المطران عطا الله حنا: الفلسطينيون بحاجة لسند من العمق العربي

أشار رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في القدس المحتلة المطران عطا الله حنا، الى أن “الفلسطينيين بحاجة الى من يساندهم من العمق العربي فالقضية الفلسطينية التي يدافع عنها الفلسطينيون منذ عشرات السنين ويتصدون لمؤامرات تصفيتها هي ليست قضية الفلسطينيين لوحدهم وان كانت قضيتهم بالدرجة الاولى بل هي قضية كافة الاحرار من ابناء امتنا العربية وكافة شعوب العالم .
أضاف: لقد قال العرب في وقت من الاوقات بأن فلسطين هي قضيتهم الاولى ونحن نتمنى ان تكون كذلك وان يترجم هذا عمليا وان كنا نلحظ ونرى ان الحال العربي اليوم فيه كثير من الضعف والوهن والخلل ولكننا لن نفقد الامل بإمكانية ان يتغير واقعنا العربي لكي يكون افضل مما نحن فيه اليوم . ان وحدة العرب وتضامنهم هي خير لفلسطين وخير فلسطين هو خير للامة كلها من محيطها الى خليجها ولذلك فإننا نتمنى من العرب ان يكونوا الى جانب فلسطين والا يتخلوا عن هذه القضية ، فالذي يتآمر على فلسطين هو ذاته المتآمر عن الامة العربية ومن يتخلى عن واجبه تجاه القضية الفلسطينية انما يتخلى عن انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث واولئك الذين انحرفت بوصلتهم ويعيشون حالة تيه نتمنى ان يعودوا الى رشدهم وان يكتشفوا بأن بوصلة لا تكون باتجاه القدس وفلسطين انما هي ليست في الاتجاه الصحيح”.
نقول لمسيحيي العالم الذين يستعدون لاستقبال الميلاد المجيد
بأن يلتفتوا الى فلسطين وشعبها وهي ارض الميلاد والتجسد والفداء
وقال في تصريح عبر شبكة الأنترنت، أمام عدد من رعاة ومسؤولي الكنائس المسيحية في النرويج: ما اتمناه منكم وانتم تستعدون لاستقبال الميلاد هو ان تتذكروا دائما اطفال بيت لحم واطفال فلسطين بشكل عام المحرومين من ممارسة طفولتهم بسبب ما يتعرض شعبنا الفلسطيني من مظالم . ان الذي نحتفي بميلاده علمنا دوما الصدق والاستقامة ومحبة الانسان والانحياز الى كافة المظلومين والمعذبين والمأسورين والمتألمين والمحرومين في هذا العالم ، ولذلك من وحي عيد الميلاد اقول لكم بأنه من واجبكم جميعا ومن واجب الكنائس المسيحية كلها الا تتجاهل المظالم التي يتعرض لها شعبنا والمسيحيون الفلسطينيون هم جزء اساسي من مكونات شعبنا.
وعندما تدافعون عن فلسطين وقضيتها العادلة انتم تدافعون عن انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث كما انكم تدافعون عن اعرق حضور مسيحي في هذا العالم حيث ان المسيحية انطلقت من ديارنا وارضنا المقدسة هي مهد المسيحية.
ووضع سيادته المشاركين في اعمال هذه الندوة في صورة ما تتعرض له مدينة القدس من انتهاكات خطيرة تطال الحجر والبشر والاحياء والاموات كما تحدث سيادته عن وثيقة الكايروس الفلسطينية مؤكدا ضرورة ان تتبناها الكنائس في عالمنا لانها رسالة مسيحيي الارض المقدسة الى كل شعوب الارض.
يا ايها الفلسطينيون لا تستسلموا لثقافة اليأس والاحباط والقنوط
والتي يريدونا البعض ان نكون غارقين فيها
وعلى صعيد الوضع الداخلي الفلسطيني، قال المطران عطا الله حنا في تصيح له: الواقع الذي نعيشه اليوم فيه الكثير من الانقسامات والتصدعات ، وان واقعنا الفلسطيني واقع يحتاج الى تغيير نحو الافضل ونحن بحاجة الى ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي .
ولن يتمكن الفلسطينيون من تحقيق امنياتهم وتطلعاتهم وثوابتهم وكل ما ذكر في وثيقة الاستقلال الا من خلال ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي لكي يكون الفلسطينيون اكثر وحدة وتضامنا وان تكون البوصلة دوما في الاتجاه الصحيح نحو عدالة القضية والقدس العاصمة والثوابت الوطنية التي نتمسك بها جميعا.
لست من اولئك المتشائمين وان كان واقعنا اليوم يشجع الكثيرين على التشاؤم فأنا من اولئك الذين يعتقدون بأن القضية العادلة هي منتصرة دوما على الظلم والقهر والاستبداد ولكن اصحاب هذه القضية العادلة يحتاجون الى ترتيب وتصويب لاوضاعهم وانهاء للانقسامات والتصدعات ويحتاجون الى تغييرات فيها ترتيب للبيت الفلسطيني الداخلي وتصويب للبوصلة في الاتجاه الصحيح.
فيا ايها الفلسطينيون لا تستسلموا لثقافة اليأس والاحباط والقنوط التي يريد البعض ان نكون غارقين فيها ، ونحن ندرك اننا موجودون في وضع كنا نتمنى الا نصل اليه ولكن كل شيء قابل للتغيير بالارادة الطيبة والرغبة الصالحة نحو الاصلاح والانتقال الى ما هو افضل…
… وندعو جميع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من ابناء شعبنا الفلسطيني الى استغلال هذه الوسائل المتاحة من اجل ابراز عدالة القضية الفلسطينية والحديث عنها وايصال رسالة القدس الى كافة شعوب العالم.
ان وسائل التواصل الاجتماعي باتت موجودة في كل بيت وخاصة عند شريحة الشباب ونحن نتمنى منهم الا يكون استعمال هذه الوسائل مقصورا على الترفيه والتسلية فقط بل يمكن ان تستغل هذه الوسائل من اجل الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية في وجه ما تتعرض له هذه القضية وهذا الشعب من تحريض من قبل المتآمرين على قضيتنا والمخططين لتصفيتها في اكثر من مكان في هذا العالم.
ان هذه الوسائل متاحة للجميع واتمنى ان تستغل استغلالا جيدا وعدم الرضوخ للضغوطات والابتزازات التي تمارس بهدف حجب المحتوى الفلسطيني.
ان المحتوى الفلسطيني يجب ان يكون الاساس بالنسبة الينا دون التقليل من اهمية الاهداف الاخرى لهذه الوسائل ، ولكن تبقى فلسطين هي قضيتنا والقدس عاصمتنا ومن واجبنا ان ندافع عنها بكافة الوسائل الحضارية وخاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي بكافة اشكالها والوانها.