مقالات

العرب.. وتهديد الحرب العالمية الثالثة..!

كمال بلهادي/ تونس

“المدارنت”..
دعت عضو الكونغرس الأميركي، مارغوري تايلور غرين، الأميركيين إلى عدم تجاهل خطر نشوب حرب عالمية ثالثة في ظل مواصلة التأجيج في أوكرانيا.
وتقول غرين على منصة «إكس»، إن «معظم الأميركيين لا يدعمون التمويل والتحريض على الحرب الروسية الأوكرانية، وبدلاً من ذلك يريدون حل القضايا الخاصة بنا وحماية حدودنا». وليس جديداً سماع هذه التحذيرات التي أتت سابقاً من قادة دول العالم، فيما يبدو أن الجميع يدفع إليها.
وأوضحت أن القرارات التي يتم اتخاذها حالياً قد تؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة، وتابعت قائلة: «أحث جميع الأمريكيين على عدم البقاء غير مبالين، لأنه لا يمكن لأحد منا النجاة من حرب نووية». وفي وقت سابق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن دول حلف شمال الأطلسي لا تناقش الآن إمكانية استخدام كييف للصواريخ الغربية البعيدة المدى فحسب، بل إنها في الواقع تقرر ما إذا كانت ستشارك مباشرة في النزاع الأوكراني.
أضاف: إن التورط المباشر لدول «الناتو» في الأعمال العدائية يغير من جوهرها، وستضطر روسيا إلى اتخاذ قرارات بناء على التهديدات التي تنشأ عن ذلك، وقبل ذلك، زعمت صحيفة «الغارديان»، نقلاً عن مصادر في القيادة البريطانية، أن قرار السماح لكييف بإطلاق صواريخ «ستورم شادو» على أهداف في عمق الأراضي الروسية قد تم اتخاذه بالفعل، لكن لن يتم الإعلان عنه رسمياً في الأيام المقبلة.
نائب مساعد البنتاغون السابق، ستيفن بريان، كان قد كتب مؤخراً، أن الإذن المحتمل بإطلاق أسلحة غربية بعيدة المدى إلى عمق الأراضي الروسية سيؤدي إلى حرب عالمية، وجاء في المقال بعنوان «الأسلحة والاستراتيجية»، أنه «سيكون من المبالغة القول إن هذه خطوة مجنونة ومتهورة. إنها أخطر خطوة بالنسبة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وستؤدي إلى حرب عالمية ثالثة».
ويعتقد الكاتب أن واشنطن تدرس السماح بتوجيه ضربات بالأسلحة الغربية إلى عمق الأراضي الروسية، لأن أوكرانيا قد تنهار في الصراع حتى قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وسيتعين على فريق رئيس البيت الأبيض الحالي جو بايدن، وكامالا هاريس، التي أخذت مكانه في السباق الرئاسي، أن يوضح سبب استمرارهم في دعم الدولة الخاسرة بدلاً من محاولة إنهاء المواجهة عبر الديبلوماسية.
منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، يشير إلى أن الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد تصريحات القيادة الروسية حول عواقب رفع القيود المفروضة على استخدام كييف لأسلحتها. وقال: «لم أقل إننا لا نأخذ على محمل الجد تهديدات الرئيس الروسي، نحن نأخذها على محمل الجد»، وأشار إلى أن واشنطن تسترشد «بحساباتها الخاصة» عــــند اتخاذ القرارات، كما أوضح أن الولايات المتحدة لم تغير نهجها لتقييد استخدام الأسلحة الأمريكية من قبل كييف، مؤكداً أنها لن تعلن عن تغييرات بعد زيارة رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى واشنطن.
ويفيد المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، لاري جونسون، بأن أوكرانيا تخسر القتال، وأن حلفاءها الغربيين غير قادرين على تحويل دفة الأمور، ويقول على موقع «يوتيوب»:
«لا يمكن للغرب أن يقدم أي شيء من شأنه أن يغير مسار القتال، والحقيقة هي أن أوكرانيا خسرت الأمر كما لو أنه «حُكم عليها بالإعدام»، إنها مجرد مسألة وقت»، معتبراً أن وتيرة الهجوم الروسي لا تصدق، والجيش الروسي يتمكن من تحرير منطقتين أو ثلاث أو أكثر من المناطق المأهولة بالسكان يومياً. ولفت جونسون إلى أن القوات المسلحة الروسية تنفذ أيضاً بنجاح عملية في مقاطعة كورسك، مما أدى إلى تدمير احتياطيات القوات المسلحة الأوكرانية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد علق على قرار السماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية لضرب العمق الروسي، وقال في لقاء مع الصحافيين: إن دول «الناتو» لا تناقش الآن احتمال استخدام كييف للأسلحة الغربية بعيدة المدى فحسب؛ بل إنها في الواقع تقرر ما إذا كانت ستتورط بشكل مباشر في الصراع الأوكراني، وأضاف أيضاً، أنه «في الواقع، لا يمكن تنفيذ المهام الجوية لهذه الأنظمة الصاروخية إلا من قبل أفراد عسكريين من دول«الناتو»، لذلك أوكرانيا بمفردها عاجزة عن ضرب العمق الروسي وتحتاج لتنفيذ ذلك معلومات الأقمار الصناعية الغربية». ويتابع بوتين: المشاركة المباشرة لدول «الناتو» والولايات المتحدة وأوروبا بالصراع الأوكراني ستغير جوهره بشكل كبير وهذا سيعني أنهم في حالة حرب مع روسيا الاتحادية.
إنّ هذه التحذيرات المتعاقبة، لا تقف فقط عند التهديد بنشوب حرب كونية ثالثة في المدى القريب بل إنّها تقول إننا في صلب هذه الحرب الممتدة الآن من أوكرانيا شمالاً إلى اليمن جنوباً، مروراً بغزة عبر خط ناري مفتوح بين معسكري الغرب والشرق.
وعليه فإن شعوباً كثيرة، خاصة العربية منها هي التي ستتأذّى من هذه الحرب إن توسعت رقعتها، وكل المكاسب التي وقع تحقيقها في العقود السابقة من التحرر الوطني ستكون في مهب الريح، مادام العرب ظلوا على هامش التاريخ وماداموا لم يقتنصوا فرص التغيير الجذري في بنية النظام الدولي.

المصدر: “الخليج” الإماراتية
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى