المدن ولمراعاة الحالة الصحية للمريض، بالإضافة إلى ذلك، تم مناقشة إيقاف قيود حاملي بطاقة الحماية المؤقتة، ومعالجة قضاياهم لضمان عدم تعرضهم لخطر الترحيل.
وتبقى قضايا اللاجئين السوريين في تركيا، عالقة على سكة الانتظار على أمل بذل الجهد والسعي الدائم من الجهات المعنية في متابعة شؤونهم، لإيجاد حلول حقيقية وجذرية، تضمن لهم العيش الكريم والاستقرار في تركيا، نظرًا لما تشهده سوريا من أوضاع أمنية سيئة، وقد اعتبرت الأمم المتحدة أن سوريا منطقة “غير آمنة”، لما تعيشه من انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان.