عربي ودولي

العلمانية في فرنسا.. سِتار يخفي التمييز ضدّ النساء المُسلِمَات!

“المدارنت”..
أشار الرئيس السابق لـ”جمعية مكافحة الإسلاموفوبيا” في بفرنسا CCIF، مروان محمد، الى أن مفهوم العلمانية، يُستخدم سلاحا ضد النساء المسلمات في فرنسا، وستارا يخفي التمييز ضدهن، بهدف قمع ظهور أي معلم يشير إلى الإسلام.

وأوضح محمد أن السياسيين اليمينيين المتطرفين في فرنسا، لا يدعون المسلمين للعودة إلى بلدانهم بشكل علني، بل يدعون لذلك بتعبير: “يجب أن نرسّخ العلمانية من جديد”.
أضاف محمد الذي يُعرف على المستوى الدولي بنضاله ضد ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، أن هذا التعبير المشفر أصبح مفهوماً من قبل الجميع، ولم يعد يحتفظ بمصداقيته سواء داخل البلاد أو على الساحة الدولية.
وأشار إلى أن السياسيين اليمينيين المتطرفين في فرنسا يختبئون وراء مفهوم العلمانية.
وتابع: “يتم تحويل مفهوم العلمانية إلى سلاح ضد المسلمين دون استخدام خطاب عنصري، اليوم بدلاً من أن يقول السياسيون اليمينيون المتطرفون: عودوا إلى بلادكم، يقولون: يجب أن نؤكد العلمانية من جديد، لكن هذا التعبير المشفر أصبح مفهوما من قبل الجميع ولم يعد يحتفظ بمصداقيته”.

مسلمات فرنسا يُهمشن
بجميع المجالات الاجتماعية
وأشار محمد إلى أن الضغوط على المسلمين في فرنسا تتزايد، وأن هذا الأمر يؤدي إلى تراجع كبير في حقوق الإنسان والقيم الديموقراطية في أوروبا.
وذكر أن النساء المسلمات يتعرضن للاستهداف بشكل خاص، مضيفاً: “في فرنسا يعرف الجميع الآن أنهم يستهدفون المسلمين بشكل عام وخصوصاً النساء المسلمات، والشريحة اليمينية المتطرفة في فرنسا تريد التخلص من الأشخاص السود والعرب والمسلمين”.
ولفت إلى تأثير حظر الحجاب في المدارس وأماكن العمل على الحياة الاجتماعية للنساء المسلمات، قائلا: “النتيجة المباشرة لذلك هي تهميش النساء المسلمات في جميع المجالات الاجتماعية”.
وأردف بالقول: “ولأنهن نساء مسلمات يُحرمن من العديد من الفرص في التعليم والرياضة والثقافة والعمل، لقد أصبح الحجاب حجة لعزلهن وسلب فرصهن”.
وأشار محمد إلى أن حظر الحجاب في فرنسا أدى إلى تقييد وصول النساء المسلمات إلى التعليم، مما أثّر أيضاً على حياتهن المهنية.
وتابع: “يجري تهميش النساء المسلمات وانتزاع حقوقهن في التعبير، لأنهن عندما يرغبن بالمشاركة في أي مجال يُزعم أن لديهن أجندة سياسية خفية فقط بسبب ارتدائهن للحجاب، ويتم تعريفهن كممثلات أو قادة لأيديولوجية يجب محاربتها”.
ووصف محمد تهميش النساء المسلمات في المجتمع الفرنسي بأنه “أمر مخزٍ”، قائلا: “في أوروبا وبخاصة في بعض البلدان مثل فرنسا، وصل هذا التهميش إلى ذروته. وللأسف تواجه أوروبا انهيارا في القيم وحقوق الإنسان”.

لا توجد قضية تتحد فيها أوروبا
مثلما تتحد في الإسلاموفوبيا
وتحدث محمد عن إجراءات مثل إغلاق المساجد في إطار السياسات الأوروبية لمكافحة التطرف، قائلا: “هذه ليست حوادث فردية. غالباً ما تكون نتيجة لتلبية احتياجات اليمين المتطرف أو نوايا سياسية لبعض الأحزاب التي تستهدف المسلمين”.
واستطرد: “لا يوجد موضوع في أوروبا يُتفق عليه كما هو الحال مع “الإسلاموفوبيا”، هذه الاستراتيجيات الوطنية تتغذى من بعضها البعض. هذه هي الأشكال الناضجة للعنصرية المعاصرة التي نطلق عليها “الإسلاموفوبيا”.
والأسبوع الفائت، وافق مجلس الشيوخ – أعلى هيئة تشريعية في فرنسا – على مشروع قانون يهدف إلى حظر الحجاب في جميع المسابقات الرياضية.
وكانت قضية الحجاب أثارت جدلاً واسعاً في فرنسا لعدة سنوات، حيث تم حظر استخدام الرموز الدينية بما في ذلك الحجاب في المدارس الحكومية الابتدائية والثانوية في عام 2004.
وفي عام 2010، فُرض حظر على ارتداء الملابس التي تغطي الوجه بالكامل، مثل النقاب أو البرقع في الأماكن العامة.
والعام الماضي أيضاً، فُرض حظر على ارتداء العباءة، وهي فستان طويل ترتديه الفتيات في المدارس، بحجة أنها تعتبر “رمزا دينيا”.

المصدر: “الأناضول”
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى