“الحوثيّون”.. تبعيّة مطلقة لإيران!
“المدارنت”..
فيما يحتفل الكثيرون من أبناء الشعب الإيراني، المسحوقين في العاصمة طهران ومدن إيرانية أخرى، بنبأ مصرع الرئيس الإيراني (إبراهيم رئيسي)، باعتباره واحداً من رموز الفتك والفساد اللذين يعانيهما الإيرانيون تحت بطش السلطة القائمة، يعيش “الحوثيون” في صنعاء وصعدة ومناطق النفوذ التابعة لانقلابهم في اليمن، أجواء من النواح والحزن والتعاطف البالغ، منذ سقوط طائرة الرئيس الصريع إبراهيم رئيسي، ومروراً بإيجاد جثته وإعلان مصرعه مع وزير خارجيته (حسين أمير عبد اللهيان) وعدد من المسؤولين في النظام الإيراني، وحتى اللحظة وهم، أيّ “الحوثيين”، يعيشون ضرباً من الفقد والنواح، لم يعشه الإيرانيون أنفسهم..!
ومثلما أسلفنا في مقالات سابقة، فإن “الحوثيين” يبذلون الجهد الجهيد ويهرفون بالكذب والباطل، ليثبتوا زوراً وبهتاناً، وطنيتهم واستقلالية مشروعهم وقراراتهم، وبأنهم لا يتبعون إيران، التي يتهمهم اليمنيّون وغير اليمنيّين أيضاً بالتبعية لها..! ثم تباغتهم المواقف والأحداث وزلات التصريحات والاعترافات، سواء من قبلهم أو من قبل القيادات الإيرانية، لتكشف أنهم مجرد جندي تنفيذ لتوجيهات وتوجهات مشروع خارجي إيراني، معروفة أهدافه للقاصي والداني في المنطقة.. ولا علاقة لهم بأي مشروع وطني حرّ، أو قضية يمنية بحتة تراعي مصالح اليمن واليمنيين..
وليست حادثة مصرع الرئيس الإيراني، كما سلف، هي الشاهد الأول أو الوحيد التي تثبت تبعية “الحوثيين” لإيران، وامتثالهم للمشروع الإيراني التخريبي في منطقة العرب، وفي اليمن تحديداً، فكثيرة بالعشرات إن لم يكن بالمئات هي المواقف والزلات الكلامية في التصريحات السياسية من هنا ومن هناك، فلا يكاد أحد ينسى بداية انقلاب “الحوثيين” وسقوط صنعاء في أياديهم، عندما صرح مسؤول إيراني مبتهجاً حسب زعمه، بسقوط العاصمة العربية الرابعة تحت قبضة نظامه الباغي والخرب، متباهياً بفاعلية مشروعهم التخريبي في المنطقة العربية..!
ثم تلت ذلك الكثير والكثير من المواقف والتصريحات، التي تؤكد تبعية هذه الجماعة للنظام الإيراني، وانخراطها ضمن أدواته التخريبية منضمة لجماعات تخريبية أخرى في العراق ولبنان وسوريا، بل وصل الأمر في تلك التصريحات والزلّات التي قد تكون مقصودة في بعض الأحيان، والتي تتضمن تحقيراً وإذلالاً لهذه الجماعة، بما في ذلك وصفهم بشيعة الشوارع والفوضويين والمتّسخين على لسان مسؤول سياسي في السلطة الإيرانية.. وكل ذلك الامتهان وغيره كثير ومثير، إلا أن الجماعة الانقلابية (ميليشيات الحوثي) متقبلة كل سوء على أن تظل تابعة وذيلاً مُستحقراً ومُهانًا لإيران..!
وبالتالي، يتضح للجميع كيف أن جماعة كهذه تدعي أمام اليمنيّين كذباً استقلاليتها وعدالة قضيتها فيما هي لا تمتلك قضية بالأساس وإنما تمثل ساعداً وأداةً في مشروع خارجي أول أهدافه إسقاط الاستقلاليات والأنظمة..! وأنها تضع عزّة اليمن وعموم اليمنيين وكرامتهم في أولويات أهداف مشروعها وانقلابها، فيما هي نفسها منتهكة العزة والكرامة من قبل النظام الإيراني، الذي لا يبالي بها إلا باعتبارها خادماً ينفذ الأوامر مهاناً ومحتقراً، وبالإمكان التخلي والتبرؤ منه والاستغناء عنه في أيّ لحظة إذا استدعت مصلحته ذلك، وكثيراً ما لاحت مثل تلك البوادر في مواقف ولحظات معينة من مناوراته السياسية والاستراتيجية في المنطقة.. فكيف لمسلوب العزة والكرامة أن يدافع عن عزة وكرامة الآخرين..!