النظام الايراني يقترب من حافة الهاوية!
خاص “المدارنت”..
هناك حالات تواجه خلالها الانظمة الدکتاتورية أوضاع صعبة، وتشعر بالخوف والقلق، لکن ليس هناك من حالة يأس وقنوط تشبه تلك التي تعاني منها وتواجهها النظم الديکتاتورية، عندما تضيق بها الدوائر وتصبح في مواجهة شعوبها، وقد تم کشف کل ما قد قامت به من أعمال وجرائم وإنتهاکات، في مثل هذه الحالة لا يوجد هناك من أي مخرج أو حلّ لهذه النظم، سوى أن تسير صوب النهايات غير الآمنة المرسومة والمحددة لها.
الاوضاع الحالية التي يواجهها النظام الايراني، والتي وصلت الى حد من الوخامة، بحيث صارت آثارها وتداعياتها تظهر على عموم المشهد الايراني، والانکى من ذلك إن هذا النظام، وعلى الرغم من إنه کان يسعى طوال الـ45 عاما الماضية للتستر والتغطية على عيوبه وأخطائه ومساوئه، لکنه يجد نفسه الان أمام حالة مختلفة تماما، بحيث تجبره على الاعتراف بالحقيقة مع الانتباه الى أنه يعترف بجانب منها وليس بکلها، ولذلك، فإننا نرى هناك إعترافات عديدة بوخامة الاوضاع وبزيادة معاناة الشعب وتفشي الفساد، غير إننا يجب أن نعلم أيضا بأن هذه الاعترافات تهدف فيما تهدف الى إمتصاص حالة الغضب العارمة لدى الشعب الايراني والتخفيف منها.
عند النظر والتأمل فيما ورد في جزء تصريحات لأحد المحللين الحکوميين، وتم نشرها في صحيفة “هم ميهن” بتاريخ 2 نوفمبر الجاري، والتي قال فيها:
“الآن، أصبحت طهران مخيرة. الأفراد، والمنظمات، والدول غالبا ما تواجه تعقيدات عند اتخاذ القرارات، وأحيانا تجد الدول نفسها مضطرة للاختيار بين أمور سيئة وأمور أسوأ بكثير، في هذا الوضع الذي نحن فيه، استمرار الحرب يعني المزيد من الضربات لإيران، وقد يتجاوز الأمر الضربات العسكرية ليصل إلى المكانة السياسية لإيران، بل وقد يشكل تهديدا وجوديا بالنسبة لنا”، فإن الذي يتوضح بجلاء إن أوضاع النظام سيئة الى حد إنها جعلت النظام أمام تهديد وجودي، لکن الاهم من ذلك هو إن النظام، وبعد فوز (دونالد) ترامب بالرئاسة (الأميركية) يجب أن ينتظر الأسوأ مما هو يعاني منه ويواجهه حاليا.
الملاحظة الاخرى التي لا بد من الالتفات لها والوقوف عندها، هي إن نشاطات وتحرکات منظمة مجاهدي خلق، الخصم الاکبر والاقوى للنظام الايراني، قد تضاعفت بصورة لم يعد بإمکان هذا النظام من التستر والتغطية عليها، ولذلك فإن توالي الاعترافات بهذه النشاطات وبتصاعد دور ومکانة هذه المنظمة على الساحة الايرانية، صار أيضا أمرا مألوفا، خصوصا وإن دور ونشاطات “منظمة مجاهدي خلق”، له علاقة وطيدة وراسخة بتصاعد التحرکات الاحتجاجية المناهضة للنظام والتي تتسع وتتزايد على أثر إنتفاضات 28 ديسمبر/کانون الاول2017، و15 نوفمبر 2019، و16 سبتمبر 2022، والتي قادتها وبإعتراف قادة النظام أنفسهم، “منظمة مجاهدي خلق”.
ما نريد أن نلفت النظر إليه، هو إن النظام الايراني وبقدر ما يعاني من الاوضاع الصعبة والوخيمة، وينعدم الامل أمامه کاملا ويجد نفسه في موقف العاجز اليائس الذي فقد زمام الامور، فإن “منظمة مجاهدي خلق” على العکس تماما من ذلك، فهي تجد نفسها على ثقة کاملة بمساعيها والنضال الذي تقوم به من أجل الحرية والديموقراطية للشعب الايراني، وإنها متفائلة وتجد دروب الامل منفتحة أمامها لعلاقتها الوطيدة والراسخة بالشعب على الضد من النظام الذي لا يوجد بينه وبين الشعب سوى العداء والکراهية والانتقام، ومن دون شك فإننا إذا ما لاحظنا بأن النظام الايراني، قد بات محاصرا بين الحالة الداخلية المعبئة ضده والعزلة الدولية القاتلة التي يعاني منها الامرين، فإنه ماض في طريق نهايته ليست في صالحه إطلاقا، طريق يبدو واضحا بأنه صار قريبا من حافة الهاوية.