تربية وثقافة

العناد عند الطفل.. أسبابه و علاجه..

سميرة الغالي/ لبنان

خاص “المدارنت”..

 العناد هو السلوك السلبي الذي يبديه الطفل، تجاه الأوامر والنواهي والإرشادات الموجهة اليه، من قبل اهله أو من يكبرونه في السنّ، انه الاصرار على مخالفة الأوامر، عبر استخدام كلمة (لا)، تلفظا أو تصرفا.

العناد الطبيعي، هو ظاهرة صحية وضرورية، عناد التصميم والارادة، وعلى الاهل تعزيز هذا السلوك الإيجابي الذي ينم على مثابرة الطفل على إصلاح ألعابه، والاصرار على ترتيب أغراضه، والحفاظ على ما يملك.

العناد السلبي (غير الصحي)، ينشأ هذا النوع ويتطور من خلال بيئة سلبية، كالتساهل في المعاملة مع الطفل أو العنف، وأحيانا اللامبالاة، ما يؤدي إلى تشجيع السلوك السيء .

(العناد المرضي) عند الطفل، وهو الذي قد يرافقه من سن الثانية إلى سن المراهقة، حيث تشتد مظاهره، احيانا يبقى عنيدا طوال حياته.

من أسباب العناد، تلبية جمبع رغبات الطفل، والدلال الزائذ، والرضوخ لما يريد، عبر استخدام العناد كوسيلة ضغط واحراج للاهل، والتذبذب في المعاملة، اي بين القوة والتساهل في أمور عدة، ترديد كلمة (انت عنيد) على مسمع الطفل، سواء أكان بمفرده، أو بين جماعة، يؤدي إلى ترسيخ العناد في ذهن الطفل، فيستمر تصرفه، بعناد رغبة الطفل في الاستقلالية، وتمسكه برأيه الخاص، اي الحفاظ على شخصيته preserving identity، على الرغم ممّا حوله من آراء. وإما ان تنمو شخصيته بشكل صحّي، كحرية ابداء الرأي و التصرف بمسؤولية، ضمن مفهومها البسيط لدى الطفل، اي تصرفه الإيجابي، الذي يقوم به أو ان يقلد من حوله، عندما يظهر الاهل العناد في حلّ مشكلاتهم، فيكتسب صفة العناد السلبية، وتؤثر على شخصيته وطريقة ارتباطه مع الآخرين، والتفاعل معهم بسلبية الانتقام revenge، يحاول عندها الطفل تقصّد إغضاب من ازعجه في الماضي القريب أو البعيد، لانهم سببوا له الألم من تجارب سابقة، سوء التواصل miscommunication، حيث يسود جوّ من التوتر الذي يحدث لاتفه الأسباب، من دون مراعاة الفجوة بين الجيلين، فيتصرف الطفل بعناد، والاهل بعناد اكبر.

عدم النصج immaturity، سمة الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، اي قلة قدراتهم على التمييز بين الخطأ والصواب، المرجلة قبل دخول المدرسة، فقد يتصرفون بعناد من دون ادراك المقارنات comparison with others، المقارنات التي تهدم ثقة الطفل بقدرته وتشويه صورته، ما يؤدي إلى الاحباط والتصرف بعناد مع الطرف الآخر، فيكون الاهل يقصدون التشجيع والحقيقة ظهور طفل بلا شخصية، وعدواني صاحب صورة مشوهة تجاه نفسه، ونظرة الآخرين المقارن بهم اليه القدوة role model، عندما يكتسب الطفل سلوك العناد من حوله، حيث يقلد ما يرى، وما يسمع، وهنا يقلد الاهل بتصرفهم السيء تجاه مشكلات الحياة اليومية.

علاج الطفل العنيد

يعالج الطفل عبر ثلاث مراحل، حيث تنقسم كل مرحلة بحلول تساعد على الحد من هذا السلوك السلبي، العلاج الصحي دراسة حالة الطفل الصحية، عبر كشف الخلل في أداء وظائف الجسد، كزيادة الطاقة الجسمية للطفل، دراسة الحالة النفسية، كيفية ارشاد الطفل الى سلوك سليم، و أهم شيء هو (الوقت)، اي الالتزام بالنظام عبر لوحة نضع عليها نجوم عند تصرف سليم، ونحصيها، كي تكون أداة لوصول الطفل إلى تعزيز شعوره بالثقة، ودقة الإنجاز، فيكافأ بهدية ضمن مقدرتنا المادية، وقد تكون من اختياره، (لعبة)/ثياب/زيارة مطعمه المفضل.

العلاج النفسي.. إن تنمية مهارات الطفل الاجتماعية وتدريبه على الإنجاز، يقوي لديه الشعور بالثقة، من خلال تكليفه بمجموعة من المهام التي تساعده على تحمل المسؤولية.

العلاج الاسري.. عدم المبالغة، خصوصا عند تدخل الاهل في حياة الطفل، اي تجنب العصبية الزائدة عليه، سواء بسبب مشكلات الطفل، أو مشكلات أخرى تواجهها الأسرة، تجنب توبيخ الطفل أو السخرية، سواء أكان بمفرده أو في مجتمعه، ملء اوقات فراغه وتشجعيه على حلّ مشكلاته، احترام شخصية كل طفل، وبالتالي سيبادر الطفل إلى احترام وتقدير من يكبرونه سنا.

لا بد من التواصل الصحي بين أفراد العائلة، وضرورة إعطاء الطفل حق ابداء رأيه، واحتواء عناده بطريقة غير مباشرة، فلا مشكلة، بل كلّ الفكرة فقط بتقبيل الصغير، وضمّه في جوّ من الهدوء والسلام.

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى