“المجلس الثقافي الاجتماعي للبقاع الغربي وراشيا”: لتوفير عناصر الصمود في مواجهة هجمة التآمر المتجددة!
“المدارنت”..
أشار “المجلس الثقافي الاجتماعي للبقاع الغربي وراشيا”، الى انه “ناقش تطورات العدوان الصهيوني الذي يتعرض له قطاع غزة والضفة الغربية في فلسطين المحتلة، والذي يتهدد بالتوسع إلى لبنان”، داعيًا الى “توفير عناصر الصمود في مواجهة هجمة التآمر المتجددة”.
وجاء في بيان المجلس، بعد إجتماعه الدوري في مدينة جب جنين، والذي خصّصه لمناقشة الأوضاع في فلسطين، ولا سيّما في قطاع غزة:
“إن حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الصهيوني على أهلنا في كل من قطاع غزة والضفة الغربية منذ حوالي الشهر، والتهديد بتوسيع نطاقها لتشمل لبنان والاردن وسوريا تستدعي منا التوقف عند دلالاتها التالية:
1 – إن التذرع بأن “إسرائيل” (الكيان الصهيوني) إنما ترد على ما شهده قطاع غزة من هجوم بطولي على مستوطناتها وثكنات جيشها في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر هو قول مردود على أصحابه، فالجميع يعرف أن “إسرائيل” الدولة القائمة بالاحتلال والحصار تمارس عدوانها التدميري على الشعب الفلسطيني، منذ أن أقامت كيانها على أرض فلسطين في العام 1948 .
2 – إن دك مدينة غزة وسائر مدن ومخيمات القطاع وتسوية مبانيها بالأرض، وقتل وجرح عشرات الألوف من الأطفال والنساء، وحرمان أبناء القطاع من الأمن والماء والغذاء والدواء والوقود ومحاولة إرغامهم على الرحيل عن بيوتهم وأرضهم، إنما يعبر عن مدى الحقد الصهيوني على فلسطين وأهلها ومحاولة إبادة وإجتثاث أبنائها من الوجود، وإعادة تهجير من تبقى منهم ثانية لتكريس الأسطورة التوراتية على حساب الحقائق التاريخية الثابتة لفلسطين وشعبها.
3 – إن ما شهدته وتشهده مدينة القدس وباقي أجزاء مدن وقرى الضفة الغربية من اعتداءات يومية على المقدسات والمواطنين وإعدامات واغتيالات وتفجير للمنازل وبناء للمستوطنات وزج للناشطين في أقبية السجون والمعتقلات، وما يمارسه المستوطنون وأجهزة الأمن هو مجرد محاولة يائسة لتهويد فلسطين وأرضها ودفع أبنائها نحو الهجرة والشتات في استعادة يائسة لتغريبة تشريد الشعب الفلسطيني المناضل.
4 – إن الاستنفار الذي أعلنته قوى الغرب الاستعمارية وقيام الولايات المتحدة الأميركية بتولي قيادة الهجوم المضاد لقوى التحالف الدولي الغربي الذي طالما رعا ولادة هذا الكيان وأمده بالغطاء السياسي والمال والسلاح، ويعمل الآن على إنجاد الحكم الصهيوني التوسعي بعد أن أصيب في صميم مشروعه، إنما يعبر عن دور وموقع ومهمة هذا الكيان الاستعماري الاستيطاني في قهر وتمزيق بلادنا العربية.
5 – تؤكد كل من الولايات المتحدة و”إسرائيل” على أن هجومهما على القطاع والضفة ولبنان والأردن وسوريا من شأنه إعادة رسم خريطة المنطقة في عملية تلويح سافرة بتقسيمها، بل زيادة تمزيقها كي تصير مجرد دويلات متحاربة تصبح معها “إسرائيل” هي الأصل، وما عداها مجرد ولايات طائفية ومذهبية تابعة تدور في فلكها.
6 – إن الصمود الذي مارسته قوات المقاومة والشعب الفلسطيني تحت الاحتلال والحصار وفي دول الشتات قبل العدوان الهمجي وبعده، حدث بعد إقفال “إسرائيل” برعاية أميركا كل أبواب الحل السياسي العادل بموجب القرارات الدولية والذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وبعد اعلان “إسرائيل” دولة قومية يهودية، تمنح حقوق جنسيتها لكل يهودي في العالم وتحرم الحقوق المتساوية عن أبناء البلاد الأصليين الفلسطينيين الذين وُلد أجدادهم على أرضها منذ مئات وألوف السنين.
7 – لقد مارست “اسرائيل” دوماً وخصوصاً مع حكم اليمين الليكودي والاستيطاني أبشع أشكال التمييز والعنصرية والقهر للمواطنين الفلسطينيين بهدف إرغامهم على مغادرة بلادهم وأرضهم وبيوتهم، وبقصد تبديد هويتهم السياسية والروحية، ووسعت من نطاق هذه السياسة لتطال إلى جانب البشر، المعالم والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس وغيرها من المدن الفلسطينية لتزوير غنى تاريخها وتراثها الروحي المتنوع.
8- إن المجلس الثقافي بعد أن استعرض هذه الوقائع وسواها يؤكد على مطالبة الأخوة الفلسطينيين والعرب بـ: تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، وتجاوز الخلافات والصراعات الفئوية المدمرة.
– التوصل إلى صياغة برنامج مواجهة يمزج بين العمل السياسي والديبلوماسي والفعل النضالي في مواجهة الاحتلال.
– ضرورة الارتقاء بالموقف العربي وبدور جامعة الدول العربية إلى مستوى الخطر الذي يمثله المشروع الصهيوني في صيغته الراهنة. وتفعيل دور الدبلوماسية على مختلف المستويات مع الدول والمؤسسات والشعوب الصديقة.
– إن وضع فلسطين في موقعها النضالي يتطلب إنهاء الحرب الاهلية في سوريا، والمبادرة إلى حل مسألة الشغور الرئاسي في لبنان، وتشكيل حكومة دستورية، وتوحيد القرار وتفعيل مؤسسات الدولة.
9 – يعلن المجلس الثقافي الاجتماعي للبقاع الغربي وراشيا، عن استعداده لأي عملية تنسيق مع سائر الهيئات الثقافية الوطنية والعربية في لبنان، والدول العربية من أجل رفع مستوى الإسهام في المعركة المفروضة على أمتنا وشعوبنا العربية. كما يدعو جميع القوى المدنية والمجتمعية إلى الانخراط في مجرى المواجهة التي لا تقبل التردد، ويشدد على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه نقابات واتحادات المهن الحرة وسائر القوى الحية لتأمين مقومات الصمود والنجاح في هذه المواجهة ومخاطبة الرأي العام الدولي.
10 – يدعو المجلس القوى والشخصيات الاغترابية اللبنانية والعربية إلى النهوض بالمهام التي يرونها أساسية، والإسهام في التحركات التي تشهدها العواصم والمدن العالمية، والتواصل مع الهيئات والمؤسسات والتجمعات الحقوقية والنسائية والديموقراطية والاكاديمية ووسائل الاعلام وكل من يعنيه حقوق الانسان وإزالة كل أشكال التمييز والعنصرية، نصرة لأطفال ونساء فلسطين وقضيتهم وسائر القضايا العربية العادلة.