“المعارضون السوريون التابعون للنظام” تحت الضوء..!
“المدارنت”.. أولا. ليس حدثا عابرًا تجاوز خطأ رئيس “الائتلاف”، خالد خوجة بموضوع عدم رفع علم الثورة في أحد الاجتماعات. من خلال ظهوره الصحافي واعتذاره ووضع استقالته رهنا بقوى الثورة في الميدان.. وبهذا الشكل يكون الاخ خالد قد قام بواجبه.. وفي نفس الوقت حصل التصريح الصحافي الذي أظهر لؤي حسين ومنى غانم انهم ضد الثورة. باستعلاء وولاء للنظام.. سواء بمدح جيش النظام ومخابراته. او الاساءة للثوار والشهداء وللذات الإلهية حاشى الله تعالى.
ثانيا. ليس جديدا بيننا هذا النوع المصنّع من أدوات النظام. تحت اسم معارضة (الداخل أو تحت سقف الوطن. او التي ترفض التدخل الخارجي، او التي تتحدث عن أولوية محاربة الإرهاب وبالاتفاق مع النظام). يعني إعادة شرعيته.
ثالثا. منذ بدايات الحراك السلمي للثورة. بدأ النظام يستدعي كل الناشطين والسياسيين المعارضين أو الوجوه الاجتماعية. لكي يوقف مد الربيع السوري. واستخدم التهديد والوعيد. واستخدم بعض السياسيين وبعض المعارضين أيضا. بوعي أو من غير وعي.. وكان يفتح لهم المنابر ويعطيهم الفرصة للتواجد العلني والجماعي.. بدأ ذلك مع هيئة التنسيق واستمر تفريخات جديده مع الايام وحسب الحاجة. وكانت متاريسه الأولى: عدم طرح اسقاط النظام والمطالبة بالتحول الديموقراطي. وأن السلطة السورية هي من سيقود التحول الديموقراطي. وايضا من خلال رفض التدخل الخارجي. وهذا يعني ترك النظام يستفرد بالشعب. ورفض عنف الثوار الجنيني بالبداية. وهذا يعني ترك الشعب ضحية لعنف السلطة إما الفناء أو الاستسلام للنظام.
رابعا. وعندما لم يستسلم الشعب وتحول ربيعه إلى ثورة مسلحة. خُلقت حكاية الإرهاب ووجد بعض المعارضة التي تعزف على هذا الوتر. وعندما تبلورت معارضة سورية تمثل اغلب مناشط الثورة السورية سواء من خلال المجلس الوطني السوري أو الائتلاف بعده. عمل النظام على فكرة أن المعارضة (معارضات) والائتلاف ليس ممثلا وحيدا. والدليل معارضة (الداخل)؟!. والتي تورط بها بعض المعارضين (النظيفين) مع أدوات النظام. هؤلاء المعارضين الذين وجدوا بايران وروسيا منبرا دائما لتواجدهم. تحت دعوى أن المشكلة السورية تحل بيد السوريين. فإن لم تكن (بمظلة الوطن) فهي تحت إدارة حليف النظام روسيا.. وظهرت مؤتمرات موسكو المتكررة.. وكلها تتحرك بخلفية إعادة إنتاج النظام.
خامسا. وعندما لم يكن هناك كوادر سياسية تبيع نفسها للنظام. وتكون جزء من أجندته يوحي النظام لبعض أدواته حتى تخرج وتعلن معارضتها وبحثها عن (حل). قدري جميل نموذجا.. وكلها تلعب على ذات الوتر ضرب الوحدة في الموقف السياسي المعارض للنظام واظهار ان لا ممثل واحد للشعب السوري. وأن لا مشروعية لأحد في هذا التمثيل.
سادسا. لم يكن خافيا علينا كسياسيين وناشطين سابقين وفي الثورة الآن، استخدام النظام لبعض المعتقلين السابقين من القوى السياسية الملتبسة الفكر والسلوك. ومنذ عقود، أخصّ بالذكر فريق (حزب العمل الشيوعي. رابطة العمل سابقا). (هيثم مناع. لؤي حسين. فاتح جاموس. الخ.) الذين تصرفوا وفق خلفياتهم الطائفية. اغلبهم (علويين) ويساريين ومحملين بسنوات الاعتقال (للمصداقية)، للدفاع عن النظام، لأنه يحمي البلد سوريا من الإرهاب والتدخل الخارجي. ثم الدفاع عن الدولة من النزعات الطائفية والإرهابية الجهادية خاصة داعش. والتباكي على (الطائفة العلوية). والتشكيك بالثورة والثوار. وان الطائفة لم تلتحق بالثورة لأنها مستهدفة وليست مع النظام. ونحن نفهم أن الثورة السورية كانت ضد النظام الاستبدادي. الذي استخدم الطائفة العلوية عبر بعض المكتسبات الانتهازية. وسخّر اغلبها وبدمها، لتكون حامية للنظام وان هذا الموضوع بحاجة لوضوح وحل على خلفية الموقف الوطني الديموقراطي. والمحاسبة والعدالة الانتقالية.. وليس استغلال موضوع الطائفة العلوية (وبقية الأقليات). من المعارضة (المدجّنة). مثل النظام الذي استخدمها بجدارة للان.
سابعا. ليس آخر ما في جعبة النظام هذه المعارضة المدجنة (الباطنية). تتكلم ضد النظام علنا وتعمل لصالحه واقعا. فتارة يطالبون المعارضون السوريون للنظام أن تعالوا نتوافق على أولوية مواجهة الإرهاب. (داعش). وتارة نحن غير متفقين على موضوع العلم . وعلى الموقف من (أسلمة) الثورة. وعلى مصداقية الأمريكان والعرب الخليجيين وتركيا. الحل ان توازنهم بروسيا وإيران. وايضا علينا ان نعتمد مقولة التصالح مع النظام السوري في نصف الطريق بإعادة إنتاج النظام. تحت دعوى أن سوريا كلها في مهب الريح.. وكأن ما حصل في سوريا سحر. وليس من فعل النظام وحلفائه ايضا.
اخيرا.. تطول الحكاية.. ومن الاخر ان الشعب السوري وثواره على وعي بهذه الأدوات السيئة للنظام فهي تقوم بدورها ضمن الثوار سياسيا بالتخريب والدس. كما يقوم جيش النظام وعصاباته ومرتزقته في الميدان بقتل الشعب السوري وتشريده.
اضطررنا ان نرفع الغطاء عن بعض المعارضات المدجّنة. دون مهاترة . لان الموضوع وصل للحرب على الثورة السورية سياسيا عبر معارضين مفترضين صغار ومكشوفين،
كل خطأ نقع به ونعيه يفيدنا بتقوية موقفنا في استمرار عملنا حتى اسقاط النظام ومحاسبته وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية. دولة الحرية والعدالة والكرامة والحياة الأفضل.
عاش الشعب السوري العظيم.. المجد والعزة لشهدائنا الابرار.. مستمرون في ثورتنا بعون الله.