“العمالي العام” يعلن الإضراب.. ويطالب برفع الحد الأدنى للأجور ويدعو الهيئات الاقتصادية للمشاركة في لجنة المؤشر
عقد اجتماع مشترك بين رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر، واتحادي المصالح المستقلة والمؤسسات العامة والخاصة، في مقر الاتحاد، في حضور المجالس التنفيذية واعضاء النقابات، “لاتخاذ القرار المناسب للوضع الاقتصادي الخطير”.
الأسمر
استهل الأسمر كلامه بتوجيه التحية الى جميع العاملين، “في المصالح المستقلة عصب الحياة والمؤسسات في لبنان، هذه المؤسسات تعاني ما تعانيه في هذه المرحلة وهي تتجه سريعا نحو الانحلال استنادا الى تقارير صادرة عن مؤسسات دولية، والصرخات التي أطلقت في هذا الاطار تؤكد هذه الوقائع”.
وقال: “نحن بحاجة الى تأليف حكومة إنقاذ فورا قادرة على البدء بحد أدنى من المعالجات قبل انهيار هذه المؤسسات وقبل انهيار القطاع العام”، مشددا على ضرورة تامين “ديمومة هذه المؤسسات التي تعاني من عدم القدرة على تأمين مستلزماتها والمحروقات والاموال لاعمال الصيانة، كما انها بحاجة الى اليد العاملة والمستخدمين والإجراء والعمال وعمال غب الطلب للمتعاقدين والمياومين وعمال الفاتورة. وهؤلاء ايضا يعانون من الانهيار الاقتصادي المتمثل بانهيار سعر صرف العملة الوطنية، اضافة الى عدم قدرتهم على الالتحاق بعملهم بسبب ارتفاع سعر المحروقات وعدم توفرها”.
اضاف: “لا بد من صرخة كبيرة امام واقع هذه المؤسسات التي تسير بخطوات سريعة نحو الانحلال. وهذا الامر يحصل من خلال تأليف حكومة إنقاذ فورا. ونحن نطالب برفع الحد الادنى للاجور وتصحيح شطور الرواتب، وان يواكب تصحيح الاجور تصحيح لملحقات الأجر، اي بدل النقل على غرار ما رأينا بآلامس مبادرة وزير المال زيادة بدل النقل الى 24 الف ليرة ونظم مرسوم استثنائي في هذا الاطار ووقعه رئيسي الجمهورية والوزراء”.
وطالب ان ” تشمل زيادة بدل النقل ومساعدة الشهر التي اقرت للقطاع العام ايضا المؤسسات العامة والمصالح المستقلة”. وأعلن انه “بادر الى الاتصال برئيس مجلس الوزراء وأدت هذه الاتصالات الى زيادة على المرسوم حول واقع المؤسسات والبلديات والمستشفيات الحكومية والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ان تشمل هذه الزيادة بمرحلة فورية”.
واشار الى “صعوبة سحب المستحقات الشهرية وملحقاتها للعاملين في المجال الاستشفائي الحكومي، من المصارف”، داعيا الى “ان يكون السقف في المصارف مفتوحا امام هؤلاء”.
ولفت الى “مشكلة رفع الدعم من دون وجود اي خطة بديلة او بطاقة تمويلية كما وعدنا”، وقال: “اننا امام كارثة في الدواء والمحروقات والسوبرماركت، فلا حسيب ولا رقيب. نرى مصادرات على الاراضي اللبنانية انما من دون توقيف المحتكرين”. وطالب بإعادة احتساب التعويضات على أساس سعر الصرف الحالي “لان تعويض العاملين اصبحت لا يساوي شيئا”.
وختم: “لم نحصل على ضمانات بكل ما طالبنا به، لذلك، تعلن المصالح المستقلة ابتداء من اليوم الإضراب العام الذي يشمل كل المصالح. ولاننا لسنا هواة تدمير ذاتي نقول باستمرار تسيير المرفق العام ضمن إطار طوارىء العمل فقط حتى لا نحرم الناس من أدنى مقومات العيش المتوفرة”.
صالح
من جهته، اعتبر رئيس اتحاد المصالح المستقلة والمؤسسات العامة، شربل صالح، “ان المؤسسات العامة تهمش يوميا، سواء من الاعلام او المواطن، ولكن واقع هذه المؤسسات مغاير لما تسمعونه، فهذه المؤسسات انشئت بطابع استقلال مالي واداري ما يعني عدم تدخل السياسة بشؤونها وما حصل هو تدخل السياسة بحجة تفعيل المؤسسات ما ادى الى ما وصلنا اليه”.
ولفت الى ان “الشركات التي ادارت كهرباء لبنان هي التي ادت الى خرابها ماليا، وان مجلس الادارة كان يشكل بالمحاصصة، والخلافات بين الافرقاء ادت الى الخراب ايضا مطالبا باعادة كهرباء لبنان الى كهرباء لبنان”.
واكد ان “هذه المؤسسات هي خزان الدولة وهي التي تغذي خزينة الدولة”، مشددا على “ضرورة اشراك النقابات في مجالس الادارة اسوة بالدول الأخرى لتفعيل هذه المؤسسات والمصالح لانها هي التي تعمل على الارض وتعرف مكامن الخلل”.
وأعلن رفضه للخصخصة، مشددا على ضرورة تفعيل المؤسسات واعادتها الى الدولة لتعود وتنهض خلال اشهر”.
وقال: “كلنا يعرف ان المرحلة المقبلة صعبة، فالتعويضات والاجور انهارت وكذلك وجودنا واستمراريتنا في المؤسسات، ومن بلغ سن التقاعد لا يمكنه الحصول على تعويض نهاية الخدمة بسبب ازمة المصارف”.
واعتبر “ان البطاقة التمويلية لا تجدي نفعا، وهي مسكنات لا اكثر. لكننا لن نسكت بعد اليوم، وما يهمنا هو استقلاليتنا واستمرارية العمل. ونحن شركاء اساسيون في هذه المؤسسات ولن نتركها تنهار وستكون لنا مواقف في حينها”.
مقررات
وصدر عن المجتمعين المقررات التالية:
1- تأليف حكومة انقاذ.
2- استمرارية وديمومة المؤسسات التي تعاني من عدم القدرة على تأمين المستلزمات الضرورية (مازوت – قطع غيار – FRESH MONEY).
3- استمرارية وقدرة العاملين والمستخدمين والأجراء والمتعاقدين بظل الظروف الكارثية الحالية. (عدم توفر البنزين والمازوت وكلفة النقل العالية إذا وجدت – الصعود الصاروخي لسعر المحروقات).
4- وجوب أن يشمل البطاقة التمويلية كل العاملين بالمؤسسات والمصالح المستقلة والذين صرفوا على السن القانونية.
5- زيادة بدل النقل (سلم متحرك). (أو دفع بدل عشر صفائح بنزين بسعر السوق).
6- دفع الشهر المساعد للمصالح المستقلة والمؤسسات العامة والبلديات والمستشفيات الحكومية وإعفائها من الرسوم والضرائب المستحقة على الرواتب.
7- زيادة الحد الأدنى للأجور وشطور الرواتب أو منح سلفة على غلاء المعيشة.
8- إلغاء سقف السحوبات من المصارف.
9- مشكلة الدواء وعدم توافره وبيعه في السوق السوداء.
10- إعادة احتساب تعويضات نهاية الخدمة بما يتلاءم مع الواقع الحالي.
بناء عليه، يعلن اتحادا العاملين في المصالح المستقلة والمؤسسات الخاصة والعامة عن إضراب لمدة أسبوع واجتماع تقييمي يعقد يوم الاثنين المقبل الواقع فيه 30 آب 2021 في جميع المؤسسات والمصالح المستقلة الخاصة والعامة وتسيير المرفق العام بحدود الطوارئ والأعطال التي تستجد على العمل الفني المؤسساتي”.
وفي السياق نفسه طالب الاتحاد العمالي العام، في بيان، بعد اجتماع هيئة مكتب المجلس التنفيذي، الهيئات الاقتصادية بـ”اتخاذ الموقف الجريء بالمبادرة الى المشاركة في لجنة المؤشر تحت عنوان “زيادة الحد الأدنى للأجور وتصحيح الشطور وزيادة كل ملحقات الأجر بما يتناسب مع الصعود الصاروخي لأسعار السلع والمحروقات والدواء”.
وتوجه الى “الهيئات والكارتيلات وأصحاب الوكالات التي لا تزال تعيش بجزء كبير منها خارج إطار الواقع الحالي وتحاكي عمالها على سعر صرف الدولار 1500 ل.ل. وطالبها بأن تشعر مع الطبقات الكادحة ومع الفقراء وذوي الدخل المحدود، وتبادر فورا الى التخلي عن الأنانيات والأبراج العاجية والنزول الى وسط الناس والاحساس بمعاناتها مع حد أدنى يوازي 30 دولارا شهرا لن يكفي لملء خزان وقود لسيارة من سيارات زعماء هذه الهيئات”.
ودعا الى “اعتبار العمال شركاء في الانتاج وفي إنجاح المؤسسات والى الوقوف معها في هذه الضائقة الاقتصادية التي لم يشهد لها لبنان مثيلا في تاريخه في ظل قهر وظلم وفقر وعوز وعدم قدرة للوصول الى مدخرات العمر التي هربتها ونهبتها وسلبتها منظومة سياسية مالية مثلت حلفا جهنميا وسلطات خفية مارست وما زالت أشرس أنواع العنف المادي والأخلاقي على الشعب والمجتمع وأدت الى هذه الكارثة المحتمة”.
وختم: “سارعوا الى معالجة الوضع الخطير قبل الانفجار الكبير”.