المؤتمر الثاني لـ”الجمعية العربية/ الصينية” في بيروت: الحزام والطريق فرصة ذهبية لتطوير العلاقات مع الصين منذ 54
أعلنت “الجمعية العربية الصينية” في بيان، أنها “عقدت مؤتمرها الثاني في مقرها ببدارو، بمشاركة عدد من السفراء والشخصيات، بالإضافة إلى حضور أعضاء الجمعية العامة، وفي مقدمهم رئيس الجمعية قاسم طفيلي وأعضاء الهيئة الإدارية، حضوريا وعبر تطبيق الزوم. وتضمن المؤتمر ثلاث جلسات اختتمت بانتخاب هيئة إدارية جديدة”.
ولفتت الى أن “الجلسة الافتتاحية استهلت بالنشيدين الوطني والصيني، ثم تولى نائب الرئيس الدكتور بيار الخوري إدارة الجلسة، فقدم ضيوف المؤتمر المتكلمين سفير الصين في لبنان، سفير فلسطين في الصين، سفيرة لبنان في الصين ورئيس اتحاد الغرف التجارية العربية، بالإضافة إلى المتكلمين كان الحضور حاشدا في صالة الجمعية وعبر الزوم للعديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية من لبنان والعالم العربي، لا سيما من مصر، المغرب، الأردن، فلسطين، السعودية، الكويت، قطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، بالإضافة الى ممثلين عن بعض المنظمات الصينية التي تقيم شراكات مع الجمعية، والعديد من أعضاء الجمعية وأصدقائها في الصين وأوروبا لا سيما من فرنسا وبلجيكا”.
مينجيان
بداية أكد سفير الصين في لبنان تشان مينجيان على “عمق الصداقة التاريخية بين لبنان والصين التي تعود إلى تاريخ طريق الحرير قبل 2000 عام”، مشيرا إلى أن “العلاقات الديبلوماسية عززت التعاون والتواصل بين البلدين في كل المجالات، منذ العام 1971، ما عاد بالفائدة على الشعبين”.
وذكر بـ”تنظيم سلسلة فعاليات العام الماضي بمناسبة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات اللبنانية الصينية بمشاركة الجمعية العربية الصينية، على المستويين الرسمي والشعبي، الأمر الذي جسد النية الثنائية الحسنة لتوريث الصداقة التقليدية، واستكمال التعاون على مستوى أعلى”.
المهداوي
ثم نقل سفير فلسطين في الصين عميد السلك الديبلوماسي العربي في الصين فريز المهداوي تحيات السفراء العرب في الصين وتمنياتهم بنجاح المؤتمر، لافتا الى “حاجة العالم العربي إلى الصين كصديق وشريك استراتيجي”، مذكرا بـ”الثوابت السياسية الصينية تجاه القضايا العربية، وفي مقدمها حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم بحسب قرارات الأمم المتحدة، وبالمساعدات الصينية لفلسطين في أكثر من مجال”، مشيرا إلى أن “العلاقات العربية الصينية تتعمق بازدياد”.
ودعا الصين إلى “العمل على استقطاب المزيد من الطاقات العربية”، كما دعا العرب إلى “فهم عميق للثقافة الصينية العريقة”.
حنفي
بدوره، أبدى الأمين العام لاتحاد غرف التجارة العربية الدكتور خالد حنفي ثقته بتعزيز العلاقات العربية الصينية، مشيرا إلى أن “19 دولة عربية، إضافة إلى الجامعة العربية واتحاد غرف التجارة العربية، وقعت وثيقة التعاون مع الصين، ضمن مشروع “الحزام والطريق” فالعرب شركاء طبيعيون، بحكم التاريخ والجغرافيا، في هذه المبادرة التي تشكل منصة كبرى لإقامة علاقات استراتيجية بين الجانبين”.
ولاحظ أن “التعاون بين العرب والصين يزداد ترسخا وقوة وتنوعا يوما بعد يوم”، لافتا إلى “مساهمة الصين في مصر بمشاريع استراتيجية كبرى”. وأبدى “استعداد اتحاد الغرف العربية لإقامة مشاريع مشتركة مع الجمعية العربية الصينية من أجل تطوير العلاقات العربية الصينية إلى ما يتجاوز العمل التجاري البحت”.
جبور
وتحدثت سفيرة لبنان في الصين ميليا جبور عن “الظروف الصعبة التي يمر بها العالم اليوم، والتي تدعونا إلى المزيد من التعاون والتضامن”، مذكرة بـ”عراقة العلاقة بين العرب والصين، المستمرة بالرغم من كل الظروف، وبأن تبادل الخبرات مع الصين مسألة ذات أهمية، وهنا يأتي دور الجمعية التي تتجاوز العلاقات التجارية، رغم أهميتها، إلى ترسيخ العلاقات الثقافية والحضارية، فالتواصل الشعبي هو الذي يعطي العلاقات الدولية بعدا إنسانيا”.
ودعت إلى “التركيز على هذه المسألة ففي المعرفة سلام وفي الجهل ظلامية”، مؤكدة “أهمية مد الجسور من قبل لبنان والعالم العربي مع الصين، وبناء المزيد من التقارب والتعاون”.
طفيلي
أما رئيس الجمعية فعرض لمجمل أهدافها ومنجزاتها ومبادراتها المستقبلية. وأعرب عن “رغبة الجمعية في أن تكون جزءا من هذا الركب الذاهب إلى المستقبل، مستقبل التنمية وازدهار الشعوب”، مشددا على “أهمية الإطار الذي وضعته الصين لبناء العلاقات الاستراتيجية مع العالم العربي ودفعها إلى مستويات أعلى”.
ورأى أن مبادرة “الحزام والطريق التي طرحتها الصين تشكل فرصة ذهبية للعالم العربي ولبنان”، معلنا عن “مبادرات حيوية في اتجاه تشكيل أطر لحشد الطاقات العربية من كافة القطاعات، في سبيل تعزيز العلاقات العربية الصينية”، كاشفا عن “مبادرات في مجال الطاقة البديلة والتكنولوجيا والزراعة، تجري بالتنسيق مع الوزارات اللبنانية المعنية”.
وقال: “الهم الرئيسي خلال الفترة المقبلة سوف يكون بالتركيز على انجاز اتفاقية الحجر الصحي الزراعي مع الصين بالتنسيق مع وزارة الزراعة وصولا الى تحديد الأصناف المناسبة للسوق الصيني، وهو ما يمكن ان يساهم في فتح مجالات واسعة لتصريف المنتجات الزراعية والحيوانية وخلق فرص عمل للبنانيين”.
وأعلن أن “الجمعية بصدد تشكيل مجلس المستشارين في المجالات التنموية كافة، من ذوي الكفاءة والمؤهلات”، مرحبا بـ”كل من يرغب في المساهمة بخبرته”، كاشفا أن “الجمعية سوف تشكل مجلس أمناء من شخصيات مهتمة وعاملة في الشأن العربي الصيني، بالإضافة الى السفراء السابقين العرب والصينيين، لمد المجلس برافد معرفي واجتماعي واقتصادي عربي صيني وتعزيز القيمة التنموية لرسالة الجمعية”.
وأشار الى أن “الجمعية باشرت التسجيل القانوني في الصين كجهة غير حكومية، وتزمع بالشراكة مع إحدى المؤسسات، افتتاح مقر لها في القاهرة خلال الشهر المقبل”.
تكريم
وفي ختام الجلسة الافتتاحية، جرى تكريم أمين عام الجمعية مختار حيدر على “جهوده المستمرة منذ تأسيسها”، وقدم له رئيس الجمعية درعا تكريمية.
وتحدث الأديب أحمد بزون عن إنجازات حيدر وتاريخه “النضالي الطويل، وشخصيته الديبلوماسية، وقدرته على الجمع وتدوير الزوايا، ونشاطه وحيويته رغم تقدمه في العمر”.
ورد المكرم بكلمة شكر فيها الجميع، ووصف الجمعية بأنها “عائلة تعاون وتفاعل”، مشددا على “أهمية الصداقة بين الشعوب، كتجسيد فعلي لإنسانية البشر ورقيهم الحضاري”. وعرض لتاريخ علاقته بأصدقائه الصينين، متوقفا عند “أهمية دعم الصين للقضايا العربية وخصوصا القضية الفلسطينية”.
الجلسة الثانية
وتحدث في الجلسة الثانية التي ترأسها أحمد بزون، أصدقاء الجمعية من خارج لبنان: أبو بكر ما الصيني، المهندس حماد عبد الساتر، الدكتورة نهى تشوي، المهندس إبراهيم الكوالمة، المهندس مازن حديب وغيرهم، فعبروا عن إيمانهم بأهمية الجمعية في توطيد العلاقات العربية الصينية، وأبدوا استعدادهم للانخراط في عمل الجمعية والمساهمة في تحقيق أهدافها، مشيدين بالإنجازات التي حققتها حتى الآن.
بعد ذلك كانت كلمة لرئيس الجمعية تحدث فيها عن إنجازات الجمعية وخططها المستقبلية، كما قدم أمين الشؤون الإدارية والمالية المهندس جاد بوتاري التقرير الإداري والمالي.
الجلسة الثالثة
ثم ترأس حيدر الجلسة الثالثة، وهي جلسة انتخاب هيئة إدارية جديدة، استهلها بكلمة عن أهمية الجمعية العربية الصينية، وأهمية العمل التنموي، مشددا على “أهمية العلاقة بالصين والتعاون معها”، مؤكدا “ضرورة فهم واستيعاب الشخصية الصينية، لما تحتويه من عراقة إنسانية وثقافية”. وتطرق الى آفاق العمل الاجتماعي ومفاهيمه الفكرية والفلسفية.
بعد ذلك فتح باب الترشيح للهيئة الإدارية التي تتألف من 14 عضوا، ففازت اللائحة المرشحة بالتزكية، وتضمنت الأسماء التالية: قاسم طفيلي، بيار الخوري، جميل حديب، علي مطر، ماري حبيب، جاد بوتاري، محمد بلوط، مايا أشقر، عبد قبرصلي، زهير قصير، سارة يونس، إيلي ملاح، أحمد بزون ومختار سليمان (حيدر).
وتلقت الجمعية عددا من رسائل التهنئة والتمنيات بنجاح المؤتمر، ابرزها من مركز التعاون الاقتصادي الصيني التابع للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، غرفة تجارة طريق الحرير الدولية، شبكة منظمات طريق الحرير غير الحكومية، مركز الدراسات الصيني العربي للاصلاح والتنمية، المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا، إضافة الى العديد من الرسائل المحلية والعربية.