“التنظيمات الأحوازية” تدعو إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية في إيران!
“المدارنت”..
أشارت النظيمات والأحزاب والتيارات السياسية في “الأحواز العربية” المحتلة من قبل النظام الإيراني، الى أن “الجميع يعلم أن النظام الإيراني يستعد لإجراء مسرحية جديدة من مسرحياته المعروفة بما تُسمّى بالانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في 28 يونيو/حزيران 2024، وباتت هذه المسرحية الهزيلة معروفة لدى الداني والقاصي حيث عارضها حتى عناصر من داخل النظام نفسه”.
ولفتت هذه التنظيمات في نداء وجهته الى الشعب الأحوازي، قائلة: “التنظيمات الأحوازية الموقعة على هذا البيان نتنوع في مستويات تطلعاتنا السياسية وأولويات العمل والآليات وطرق تطبيقها، لكننا نتفق على ضرورة مقاطعة الانتخابات الإيرانية. ومن هذا المنطلق إذ ندعوا أبناء شعبنا إلى مقاطعة هذه الانتخابات نلفت الانتباه إلى الأمور التالية:
إنّ النظام الإيراني مبني على أساس القمع والظلم والاضطهاد واغتصاب حقوق الشعوب، ولا يعير أهمية للمواثيق الدولية والمفاهيم المترتبة عليها كحقوق الانسان والحريات والعدالة والمساوات، ناهيك عن احترام حقوق الشعوب غير الفارسية وهويتها وحقها في تقرير مصيرها. فالمشكلة الأساسية والجوهرية كامنة في وجود النظام وذاته، لا في إقامة انتخابات بوجود مرشح من جناح اليمين أو اليسار.
لقد أقام النظام الإيراني طيلة ال 45 سنة الماضية العديد من الانتخابات، ولكن هذه الانتخابات لم تؤد إلى تغيير سلوكه ولم تأت بنتائج إيجابية للشعوب، لأن النظام الغاصب والظالم لا يغيّر سلوكه، وفقط يتخذ من الانتخابات وسيلة لتعزيز موقعه وشرعيته التي باتت على المحك خاصة بعد الصفعة التي تلقاها في الانتخابات البرلمانية في شهر مارس 2024، وهبوط مستوى المشاركة إلى أدنى مستوياتها. فندعوكم للاستمرار في رفضكم القاطع لهذا النظام وكل أساليبه بما فيها مسرحية الانتخابات.
يواجه النظام الإيراني ضغوطات دولية وإقليمية بسبب سياساته التوسعية الرامية إلى زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة والعالم، كما يواجه ثورات داخلية تعكس مدى الحنق والاحباط المتزايدين لدى جميع الشعوب في جغرافية إيران السياسية والتي تدل على فقدان هذا النظام للشرعية حتى من قبل الشعب الفارسي، أما الشعوب غير الفارسية بما فيهم شعبنا الاحوازي قد قالت كلمتها وعبّرت عن رفضها القاطع لهذا النظام في مواطن كثيرة منذ اقامته في 1979، مطالبة بحقوقها الأساسية التي تكفلها الشرعية الدولية. وفي مثل هذه الظروف المشاركة في هذه الانتخابات هي بمثابة الدعم للظلم والاضطهاد والاعدامات وكل الجرائم التي يرتكبها والسياسات العنصرية التي يطبقها ضد كل الشعوب.
فالحل للخلاص من المشكلة القائمة ليست في إقامة انتخابات، بل المشكلة الأساسية هي وجود هذا النظام برمته. كيف يمكن الوثوق بنظام غاصب وقائم على أساس باطل؟
فالطريق إلى تحقيق مطالبات الشعوب وحقوقها يأتي من خلال الإطاحة بهذا النظام كمرحلة أولية ومن أجل ذلك يتطلب الأمر إلى رفض ومقاطعة شاملة لجميع السياسات التي يتبناها النظام بما فيها الانتخابات. ومن هذا المنطلق ندعو شعبنا لعدم المشاركة في هذه المسرحية والاستمرار في رفضه لكل السياسات العنصرية ومقاومتها حتى تحقيق حقوقه وفقاً للمواثيق الدولية والبروتكولات العالمية التي تكفل هذه الحقوق.
الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية الإيرانية من قبل التنظيمات الأحوازية تكون خطوة احتجاجية للتعبير عن عدم الرضا عن الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الأحواز. التنظيمات الأحوازية ترى أن المشاركة في الانتخابات لن تؤدي إلى تغيير حقيقي أو تحسين في أوضاع الشعب الاحوازي، لذا تختار المقاطعة كوسيلة للضغط على الحكومة ولفت الانتباه إلى قضيتهم.
هذه الخطوة تعكس الانقسامات العميقة بين الحكومة المركزية والفئات المختلفة من الشعوب غير الفارسية في إيران، وتسلط الضوء على التحديات التي تواجهها إيران في إدارتها للتنوع العرقي والثقافي والطائفي داخل حدودها.
مقاطعة الانتخابات في الأحواز بسبب الاحتلال الإيراني تُعبر عن رفض واضح من قبل الأحوازيين لسياسات الحكومة المركزية في طهران. ويُنظر إلى هذه المقاطعة كوسيلة للتعبير عن الغضب والإحباط من الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يعاني منها الأحوازيون.
الأسباب التي تدفع الأحوازيين إلى مقاطعة الانتخابات تشمل:
التمييز والإهمال:
يشعر الكثير من الأحوازيين بأنهم يتعرضون للتمييز من قبل الحكومة المركزية، سواء كان ذلك في مجالات التوظيف أو التعليم أو التنمية الاقتصادية.
القمع السياسي:
تواجه التنظيمات السياسية والناشطون الأحوازيون قمعاً شديداً من قبل السلطات الإيرانية، مما يحد من حرية التعبير والتجمع.
النهب الاقتصادي:
تُعتبر منطقة الأحواز غنية بالموارد الطبيعية، وخاصة النفط والغاز، لكن السكان المحليين يشعرون بأنهم لا يستفيدون من هذه الثروات بشكل عادل، بل يتم استغلالها لصالح الحكومة المركزية.
الهوية الثقافية:
تسعى السلطات الإيرانية إلى فرض هوية قومية فارسية، مما يهدد الثقافة واللغة العربية الخاصة بالأحوازيين.
وكثير من الجرائم والتعدي على الشعب الاحوازي طيلة عشرة عقود من الاحتلال الإيراني للأحواز تسببت بحملات مقاطعة في الانتخابات والمشاركة في العملية السياسية داخل إيران. لذلك تُعتبر هذه الظواهر مثل مقاطعة الانتخابات هي رسالة قوية إلى الحكومة الإيرانية والمجتمع الدولي، تُعبّر عن رفض الأحوازيين للوضع الراهن ومطالبتهم بالتغيير والاعتراف بحقوقهم.