النائب سعد يزور ضريح شقيقه أبو معروف في ذكرى رحيله: لتنازلات متبادلة والتخلي عن التموضعات الطائفية والمذهبية
“المدارنت”..
زار الأمين العام لـ”التنظيم الشعبي الناصري” النائب د. أسامة سعد، ضريح شقيقه الراحل مصطفى معروف سعد في جبانة صيدا الجديدة – سيروب، لمناسبة الذكرى الـ21 لرحيله، في حضور عائلة الراحل واعضاء من “التنظيم الشعبي الناصري”، وممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وشخصيات سياسية واجتماعية وثقافية ودينية ومحبين وأصدقاء.
سعد
وبعد قراءة الفاتحة عن روحه، ووضع أكاليل من الزهر على الضريح، قال النائب سعد: “أرحب بكم جميعا قوى وأحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية، كما أرحب بالزميل شربل مسعد، وحضرة العميد المتقاعد جميل داغر، وبكل الفعاليات والإخوة والأصدقاء والأحباء الذين أتوا اليوم لمشاركتنا في هذا اللقاء تكريما ووفاء للراحل الكبير أبو معروف، الذي قدم خلال سنين عمره القصيرة الكثير الكثير من أجل لبنان والعروبة وفلسطين ومن أجل مدينته صيدا، ومخيمات الشعب الفلسطيني”.
أضاف: “وفي هذه المناسبة لا بد من توجيه التحية للشعب الفلسطيني وهو يواجه العدوان الصهيوني المتمادي ضد الشعب الفلسطيني بما يرتكبه من مجازر واعتقالات ومصادرة اراض وتجريف بيوت، لا بد أن نحيي صمود الشعب الفلسطيني وهو يواجه كل هذا التعسف والإرهاب بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأميركية ومن استهتار عربي في قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية فوق أرضه، وذلك عبر موجة التطبيع المجاني مع هذا العدوان العنصري الغاصب”.
كما وجه “التحية لشعبنا اللبناني الصامد في مواجهة هذه الأوضاع والظروف الصعبة التي يمر بها ، فالشعب غير قادر على تأمين حبة الدواء او علبة الحليب او الغذاء او الاستشفاء او تعليم الأولاد، الشعب اللبناني يعاني ومعه الشعب الفلسطيني ايضا من كل هذه الأوضاع الصعبة، ونأمل الا تكون الأيام الآتية أصعب”.
وقال: “ذلك الانسداد السياسي مستمر ومتواصل، فالأزمة المالية الى مزيد من التفاقم نتيجة التعثر السياسي والسياسي والاقتصادي وانعكاساته على الأوضاع الاجتماعية وما يترافق من مخاطر كبرى تهدد الأمن والاستقرار. مع الأسف أن التركيبة السياسية في لبنان غير قادرة وعاجزة او لا تريد أن تتجاوز هذه الأزمة الخطيرة جدا، لذلك نحن ندعو إلى تواضع والى تنازلات متبادلة من أطراف هذه التركيبة السياسية وأن تتخلى عن تموضعاتها الطائفية والمذهبية التي دمرت هياكل الدولة ومؤسسات لبنان وتسببت بكل هذه الأزمات التي نعيشها اليوم”.
أضاف: “المطلوب التنازلات واعادة الاعتبار للموقف الوطني والهوية الوطنية وللتموضوع الوطني، وليس الى التموضعات الطائفية التي تسود الآن وتسيطر على المشهد السياسي في لبنان. لا بد من الخروج من هذا الواقع الى واقع جديد، وهذا يتطلب تواضع وتنازلات، ولكن لا نرى في الأفق أي مؤشر ايجابي يطمئن اللبنانيين الى مستقبل مستقر، يؤمن العيش الكريم، بخاصة الشباب اللبناني الذي يهاجر من أجل تأمين حياة كريمة. هذا واقع مؤسف فلبنان يخسر شبابه وتتعرض شرايينه الى الجفاف وبالتالي الى الموت”.
ودعا سعد الى “معالجات وطنية للملفات جميعها، ان كان لها طابع استراتيجي او مرتبطة بحياة الناس ومالية الدولة واقتصاد البلد اوبالسياسة الخارجية اوبالسياسة الدفاعية او في الاوضاع الاجتماعية”. وقال: “يجب أن تكون المقاربات وطنية وليست فئوية او مذهبية. لربما استطعنا ان نخرج من واقعنا المرير في حال مشينا في الطريق الصحيح نحو معالجة ازمات لبنان وخروجه من الواقع المأساوي”.
وتابع: “بخصوص صيدا، كما هو واقع كل المناطق في لبنان، هناك أوضاع صعبة تعيشها المدينة، وملفات كثيرة بحاجة الى معالجة من أزمة النفايات الى موضوع الكهرباء والماء والتفلت، وكلها اوضاع تنذر بالمخاطر. لا يمكن أن نقبل بأن يستمر الوضع في المدينة على ما هو عليه، فوضى واستباحة لا مثيل لها بغياب مرجعية خدماتية قادرة على أن تضبط كل هذه الأوضاع. ولذلك نحن ندعو الى سرعة انتخاب رئيس للمجلس البلدي ونائب رئيس وندعو المجلس البلدي الى الاجتماع فورا لانتخابهما، بعد أن أكد المهندس السعودي أنه مصر ومستمر في طلب الاستقالة. لا يجوز أن تبقى المدينة من دون مجلس بلدي فاعل ومؤثر ويضع يده على جميع الملفات “مش كل من أيدو ألو بالبلد”. ان لم يكن هناك مرجعية قادرة على تنظيم مختلف الجهود التي قد تكون خيرة، ومنها قد يكون لها أهداف ومآرب معينة، وقد يكون هناك استغلال سياسي لموضوع الخدمات واستغلال مافيوي له، فيمكن أن تدخل مافيات عن طريق ملف الخدمات وتقوم بما تريد، وهذا لا يجوز فمعنى ذلك دعوة صريحة للفوضى في البلد، لذلك ندعو الى سرعة اتخاذ القرار بانتخاب رئيس جديد للمجلس البلدي ونائب رئيس”.
أضاف: “بادرت في المرحلة الماضية الى “اطلاق مبادرة صيدا تواجه” وتواصلت مع كل الاطراف السياسية والاجتماعية والاهلية لتجميع طاقات المدينة تحسبا لما نحن فيه ولهذا التفلت والاستباحة والفوضى التي تعيشها المدينة، لكن مع الأسف لم تأخذ هذه المبادرة حقها لتتحول الى واقع فاعل ومؤثر على الأرض لمعالجة قضايا الناس وأزمات المدينة والملفات الحساسة.
نحن لن نتوقف وسنستمر في مسعى تجميع الطاقات، واذا كانت القوى السياسية لا تريد “براحتها”، لكن هناك قوى اهلية واجتماعية وشعبية قادرة ان تواجه الأزمات بالتنسيق مع بلدية صيدا ومع القوى التي تريد أن تكون في خدمة المدينة دون أي مآرب وأهداف”.
واكد سعد انه “في هذه الظروف الصعبة سنستمر في تأدية واجبنا للوصول الى معالجات حقيقة وفعلية. وشعبنا بطاقاته وفعاليته الشعبية قادر أن يواجه”.
وختم مجدداً العهد لشقيقه ابو معروف، قائلاً: “نحن على العهد، عهد أبو معروف الذي قدم الكثير من أجل عروبته ووطنه ومدينته والجنوب وكل المناطق اللبنانية وكنا دائما الى جانبه، ونحن اليوم نسترشد مسيرته الطيبة وذكراه الطيبة ومبادئه ومواقفه الوطنية والعربية والاجتماعية وانحيازاته الى قضايا شعبنا وحقوقه”.