مهجّرّو “رفح” أكثر من 630 ألف والعدوّ يرتكب 4 مجازر في غزّة ضحيتها 31 شهيدًا و56 جريحًا!.. أبو ستة: أهالي القطاع يدفعون حيواتهم ثمن حق العودة!
“المدارنت”..
يواصل الاحتلال الإرهابي الصهيوني، حرب الإبادة التي يشنّها على قطاع غزة، لليوم الـ224 على التوالي، رافعاً حصيلة الضحايا من المدنيين، وموسعاً لرقعة الدمار في العمران والبنى التحتية والمدنية، وتهجير مئات آلاف المدنيين.
وخلال الـ24 ساعة الماضية، ارتكبت قوات العدوّ الصهيوني، أربع مجازر ضد العائلات الفلسطينية في القطاع، مما أسفر عن سقوط 31 شهيدًا و56 جريحًا تمّ نقلهم إلى المستشفيات، حسبما أعلنت وزارة الصحة في القطاع صباح اليوم، الجمعة، الواقع فيه 17 أيار/ مايو.
وأشارت الوزارة، إلى أنّه لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم، بسبب استمرار القصف والتدمير.
وارتفعت حصيلة الشهداء إلى 35,303 شهداء، فيما بلغ عدد الإصابات 79,261 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 الفائت.
وإثر العمليات العسكرية التي يواصلها الاحتلال على مدينة رفح، قال مصدر في وكالة “أونروا” اليوم: إنّ السكان يتعرضون للتهجير القسري، وأشارت إلى إجبار الاحتلال لأكثر من 630,000 شخص على الفرار من المنطقة، منذ أيار/ مايو الجاري.
أضاف “أونروا” إنّ الكثير من المهجرين عن رفح، لجأوا إلى دير البلح، التي أصبحت الآن مكتظة بشكل لا يطاق وتعاني ظروف مزرية، حسبما نبّهت الوكالة.
وفي إطار عملياته ضد المدنيين منذ ساعات الصباح الأولى من اليوم الجمعة، نسف جيش الاحتلال عدداً من المنازل في وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى تدمير العديد من المباني وتشريد الأسر.
وأفاد الدفاع المدني في غزة، بانتشال جثامين ثلاثة شهداء، وعدد من المصابين، جراء قصف العدوّ منزلاً لعائلة التلباني في مخيم الشاطئ غربي غزة.
وحاصرت آليات عسكرية صهيونية، مئات النازحين بمراكز للإيواء في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، مما زاد معاناة النازحين، وعرقل جهود الإغاثة.
فيما استمر القصف المعادي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين.
د. أبو ستة: أهالي قطاع غزة يدفعون دماءهم ثمناً لحق العودة
من جهته، قال الباحث والمؤرخ الفلسطيني د. سلمان أبو ستة: إن أهالي قطاع غزّة، يدفعون حيواتهم ثمن العودة إلى فلسطين كاملة، داعياً كل الفلسطينيين إلى الدفاع أيضاً عن هذا الحق “من خلال بيان الحق الفلسطيني والدفاع عنه بالحقائق”.
جاء ذلك عبر محاضرة قدمها أبو ستة، عبر تطبيق “زووم” لمجموعة من الناشطين في قاعة “النادي الثقافي الفلسطيني العربي” في مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان، تحت عنوان: “لا بد من فلسطين ولو طال السفر” ضمن سلسلة نشاطات إحياء ذكرى النكبة التي دعا إليها الإئتلاف الفلسطيني الموحد لإحياء ذكرى النكبة السادسة والسبعين.
أضاف أبو ستة: إن معظم سكان قطاع غزة الذين وصفهم بـ “الجبابرة”، هم أهالي 247 مدينة وقرية مهجّرة في جنوبي فلسطين، وتقع هذه القرى والمدن على مساحته 12500 كلم مربع، ولكنهم الآن يعيشون في معسكر اعتقال كبير مساحته 365 كلم مربع، كثافة السكان فيه 8 آلاف شخص على كل كلم مربع.
ووصف القطاع المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة إرهابية صهيونية، منذ أكثر من سبعة شهور بمعسكر اعتقال بكل المقاييس. وتابع: إلا أن أهله صامدون كل ما يطالبون به هو حقهم بالعودة إلى وطنهم، وهم الأسرى الحقيقيون لمدة 27 ألف يوم، وكل ما فعلوه وسيفعلونه هو العودة إلى الوطن بشتى الوسائل.
وأشار أبو ستة، الذي عايش أحداث نكبة فلسطين عام 1948، إلى أنه مرّ على النكبة 27 ألفاً و950 يوماً، ولكن الشعب الفلسطيني لم يستسلم ولم يركع يوماً.
يذكر أن د. سلمان أبو ستة، ولد عام 1937، قضاء بئر السبع في فلسطين، وهو مؤرخ وباحث فلسطيني، اشتهر بمشروعه الرائد لرسم خريطة فلسطين التاريخية، ووضع خطة عملية لتطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين، أمضى أكثر من 40 عامًا في البحث عن أي معلومات حول فلسطين، وما يتعلق بها قبل وأثناء وبعد النكبة، ولم يقتصر عمل أبو ستة على توثيق النكبة فحسب، بل شمل أيضاً ضمان “عدم فقد ذكريات وهوية الوطن المحتل”، ألّف 6 كتب، وكتب أكثر من 300 مقال وورقة بحثية عن فلسطين.
وحول حق العودة للاجئين الفلسطينيين، قال: إن هناك 9 ملايين لاجئ فلسطيني “مسجلين وغير مسجلين في الأمم المتحدة” يطالبون بحقهم بالعودة، مضيفاً: إن قرار (194) الذي عرف بقانون العودة “لا يحتاجه الفلسطينيون لأنه لا ينشئ لهم حقًا بالعودة إنما يؤكد ذلك فقط.
وأشار في هذا الصدد إلى أن “القوى الاستعمارية التي خلقت إسرائيل لا تزال تمنع العودة وهي التي تقف بجانب إسرائيل في تثبيت وجودها على حساب الحق الفلسطيني وتصوت بالفيتو ضدها وتنقل لها بالطائرات القنابل وتزودها بكل ما يمكن من أدوات القتل اليومية وتعطيها الحماية السياسية وتمنع عقابها بالمحاكم الدولية، وتعاقب كل من يتقدم إلى محكمة الجنايات الدولية”.
ولفت المؤرخ الفلسطيني إلى أن قطاع غزة لم يستسلم وأهله دفعوا دماءهم، دماء أكثر من 110 آلاف شهيد وجريح ثمناً للوطن فلسطين ولحق العودة، وعبر بأنهم “صامدون لأكثر من 7 أشهر، وهو مدة زمنية أكبر بكثير من أي مدة زمنية حاربت فيها أي دولة عربية الكيان الإسرائيلي”.
محاضرة أبو ستة للفلسطينيين في مخيم البداوي كانت الفعالية المركزية لنشاطات إحياء النكبة الذي دعا إليها الإئتلاف الفلسطيني الموحد لإحياء ذكرى النبكة، وهو ائتلاف أنشئ هذه السنة تزامناً مع تواصل حرب الإبادة “الإسرائيلية” على قطاع غزة، ويهدف إلى أن يحيي الفلسطينيون الذكرى المشؤومة بشكل موحد وتحت شعار موحد “للتأكيد على وحدة الشعب ووحدة القضية الفلسطينية عكس تماماً مما يحاول أن يقوم به المشروع الصهيوني منذ بدايته من تجزئة القضية الفلسطينية وتجزئة الشعب الفلسطيني”، بحسب ما أكد رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي والباحث والمؤرخ الفلسطيني سامي أبو شحادة في تقديمه للمحاضرة.