فعاليات اليوم الثالث لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب.. جورج خباز ضيفا وندوات حول: السينما اللبنانية وتفكك الدول والإتحاد العربي وصراع الهويات
“المدارنت”
حفل اليوم الثالث من فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ66 بالعديد من الندوات، أبرزها ندوة من تنظيم من النادي الثقافي العربي ومنصة “عروبة” بعنوان “الاتحاد العربي: رؤية، مسار، معوقات وآفاق”، تناولت أهمية الإتحاد العربي والتكامل، خصوصاً على الصعيد الإقتصادي، كما شهدت أجنحة المعرض سلسلة من حفلات تواقيع الكتب، إلى جانب النشاط الترفيهي الخاص بالأطفال، وزيارات طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس الذين وصل عددهم اليوم إلى حوالي 1000 طالب من 22 مدرسة ومعهد وجامعة، وجمعيات كشفية من مناطق مختلفة من بيروت والجنوب وجبل لبنان والشمال والبقاع، إضافة إلى زحمة من الزوار.
الاتحاد العربي
نظم من النادي الثقافي العربي ومنصة “عروبة” ندوة بعنوان “الاتحاد العربي: رؤية، مسار، معوقات وآفاق، شارك فيها كل من د. مدحت نافع (أكاديمي وخبير اقتصادي مصري) وعبد الرحمن أياس كاتب وباحث ومترجم متخصص في الشوؤن الإقتصادية، بحضور حشد من الشخصيات والمهتمين.
افتتح الندوة د. خالد زيادة، مشيرًا إلى أن أحد أبرز العوائق أمام العمل العربي المشترك هو التفاوت الاقتصادي بين الدول العربية، حيث توجد دول غنية وأخرى فقيرة، لافتا إلى أن بعض الدول تفضّل الاتفاقات الثنائية على العمل الجماعي.
بدوره، شدّد د. نافع على أهمية تناول فكرة الاتحاد أوالتكامل العربي انطلاقًا من حاجة حقيقية، معتبرًا أن الوحدة ليست خيارًا نظريًا بل ضرورة سياسية واقتصادية. وأشار إلى أن التكامل يحتاج إلى التدرج، ثم اعتماد استراتيجية “القاطرة”، أي اختيار مجموعة دول نواة تقود هذا الاتحاد وتحرّك الحاجة إليه، شرط أن يكون المشروع غير مشتّت، بل يركّز على ميزة تنافسية حقيقية تُحفّز باقي الدول على الالتحاق به.
من جهته، تناول الكاتب أياس التحديات التي تواجه التكامل الاقتصادي العربي، واصفًا الأرقام بـ”السوداوية”. وأشار إلى أن الاستثمارات الغربية في العالم العربي لا تمثل سوى 27% من مجمل الاستثمارات، بينما السوق العربية المشتركة لا تزال “حبراً على ورق”.
ومن أبرز أسباب فشل التكامل، بحسب أياس: التفاوت الاقتصادي والتشريعي بين الدول، الخوف من فقدان السيادة الوطنية، غياب مؤسسات رسمية فاعلة، محدودية الاستثمارات البينية (ربعها فقط بين 6 دول).
وأشار إلى أن نجاح الاتحاد الأوروبي يعود إلى وجود إرادة سياسية قوية، مؤسسات عابرة للدول، وخطط تنموية بعيدة المدى، مؤكدًا أن “نموذج أوروبا لا يمكن نسخه، لكن يمكن التعلم منه”.
ودعا إلى”الانتقال من التنافس إلى الشراكة، وتفعيل المجلس العربي الموحد، وإعطاء أولوية للتعليم المهني والتقني والتكنولوجي، ورفع الإنفاق على البحث العلمي، وإطلاق مشاريع صناعية كبرى لتوفير فرص عمل”. وأكد أن “أي تأخير يعني أننا نفوّت القطار التاريخي”.
وفي مداخلة له، أشار السيد فؤاد السنيورة (رئيس حكومة أسبق) إلى أن أساس العمل العربي المشترك هو ربط المصالح الاقتصادية بين الدول، مستعرضًا محاولتين تاريخيتين تم إفشالهما: الأولى في نهاية الثلاثينيات لربط العراق، سوريا ولبنان بخط أنابيب نفط، والثانية في نهاية الأربعينيات لربط السعودية، الأردن، سوريا ولبنان بخط مماثل.
وأوضح أن القوى المستعمِرة ومن ثم الدول “المتحررة” عمدت إلى تدمير هذه المشاريع. كما أشار إلى خسائر كبيرة ناجمة عن إقفال الحدود بين المغرب، الجزائر وتونس، حيث يُقدّر أن فتحها قد يزيد دخل كل من الدول الثلاث بنسبة 2% على الأقل.
وشدد على ضرورة ترجمة خطاب “العلاقات الوثيقة” إلى مشاريع ذات منافع ملموسة، معتبرًا أن دول مجلس التعاون الخليجي تُقدّم نموذجًا ناجحًا للتكامل من خلال التبادل التجاري، العمالة، والتواصل.
وعبر عن أمله في أن تؤدي التغيرات العميقة التي تمر بها المنطقة، رغم “أنها لا تزال مضرّجة بالدماء”، إلى نشوء عقلية عربية جديدة تتبنى منطق التعاون الحقيقي بدلًا من الشعارات.
أما السيد غسان اللبلبل، وهو ناشر في منصة “عروبة”، فشدد على أن عالم اليوم لا مكان فيه للدول الصغيرة التي تعجز عن تلبية طموحات شعوبها بمفردها، مشيرًا إلى أن العصر الحالي هو “عصر التكتلات”.
وأكد أن أهداف منصة “عروبة” تتمثل في دعم الديمقراطية من جهة، والسعي نحو وحدة عربية اتحادية من جهة أخرى، معتبرًا أن هذه الندوة تُشكّل خطوة أولى لتبيان الفوائد الممكنة من اتحاد عربي حقيقي يمهّد، بالتدرج، نحو صيغ اتحادية أشمل.
وختم بالقول إن 22 دولة عربية تشترك في ثقافة ومصالح كثيرة، ومن الضروري العمل على إيقاظ الوعي الشعبي العربي لرؤية الفرص الكبيرة التي يمكن أن تنشأ عن مشروع وحدوي جاد.
السينما اللبنانية قبل وبعد عام 1975
كما نظّم النادي في حضور حشد من المهتمين ندوة بعنوان: “السينما اللبنانية: صمود وتجدّد عبر الأجيال”، أدارها الناشر والكاتب سليمان بختي، بمشاركة عدد من روّاد السينما اللبنانية والمؤرخين والمبدعين، لاسترجاع تاريخ هذا الفن وتجسيد تحدّياته وإنجازاته.
افتتح الحديث السينمائي المخرج والمؤرخ أميل شاهين، مؤكّدًا أن السينما اللبنانية قبل عام 1975 كانت تعاني من غياب الجمهور للفيلم الجيد وارتفاع تكاليف التصوير على شريط 35 ملم. وبيّن أن أي تجربة ناجحة كانت تُكلّف ديونًا وعوائق مالية.
وتحدّث المشاركون عن حقبة الحرب الأهلية (1975–1990)، حيث توقفت دور العرض وتحولت إلى ملاجئ، وزادت صعوبات التمويل وشح المواد التصويرية، ما أجّل إنتاج أي عمل طويلًا. وتلا ذلك استعراض لمرحلة ما بعد الحرب (1990–2005)، حين أعاد المنتجون والمهرجانات إحياء الصناعة، وظهرت معاهد لتعليم السينما والتمثيل، وانتشرت الأفلام القصيرة والوثائقية بفضل الرقمنة.
أما في الفترة (2005–2025)، رغم النجاحات الدولية لأفلام مثل “كفر ناحوم” (2018) للمخرجة نادين لبكي، لا تزال أزمة التمويل والتوزيع تمثل عقبة. وتم تسليط الضوء على جيل من الممثلين الذين نقلوا السينما من مجرد عرض إلى مرآة قضايا المجتمع، بينهم عادل كرم وهنادي وهبي.
من جانبه، قدّم المخرج والمؤلف هادي زكاك سردًا مؤثرًا لمسيرة بحثه التي امتدت 31 عامًا في تاريخ السينما اللبنانية. انطلق من أول شريط صوّر في بيروت عام 1897 عن طريق الأخوين لوميير، مرورًا بعرض الأفلام في ساحة البرج في حقبة الاحتلال الفرنسي، وصولًا إلى قصص روّاد مبكرين مثل الإيطالي جوردانو بيلوتي بفيلميه “مغامرات ليس مبروك” (1932) و”مغامرات أبو العبد”، اللذين وضعا لبنة الهجرة كموضوع سينمائي. وخصّص زكاك تحية للباحثين الراحلين وليد الشناوي وعبود أبو جودة، اللذين وثّقا الأفلام النادرة وحفظا أرشيفها.
واختُتمت الجلسة بإشادة بدور المخرج بايش غجاج في إعادة اقتباسات أعمال الفنان رشيد الضعيف، والفيلم الروائي المبكّر “الأجنحة المتكسرة” للمخرج يوسف معلوف عن جبران خليل جبران، رغم أن آثارهما تكاد تضيع اليوم.
في ختام الأمسية، اجتمع معظم الحضور حول منصة المعرض لمشاهدة معرض “منصقات الأحلام” للباحث عبود أبو جودة، الذي جمع ملصقات سينمائية نادرة، شاهدة على رحلة صنعتها السينما اللبنانية وثقت ذاكرة أمة بأسرها. أمسية أكدت أن السينما اللبنانية، رغم كلّ ما مرّت به من حروب وأزمات، ما تزال تنبض بالحياة، وتبحث عن فرص للنهوض من جديد.
جورج خباز يُعيد الحياة إلى خشبة المسرح
وأقيمت أمسية ثقافية خاصة ضمن فعاليات المعرض بدعوة من النادي الثقافي العربي، تخللها لقاء حواري مع الفنان جورج خباز، حيث غصت القاعة بالرواد والحضور من كل الأطياف والاعمار والأجيال الذين اعربوا عن حبهم لأعمال خباز.
أدار الأمسية المخرج اللبناني اميل شاهين، وقدّم خباز للجمهور المتعطش للثقافة والفن قراءة شاملة لتجربته الممتدة في عالم المسرح والتلفزيون، مع تسليط الضوء على الإبداع وأهمية التعليم الفني في تنشئة الأجيال الجديدة.
وبدأ خباز حديثه بالتأكيد على أن المسرح هو “مرآة الواقع اللبناني”، مضيفاً: “اخترت الكوميديا السوداء أسلوباً للتعبير عن تناقضات المجتمع اللبناني ومعاناته اليومية، فالكوميديا السوداء تسمح لي برؤية ما وراء الألم، وأعرضه بأسلوب يمزج بين الضحك والدهشة”.
وأشار إلى انطلاقته الفعلية عام 2005 على خشبة مسرح “شاتو تريانو”، حيث قدّم عروضه الأولى بإخراج خاص، مؤمناً بأن المسرح يمكن أن يكون أداة للوحدة الوطنية وفخرًا شخصياً لكل من يعتلي الخشبة في لبنان.
وتطرق خباز الى مجموعة من اعماله منها: مسرحية: “إلا إذا” في مهرجانات بعلبك الدولية، التي وصفها بأنها “حلم تحقق”، عندما استطاع عرضها في معبد باخوس، معبّراً عن أهمية هذه التجربة التي أمدّته بثقة كبيرة وفتحت له آفاقاً جديدة في مجال العروض المسرحية التاريخية.
واستعرض خباز آثار انفجار مرفأ بيروت على النشاط الثقافي والفني، مؤكداً أن هذه الفاجعة عطّلت بشكل كبير الحركة المسرحية في العاصمة، لكنه شدّد على أن الأزمة أعادت إليه العزم على متابعة عمله المسرحي كرسالة للتضامن والصمود.
وتحدث عن بداياته على الشاشة الصغيرة من خلال مسلسل “عبدو وعبدو”، لافتاً إلى أن التلفزيون فتح له آفاقاً أوسع للوصول إلى الجمهور، رغم أنه لا يخلّد الأعمال بنفس قوة السينما.
وركّز خباز على أن الفنان الحقيقي هو من يملك الموهبة ويصقلها بالتعليم الأكاديمي، فالفنان يجب أن يكون موهوباً أولاً، ثم يكمل دراسته ليُصقل موهبته بأبعاد فكرية وتقنية. التعليم الفني يسرّع في نمو الموهبة ويمنحها أدوات احترافية.
وشدّد على ضرورة إدراج المواد الفنية في المناهج المدرسية والجامعية لتعزيز الثقافة الفنية لدى الطلاب واكتشاف المواهب في سن مبكرة.
وتطرّق خباز إلى عمق الشخصيات التي يجسدها، مبيناً أن “لا خير مطلقاً ولا شرّاً محضاً” في نفوس البشر، فأنا أبحث عن تاريخ الشخصية وظروفها، كيف تشكلت أفكارها، وما هي الجذور العائلية والعاطفية والبيئية التي دفعتها إلى ما هي عليه. حين تعيّن الأسباب، يتعاطف الجمهور مع الشخصية، حتى لو كانت شريرة.
أضاف: إن التحدي الأكبر للممثل بعد الحرب كان إعادة المسرح إلى الأولويات الثقافية، وسط أزمات معيشية وأمنية جعلت الفن هامشياً. وأكد أن جيله من خريجي التسعينات حمل مهمتين: إعادة إحياء المسرح، ومصالحة الناس مع روح المسرح وتقاليده.
واختُتمت الأمسية بكلمات تقديرية عبّر خلالها السنيورة عن اعتزازه بإنجازات جورج خباز، واصفاً إياه بـ”الفنان المتعدد المواهب القادر على جذب الجمهور”. كذلك أشاد نقيب الممثلين نعمة بدوي بخباز، معتبرًا إياه “رمزاً للفن والإنسانية معاً” .
صراع الهويات والجدل التاريخي
نظم دار المقاصد ندوة بعنوان “صراع الهويات والجدل التاريخي”، أدار الندوة الصحافي امين قمورية، شارك فيها كل من د. عامر جلول ود. محمد خير فرج ود. نمر فريحة، قمورية قال: “محبينك كتار يا دكتور عامر، كما سلط الضوء على ان غزة اليوم تحترق بسبب الخلافات، ويجب حل هذه الخلافات بأسرع وقت”.
فريحة اكد ان معرض الكتاب هو القناة التي يتم من خلالها نقل الثقافة عبر الاجيال وتشكل مصدرا للغنى الروحي ووسيلة تعبير عن الانتماء والوجود
فرج استعان ببيت شعر للشاعر محمود درويش :”أَنَا مِنْ هُنَاكَ. وَلِي ذِكْريَاتٌ. وُلِدْتُ كَمَا تُولَدُ النَّاسُ”.
جلول لفت إلى أنّ هذا الكتاب هو أول منتج فكري له تحت عنوان: “صراع الهويات والجدل التاريخي”. باختصار هو محاولة المصالحة بين الهوية الوطنية والهوية الفرعية، لأن المواطن العربي كان يعتبر بدخوله الى المعنى الوطني عليه ان يتعرى او يتجاوز الهويات الفرعية وكل انسان مكون من هويات، وطرحنا مفهوم اللغة وارتباطها بالهوية والتاريخ والتخلف التاريخي واستنساخ تجارب الاخرين لا نستطيع تطبيقها في المجتمع اللبناني ونفس الحال في الشرق الاوسط، وطرحنا مفهوم الديمقراطية الإستنسابية كبديل عن الديمقراطية التوافقية وسلّم الهويات من أجل تنظيم الهويات، بمعنى ان الهويات الوطنية تتقدم لكنها لا تتعرّى عن بقية الهويات”.
تفكك الدول
نظمت منشورات الحلبي الحقوقية، ندوة بعنوان: “تفكك الدول” للمؤلف د. زياد ضاهر، افتُتحت الندوة بالنشيد الوطني، وأدارها الكاتب د. يقظان التقي، بمشاركة كل من د. عادل خليفة، د. محمد عبدالله، وضاهر.
التقي لفت إلى أن الكتاب يعتمد المنهجية العلمية ويُعالج ظاهرة تراجع وتفكك الدولة، مرورًا بالمتغيرات البنيوية وصولاً إلى مسؤولية المجتمع الدولي.
أما خليفة، فقد أشار الى أن الكتاب يأتي في توقيت دقيق، ويتناول موضوعات محورية مثل نشأة الدولة، شروط قيامها، ومخاطر تفككها، منطلقًا من أمثلة تاريخية كالاتحاد السوفيتي، حيث أشار المؤلف إلى أن هيمنة أميركية أحادية أعقبت تفككه.
وتوقف خليفة عند المخاطر التي تهدّد الاتحاد الأوروبي، مذكّرًا بوثائق استراتيجية أميركية تهدف إلى إضعاف روسيا، احتواء الصين، تقويض الاتحاد الأوروبي، وتعزيز الدعم لإسرائيل في الشرق الأوسط.
من جهته رأى د. عبد الله ان العنوان لافت وجدلي في ظل مسارين متناقضين يسلكهما العالم: الأول نحو الاتحاد كما في التجربة الأوروبية، والثاني نحو تفكك الدول.
وتساءل: “لماذا تتفكك الدول؟”، مضيف “الأمر يرتبط بعوامل متعددة ناقشها الكتاب، لكن جذور المشكلة الأساسية هو عجز السلطة السياسية عن إقامة دولة قانون ومؤسسات، خصوصًا في مجتمعات منقسمة دينيًا أو إثنيًا، ما يدفع فئات فيها إلى الشعور بالغبن والمطالبة بالحقوق، التي إن لم تُلبَّ، تتحوّل إلى حركات احتجاجية أو انفصالية.
اما د. ضاهر، فأكد أن الزمن هو جوهر هذا البحث، موضحًا أن الدولة في الألفية الثالثة تخطاها التطور والتقنية في كافة المجالات، بما فيها السياسة والاقتصاد، التي شهد لبنان مظاهرها بشكل مباشر.
وأشار إلى أن القدرة على التأثير في خيارات الناس والتحكم بها هي مفتاح القوة السياسية في العالم، حيث من يملك هذا النفوذ هو من يتحكم بالسلطة.
وتناول ضاهر ثلاث لمحات حول موضوع تفكك الدول: فكرة ابن خلدون الذي شبه الدولة بالكائن الحيّ الذي يولد وينمو ويزدهر ثم ينتهي ويفنى، مؤكداً أن هذه الرؤية ما تزال صحيحة، أفكار هانتينغتون في كتابه عن المؤسسات السياسية في المجتمعات المتنوعة عرقيًا ودينيًا، حيث يرتبط التغيير بارتفاع مستوى التعليم والعلم والمعرفة لدى فئة معينة من المجتمع، التي تطالب بمزيد من المشاركة السياسية، وتصاعد النزعات القومية والاستقلالية لدى بعض الفئات التي تؤدي إلى خيارين: إما المواجهة مع السلطة أو اللجوء إلى تسوية، لكن الأهم هو ما يقرره الحاكم نفسه.
أنا لم أستسلم
تحت عنوان: “أنا لم أستسلم”، نظمت مؤسسة “أنت أخي” بالتعاون مع دار المشرق، ندوة تمحورت حول كتاب “كلمة على ورق”، الذي يحمل شعار “أنا لم أستسلم”، شارك فيها الإعلامية ماغي عون، مؤلف الكتاب غسان جبرا، رئيسة ومديرة مؤسسة “أنت أخي” رولا نجم، ومدير عام دار المشرق الأب داني يونس اليسوعي.
بدأ اللقاء بالنشيد الوطني، تلته كلمة للإعلامية عون التي شددت على أهمية المؤسسة وشعارها الإنساني، ثم عرض بعدها وثائقي تعريفي بمؤسسة “أنت أخي”، تناول قصص بعض الأفراد ذوي الإعاقة، وما يواجهونه من تحديات يومية في سبيل العيش بكرامة.
بدورها، استهلت رئيسة ومديرة مؤسسة “أنت أخي” رولا نجم كلمتها بتوجيه الشكر للإعلامية عون، والأب يونس، ودار المشرق، وكافة وسائل الإعلام الداعمة، ثم تحدثت عن عمق الإشكالية التي تتعامل معها المؤسسة، قائلة: “من بين كل الإشكاليات، تأتي الإعاقة كمرآة تختصر الحقيقة، وتفضح منظومة القيم في علاقتنا مع الآخر، ماذا نفعل حين نلتقي بشخص حامل لإعاقة؟ بأي منطق نقترب منه؟”
وأكدت أن هدف “أنت أخي” لم يكن أبدًا إنشاء مؤسسة لتوفير احتياجات الحياة اليومية فقط، بل أن تكون رفيقًا حقيقيًا للإنسان الحامل لإعاقة في رحلته نحو تحقيق ذاته.
من جهته، قال الأب يونس: “غسان لم يكتب فقط قصته… بل علّمنا كيف نختار الحياة”، مشيرا إلى أن “الأشخاص الحاملين لإعاقة يشهدون أن الحياة تستحق أن تُعاش، كل واحد منا لديه قصة تستحق أن تُروى، لكن البعض فقط يمتلك الجرأة ليضعها على الورق… ولهذا وُجدت دار المشرق.”ثم استعرض خمس نقاط أساسية من الكتاب، تركت أثرًا عميقًا في نفسه هي: الابتسامة، الشهادة الإنسانية، التصالح مع الألم، الامتنان وصورة النسر”.
أما صاحب الكتاب غسان جبرا، فقد تحدث خلال توقيع كتابه: “على ورق”، عن بداية الحلم الذي وُلد قبل أكثر من عشر سنوات، عندما حضر توقيع كتاب لأول مرة، وهناك، زرعت رولا فيه فكرة أن يكون له كتابه الخاص.
وأوضح أن الإعاقة لم تكن محور الكتاب، بل كانت مجرد إطار لتجربة أعمق، غسان جبرا وقّع كتابه بين أهله، أصدقائه، رفاقه في “أنت أخي”، وأمام جمهور آمن أن الكرامة مش (ليست) بالإكتمال الجسدي بل بتحقيق الذات رغم كل عائق.
نشاط ترفيهي للأطفال:
في اليوم الثالث من فعاليات المعرض، غصّت قاعة النشاطات المخصصة للأطفال بالعشرات من طلاب المدارس ورياض الأطفال، الذين تفاعلوا بحماس مع عرضين مسرحيين مميزين قدّمتهما الكاتبة المتخصصة بأدب الطفل ماري مطر.
العرض الأول بعنوان: “صديقتي الشجرة”، هو مسرحية دُمى بيئية قُدّمت بأسلوب “الماريونيت”، حيث رافق الأطفال قصة صداقة دافئة بين طفلة وشجرة، تعلّمت من خلالها أهمية الاعتناء بالطبيعة والنباتات. العرض التفاعلي الملوّن جذب الأطفال بصريًا وفكريًا، وحرّك فيهم مشاعر البهجة والوعي البيئي، من خلال الديكور الزاهي والرسائل المباشرة والبسيطة.
تلا العرض البيئي، مسرحية ثانية بعنوان: “الديك والقمحة”، تناولت بطريقة ممتعة أهمية الغذاء للطفل، وقيمة الزراعة وموسم القمح. وقد عبّر الأطفال عن إعجابهم بالنصوص وبالشخصيات المصممة ببراعة ومحبّبة.
تواقيع الكتب
كنا شهد اليوم الثالث، حفلات تواقيع لعدد من الكتب، حيث وقع د. مروان الكيال كتابه: “العملة الرقمية كبديل عن العملة النقدية الافاق والمخاطر والاطارالقانوني”، في جناح مكتبة صادر ناشرون، ووقع الكاتب مالك ابوحمدان كتابه: “Concept d’incertitude en islam”، في جناح دار النهار، ووقع الكاتب خالد الحاج كتابه: “من بلاد الشام الى ضاحية بيروت”، في جناح الدار، ووقع د. زياد ضاهر بمشاركة د. عادل خليفة ود. محمد عبد الله كتابه: “تفكك الدول”، في قاعة المحاضرات، ووقع د. بشارة صليبا ودار الفارابي كتاب: “روسيا في عهد بوتين الحقوق والحريات والاشكالية مع الغرب”، في جناح دار الفارابي، ووقعت د. عايدة حطيط كتابها: “معايير التصميم والاتجاهات المعمارية من الكلاسيكية الى المعاصرة في جناح دار الفارابي د، ووقعت الكاتبة امل ناصر والرسامة فاطمة قصير قصة: “حيوانات الغرفة”، في جناح دار قمرة، ووقعت الكاتبة غيداء المير كتابها: “افكارك بخير انت بخير” في جناح دار قمرة، ووقعت الكاتبة اسيل حيدر نعيم كتابها: “أينك عني”، في جناح دار قمرة، ووقع الكاتب محمد ناصر الدين كتابه: “قصة كما تخيلتها” في جناح دار قمرة، ووقعت الكاتبة هدى حسونة كتاب: “الدليل الاسري للصحة النفسية” في جناح جمعية T.E.A.C.H، ووقع الكاتب حسين بن حمزة كتابه: “كمن يريد ان يمحو” في جناح دار النهضة العربية، ووقع د. علي نسر كتابه: “العقلية العربية والاسلامية بين التراث وتحديات الذكاء الاصطناعي” في جناح دارالنهضة العربية، ووقعت الكاتبة وداد حلواني كتاب: “ذاكرة ليست تمضي” في جناح دار الساقي، ووقعت الكاتبة سارة حيدر كتاب: “HEALING WITH RESILENCE ” في جناح دار ناريمان للنشر ، ووقع الكاتب نصر الظاهر كتابه: “اللقاء ” في جناح دار ناريمان للنشر، ووقعت الكاتبة جومانا نجار كتاب: “مذكر غير سالم” في جناح دار ناريمان للنشر، ووقع الكاتب محمد سويد كتابه: “يا فؤادي” في جناح رياض الريس للكتب والنشر، ووقعت الصحافية إكرام صعب كتابها: “تجاعيد محطات مع الزمن” في جناح دار نلسن للنشر، ووقعت د. ناديا بوعساف كتابها: “رهينة الوهم” في جناح دار أبعاد، ووقع د. خالد عمشة كتابه: “براغ زمن الضباب والحنين” في جناح دار ابعاد، ووقع طه غدار كتابه: “دستور الحزب السوري القومي الاجتماعي كما يجب ان يكون بعد غياب مؤسسه انطوان سعادة” في جناح مؤسسة سعادة للثقافة، ووقعت هيفاء العرب كتابها: “الصمت المسموع” في جناح علم الايزوتيك، ووقع الشيخ احمد سلمان كتابه: “الصندوق الاسود” في جناح دار الولاء، ووقع الكاتب خالد الحاج كتابه: “التحولات الخفية” في جناح دار النهار، ووقع الاعلامي جورج معلولي كتابه: “بنت الاصول” في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي، ووقعت الكاتبة كارينا ابو نعيم كتابها: “اوكسي نهاية كوكب الارض” في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي، ووقع الكاتب سامر درويش كتابه: “السيدة منيرة” في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي، ووقعت غادة الحسيني كتابها: “على مشارف الامل” في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي، ووقع الكاتب قزحيا ساسين “المجموعة الشعرية الكاملة الجزء الاول” في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي، ووقع الكاتب حسين بن حمزة كتابه: “كمن يريد ان يمحو” في جناح دار النهضة العربية، ووقعت الكاتبة تاتيانا نصار كتابيها: “يوبي الكلب الشجاع /رامي وشجرة الزيتون” في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي، ووقعت د. رنا بارود كتابها: “E MUET” في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي، ووقعت الكاتبة تهاني نصار كتابها: “سيمولاكر” في جناح دار المجمع الابداعي، ووقعت الكاتبة فاطمة أيوب كتابها: “دحنون” في جناح اتحاد الكتاب اللبنانيين، ووقعت الكاتبة مريم شمس الدين كتابها: “شهيدة في ذاكرة المعنى” في جناح دار البيان، ووقعت الكاتبة بتول شومر كتابها: “شهيق لملح الغائبين” في جناح اتحاد الكتاب اللبنانيين، ووقعت الكاتبة كارين الشحيمي كتابها: “بروح لا تقهر” في جناح اتحاد الكتاب اللبنانيين، ووقعت الكاتبة هدى سليمان كتابها: “ضمّة” في جناح دار كاف، ووقعت الكاتبة نغم برق كتابها: “وعليكنّ السلام” في دار العربية للعلوم، وقع الشيخ ربيع قبيسي كتابه: “الى قلبك خطوة امل ورسالة حياة” في جناح دار زمكان، ووقع د. ميشال الشماعي كتابه: “الكيانية اللبنانية” في جناح دار الجديد.
برنامج يوم الأحد 18 أيار 2025
● ينظم منتدى شاعر الكورة الخضراء امسية بعنوان: “هذا أبي” يشارك فيها الشعراء: د.عبلا خضارو، د. ابراهيم شحرور ، ميراي شحادة، حبيب يونس، وذلك عند الساعة الثالثة والنصف في قاعة الياس خوري(ب).
● ينظم النادي الثقافي العربي ندوة حول “مجلة العرفان” يشارك فيها د. رغدة نحاس الزين، د. منذر جابر، سليمان بختي، وذلك عند الساعة الرابعة في قاعة توفيق باشا(أ).
● تنظم دار العلوم العربية ندوة بعنوان: “كيف يمكن لكل خطوة صغيرة أن تقودنا الى النجاح؟” من ادارة د.صلاح الدين أبو شنب، يشارك فيها: هبه فرج الله، مناقشة الكاتب د. محمد فحص وذلك عند الساعة الخامسة في قاعة الياس خوري(ب).
● ينظم النادي الثقافي العربي ندوة بعنوان: “كتابات الصحافي ميشال أبو جودة” يشارك فيها: هشام أبو جودة: صلاح سلام، د. لويس صليبا، سليمان بختي، وذلك عند الساعة السادسة والنصف في قاعة توفيق باشا(أ).
● تنظم جمعية التكاؤن محاضرة بعنوان: “الدستور بين الثابت والمتحول ” بمشاركة د. رزق زغيب، عند الساعة السادسة والنصف في قاعة الياس الخوري (ب).
تواقيع الكتب :
*يوقع الكاتب ميشال ابو جودة “مجموع اعمال ميشال ابو جودة” بين الساعة السادسة والنصف والسابعة والنص في القاعة أ
* توقع الكاتبة ميري نور الدين كتابها: “حكاية الله”، بين الساعة الثالثة والرابعة والنصف في جناح دار الولاء.
* توقع الكاتبتان ليلى كردي وفاطمة يوشع قصر كتاب: “حكايا الله”، بين الخامسة والسابعة في جناح دار الولاء
* توقع د. باسمة عيسى كتابها: “الحرب الاعلامية بين حزب الله واسرائيل دراسة تحليلة كمية كيفية لخطاب السيد حسن نصر الله خلال حرب تموز 2006 ” بين الخامسة والسابعة في جناح دار روافد.
* توقع الكاتبة نور خليفة كتابها: “سيرك”، بين الرابعة والنصف والسادسة في جناح دار النهضة العربية.
* يوقع الكاتب علي المولى كتابه: “قديس في عصر ابليس” بين السادسة والنصف والثامنة في جناح دار النهضة العربية.
* يوقع الكاتب عبد الرحمن جاسم كتابه: “روايه حامل الطين” بين السابعة والثامنة في جناح دار المجمع الإبداعي.
* توقع الكاتبة مريم الدر كتابها: “هذا الرجل النائم بقربي” بين الساعة الرابعة والسادسة في جناح دار الفارابي.
* توقع الباحثة فاطمة الموسوي كتابها: “كسر القوالب، المجتمع المدني وصنع السياسات العامة في العالم العربي وكسر القوالب 2/1 خرائط البحث عن دور المجتمع المدني”، بين الساعة السادسة والثامنة في جناح دار الفارابي.
* توقع الكاتبة مريانا حاطوم كتابها: “صوت الأنا” بين الرابعة والسادسة في جناح دار ناريمان للنشر.
* توقع الكاتبة ملاك درويش كتابها: “أطراف القيثارة” بين الساعة السادسة والثامنة في جناح دار ناريمان للنشر.
* توقع الكاتبة لارا صوان كتابها: “the jester poet” بين الساعة الثانية والرابعة في جناح دار ناريمان للنشر.
* يوقع د. ايلي جرجي الياس كتابه: “حكايا العم بول لعبة الثنائيات عودة النازية” بين الساعة الرابعة والثامنة والنصف في جناح دار ابعاد.
* توقع د. ليليان قربان عقل كتابها: “المراة في النهضة العربية المعاصرة رائدتات من لبنان والمشرق” بين الساعة الخامسة والسابعة في جناح دار سائر المشرق.
* توقع الكاتبة ميساء يوسف كتابها: “فيض النعم” الساعة الثانية عشر في جناح مكتبجي.
* يوقع الكاتب شربل معوض كتابه: “رؤيتي وروايتي” بين الخامسة والسابعة في جناح علم الأيزوتيك.
* توقع الكاتبة لينا جودي كتابها: “أسطورتي 2 طرابلس الفيحاء ” في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي.
* يوقع د. محمد مديح عمري كتابه: “الطب الطبيعي وعلم الماكروبيوتيك” بين الثالثة والواحدة في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي.
* توقع الكاتبة امنة ناصر كتابها: “فتات ضوء”، بين الثالثة والخامسة في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي.
* يوقع الكاتب وليم البيسري كتابه: “شير الاهام” بين الخامسة والسابعة في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي.
* يوقع الكاتب وليد المصري كتابه: “وليد الحياة” بين الخامسة والسابعة في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي.
* يوقع الكاتب مارون الماحولي كتابه: “خلخال المي” في جناح منتدى شاعر الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثقافي.
نشاط الأطفال:
تنظم جمعية T.E.A.C.H، ندوة حوارية حول الوسائط العلاجية، تقدمها د. حمدة فرحات، عند الساعة الثانية عشر في قاعة الياس خوري (ب).