اقتحام الأقصى.. طلقة بن غفير وهستيريا سموتريتش!

“المدارنت”
تصدر (الإرهابي الصهيوني) إيتمار بن غفير وزير الأمن “الإسرائيلي” أكثر من 2000 مستوطن متطرف على شاكلته اقتحموا باحات المسجد الأقصى احتفالاً بذكرى احتلال الشطر الشرقي من مدينة القدس حسب التقويم العبري، يصحبه وزراء وأعضاء كنيست يمثلون حزبه الفاشي «قوة يهودية».
الشرطة الإسرائيلية كانت تحرس قطعان المستوطنين، وتتأكد من إجبار المحالّ الفلسطينية على إغلاق أبوابها تسهيلاً لمرور الإسرائيليين، وتعتقل أي مواطن فلسطيني يتجاسر على الاعتراض.
لكن بن غفير لم يكتف بالمشاركة في رفع أعلام الاحتلال وأداء طقوس تلمودية عند المنطقة الشرقية من المسجد، بل ألقى خطبة سياسية بامتياز تتجاوز المناسبة والشعائر الدينية اليهودية، فتحرض على احتلال قطاع غزة أسوة بالقدس، وتبارك تسمية دافيد زيني لرئاسة الشاباك. وعلى وقع صيحات تهتف «الموت للعرب»، و«من دون نكبة لا يوجد انتصار»، استنكر السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة، مذكراً رئيس حكومة الاحتلال (الإرهابي الصهيوني) بنيامين نتنياهو بأن «أعداءنا لا يستحقون سوى طلقة في الرأس».
زميله في الحكومة وشريكه في التطرف والفاشية وزعيم حزب «الصهيونية الدينية» وزير المالية (الإرهابي الصهيوني) بتسلئيل سموتريتش كان حاضراً بدوره، وألقى خطبة أمام حائط البراق كرر خلالها أحلامه الإجرامية ببناء الهيكل مكان المسجد الأقصى في حياته وبتمويل من وزارته، وذكّر بأن الكيان الصهيوني لا يخاف من كلمة احتلال وسوف يحرر غزة ويستوطن فيها. وليست هذه التصريحات الهستيرية غريبة عن سموتريتش، الذي اعتبر في السابق أن حدود القدس يجب أن تمتد حتى العاصمة السورية دمشق، وأن واجب دولة الاحتلال بسط سيطرتها على «شرق الأردن».
ليس عجيباً بالطبع أن بن غفير وسموتريتش وأمثالهما يتصرفون على نقيض سياسة معلنة يحرص نتنياهو على الزعم باستمرار اعتمادها، تخصّ الوضع الخاصّ للمسجد الأقصى وتنظيم العبادات فيه، ولكن الطريف في المقابل هو اعتراض عدد من الأحزاب الصهيونية ذاتها على أداء الطقوس التلمودية في باحات الأقصى، لأنها أصلاً مكروهة دينياً حسب تفسيرات توراتية متعددة. وبينما التزم مكتب نتنياهو الصمت إزاء استفزازات اثنين من وزرائه، لم يتأخر زعيم حزب «يهودات هتوراة» في إصدار بيان «يدين بشدة ويستنكر الصعود إلى جبل الهيكل»، لأنه يوجه «ضربة قاصمة للشعب اليهودي ولأماكنه المقدسة ويتسبب في ضرر لا يمكن علاجه».
وبين انتهاك القانون الدولي وتعمّد الاستفزاز والهستيريا وجنون التأويلات المتضاربة، تبقى الاقتحامات الإسرائيلية لباحات الأقصى جبهة إيديولوجية تستهدف على الدوام تضخيم المرجعيات التوراتية في قلب العقيدة الصهيونية، وإبقاء الأبعاد الدينية ماثلة على الدوام أمام أعين الصهاينة، حسب وصفة شهيرة اعتنقتها أفواج الهاغانا والأرغون وشتيرن وبالماخ وسواها من العصابات والميليشيات الصهيونية خلال سنوات النكبة وما بعدها.
وهي كذلك تستهدف تحويل ذريعة الشعائر الدينية إلى أداة لمزيد من عمليات تهويد القدس، وتغيير الواقع الزماني والمكاني للأقصى خصوصاً، إلى جانب إضفاء الصبغة التوراتية على مصادرة الأراضي والاحتلال وتعزيز الاستيطان. ولم يكن غريباً بالتالي أن الحكومة الإسرائيلية حرصت على عقد اجتماعها الأخير داخل بؤرة «مدينة داود» الاستيطانية في حي وادي سلوان.