الاشتباكات تتواصل لليوم الخامس في مخيم عين الحلوة وفشل المساعي السياسية
“المدارنت”..
تتواصل معارك واشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في صيدا جنوب لبنان، بين عناصر “الأمن الوطني الفلسطيني” و”حركة فتح” من جهة، وعناصر “ميليشيات إسلامية” من جهة ثانية، والتي تتحصن في حيّي حطين والطوارئ، وذلك على وقع فشل الاتصالات والمساعي السياسية لوقف إطلاق النار.
وتجددت المعارك صباح اليوم الاثنين، الواقع فيه 11 أيلول/ سبتمبر، بعد ليلة من المعارك المتقطعة، استخدمت فيها أنواع من الأسلحة الرشاشة المتوسطة والثقيلة، وقذائف الهاون والبي 10 بكثافة.
وتركزت المعارك، بحسب مصادر ميدانية عند حيّ حطين، حيث حشدت “حركة فتح” عشرات المقاتلين، وشنّت هجوماً على الحيّ من محاور عدة، فيما أكّدت المصادر أنّ كلا الطرفين تبادلا السيطرة على بعض النقاط في الحي.
وتمكن مقاتلو الأمن الوطني الفلسطيني، من استرجاع بعض النقاط التي تقدم نحوها مسلحو “الميليشيات الإسلامية”، ليل أمس، فيما امتدت المعارك لتشمل محاور الطوارئ، الرأس الأحمر، بستان القدس، حي الطيرة، إضافة إلى حي حطين حيث تدور الاشتباكات في محيطه حتّى اللحظة.
وبحسب مصادر ميدانية، تجددت المعارك أمس الأحد، بأعنف صورها منذ بدء التوتر في تموز/ يوليو الفائت، رغم إتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم تثبيته يوم السبت، ووصف بـ”الحاسم”، وجرى تطبيقه من خلال زيارات لوفدين من هيئة العمل الفلسطيني المشترك إلى الأحياء المتوترة.
وأرجعت المصادر انفجار الأوضاع وسقوط اتفاق وقف النار، إلى “مساعي حركة فتح لاسترجاع بعض النقاط التي تقدم بها مسلحو “الميليشيات الإسلامية”، في حيّ الرأس الأحمر وحطين”، فيما أكدت المصادر وجود تعميم بإنهاء وجود عناصر الميليشيات المذكورة، في الحيّين المذكورين.
وطالت القذائف يوم أمس، بعض مناطق مدينة صيدا، ووصلت إلى نقاط تمركز للجيش اللبناني في محيط المخيم، وأدّى الى وقوع 5 إصابات في صفوف العسكريين، بحسب بيان صدر عن الجيش.
وجاء في بيان مقتضب للجيش اللبناني: “سقطت 3 قذائف في مركزَيْن عائدَيْن لوحدات الجيش المنتشرة في محيط المخيم، ما أدى إلى إصابة 5 عسكريين، أحدهم بحالة حرجة، وقد نقلوا إلى المستشفيات المجاورة للمعالجة”.
أضاف: “تعيد قيادة الجيش تحذير الأطراف المعنية داخل المخيم، من مغبّة تعريض المراكز العسكرية وعناصرها للخطر، وتؤكد أنّ الجيش سيتخذ الإجراءات المناسبة”.
إصابات في صفوف المدنيين
وسجل منذ صباح اليوم، وقوع عدد من الجرحى المدنيين في حي حطين، ونقلت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر وجمعية الشفاء والمؤسسات الطبية العاملة، عدداً من الجرحى الى مستشفيات مدينة صيدا.
سياسياً، تتواصل الاتصالات اللبنانية والفلسطينية في محاولة لخلق حالة تهدئة في وقت تشهد فيه مدينة صيدا إغلاقاً لكافة المؤسسات الحكومية والتربوية والاقتصادية، بناء على قرار صدر عن محافظ الجنوب أمس الأحد.
وفي سياق الاتصالات، أكدّت مصادر إعلامية لبنانية، دعوة المدير العام للأمن العام اللبناني بالإنابة العميد الياس البيسري، إلى عقد اجتماع لقيادات الفصائل الفلسطينية في لبنان، وذلك في مقر المديرية العامة للأمن العام في بيروت، لبحث سبل وضع حد للاشتباكات العنيفة في مخيم عين الحلوة.
أونروا تتجهز لاستقبال 750 نازحاً آخر
وكالة “أونروا” من جهتها، طالبت بوقف فوري لإطلاق النار، الذي أوقع 4 قتلى وأكثر من 60 إصابة، ونزوح المئات، وذلك في بيان صدر عن المديرة العامة للوكالة في لبنان “دوروثي كلاوس”.
وقالت الوكالة: إنّها تقوم مع شركائها بالاستجابة للاحتياجات الإنسانية العاجلة، وأشارت إلى فتحها مراكز إيواء في المدارس والمنشآت الأخرى لاستيعاب أكثر من 750 نازحاً مع استمرار القتال والتدمير الشديد للمنازل والمرافق في جميع أنحاء المخيم.
وأكدت الوكالة، استمرار استيلاء مجموعات مسلحة على 8 مدارس، مخصصة لتعليم 5,900 تلميذ وتلميذة. وقالت: “ما زلنا نتلقى تقارير مروعة عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمدارس والمواد التعليمية المخصصة للأطفال”.
وقُتل 9 أشخاص، بينهم مدني، منذ إندلاع الإشتباكات مساء الخميس الماضي، بين عناصر من “حركة فتح” ومجموعات متشددة من “الميليشيات الإسلامية”، داخل مخيم عبن الحلوة، القريب من مدينة صيدا. علمًا أنه قتل 13 شخصًا في اشتباكات مماثلة، حصلت في 29 تموز/ يوليو الماضي، واستمرت لخمسة أيام.