مقالات

انتخابات أميركية مأزومة..!

ترامب وهاريس

“المدارنت”..
بقطع النظر عن مدى خطورة محاولة الاغتيال الثانية التي تعرض لها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من عدمها، فإنها في سياق الحملة الانتخابية المحتدمة مع منافسته الديمقراطية كامالا هاريس حدث له وقع وتأثيرات سيحاول المرشح الجمهوري استثمارها لتدارك حظوظه المهددة أمام المعسكر المنافس الذي يبدو أكثر انضباطاً وتنظيماً، وقدرة على الاستقطاب مثلما حدث في المناظرة الرئاسية الأخيرة.
أول رد فعل من حملة ترامب على حادثة إطلاق النار قرب نادٍ للغولف، يملكه الرئيس السابق في فلوريدا، كان إرسال بريد إلكتروني إلى المؤيدين والداعمين لضخ مزيد من التبرعات، فيما هاجم ترامب نفسه الرئيس جو بايدن ونائبته هاريس وحملهما مسؤولية استهدافه بسبب خطابهما المعادي بعد وصفهما إياه بأنه «تهديد للديموقراطية»، رغم أنهما سارعا إلى الاطمئنان إليه وتهنئته بالسلامة.
لكنّ المرشح الجمهوري سعى إلى تصعيد الموقف لبث مزيد من التوتر في السباق الانتخابي وربما استقطاب المزيد من المتعاطفين، خصوصاً بعد أن تراجع خلف منافسته الديمقراطية في معظم استطلاعات الرأي خلال الأسابيع القليلة الماضية، مع أن السباق مازال متقارباً ويصعب التنبؤ بنتائجه، رغم تأثيرات المناظرة الأخيرة التي اعتبرها كثيرون خدمت هاريس وعززت من حضورها أمام الناخبين.
في محاولة الاغتيال الأولى، قبل شهرين، نزف ترامب قليلاً من أذنه أمام أنصاره، وقد بدا قوياً ورابط الجأش ونجح في لعب دور الضحية، أما المحاولة الثانية فقد انتهت بدون دم ولا مشاهد لترامب في مقر إقامته، بل إن إطلاق النار الذي سمع لم يقتل أحداً. وحسب بعض المصادر، فإن المشتبه فيه لم يطلق رصاصة واحدة، وكل ما سمع هو أصوات بضع رصاصات من أحد عناصر الخدمة السرية باتجاه المتهم الذي فرَّ من المكان تاركاً بندقية من طراز كلاشينكوف قبل أن يتم القبض عليه هارباً من المكان.
محاولة الاغتيال هذه جزء من المسار الدراماتيكي لسباق الانتخابات الأمريكية المأزومة، ومن الآن حتى الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، موعد الاقتراع، لا أحد يعرف ما الذي يمكن أن يحدث في مثل هذه الأجواء المتوترة والمشدودة، وأكثر ما يخشاه المتابعون أن تكون كل هذه الأحداث مقدمة لما يمكن أن يؤول إليه المسار، في تحذيرات عدة من أزمة خطرة قد تواجه الولايات المتحدة.
وهناك مخاوف عبّر عنها بايدن بشأن نوايا المرشح الجمهوري حيال النتائج، فإذا خسر ربما لن يعترف بالهزيمة ويثير أنصاره قلاقل وأحداث عنف أسوأ مما حدث عام 2020، وإذا انتصر ربما يلجأ إلى سياسات انتقامية من خصومه، وهو ما يهدد النظام الدستوري، ويثير فتنة واسعة بين الديموقراطيين والجمهوريين، بما قد يؤثر على مصالح الولايات المتحدة حول العالم ودورها كقوة عظمى تواجه تحديات جمة من خصوم كبار من أمثال روسيا والصين.
سيلان الدم ومحاولات الاغتيال والتوتر السياسي والأمني في سياق حملة انتخابية يعد فألاً سيئاً، وعندما تكون هذه الحال في الانتخابات الأمريكية فإن الوضع يحتاج إلى كثير من التأمل والحذر مما يمكن أن يحدث في نهاية المطاف.

المصدر: إفتتاحية “الخليج” الإماراتية اليوم
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى