بهاء أبو علي وبلال واكد لبنانيان مغتربان من بلدة كامد اللوز في البقاع الغربي يحتلان المراكز الأولى في الحساب الذهني في ماليزيا
“المدارنت”..
كم هي جميلة وعظيمة الأخبار المُفرِحة، ولا سيّما أخبار النجاح والتفوّق، القادمة من أقاصي الأرضي، من المغتربات، في حين تتساقط علينا أخبار السياسيّين اللبنانيّين السيّئة الذكر كالمطر، في زمن أعادوا فيه لبنان، الذي قيل عنه في يوم من الأيام “سويسرا الشرق”، الى منافسة الدول المتخلفة، بل الأكثر تخلفًا، والتي تكابد وتكافح من أجل الخروج من حالة الجوع والعوز، الى حالة الإكتفاء والإرتقاء الى مستوى البشر على هذه البسيطة.
هي بارقة أمل، رفعها بعض الفتية من أبناء المغتربين في أميركا اللاتينية، ورسالة حبّ وودّ، بعثوا بها الى أترابهم من اللبنانيين المقيمين، مفادها، أن لا مجال لليأس في نفوس اللبنانيين المهاجرين. جاء ذلك، بعد فوز إبن بلدة كامد اللوز الفتى اللبناني الأصل بهاء عبد الله أبو علي، (ممثلًا بلده الثاني فنزويلا) بالمركز الأوّل لفئته العمرية في العالم، في مسابقة الحساب الذهني (الفوري) التي أقيمت في ماليزيا، بمشاركة ممثلي عدد كبير من دول العالم.
يذكر أن الفتى أبو علي، هو إبن المغترب اللبناني عبد الله أبو علي، من بلدة كامد اللوز في البقاع ىالغربي، والذي غادر لبنان في بداية العام 2000 الى كولومبيا، قبل إنتقاله الى فنزويلا واستقراره فيها، حيث يعمل حاليًا بالتجارة، مثل الكثيرين من أبناء بلدنا الذين هاجروا الى أصقاع الأرض، بحثًا عن لقمة العيش، بعد ان ضاقت بهم بلادهم، وحرمتهم من أبسط حقوقهم، وهي العيش في بلد آمن، يؤمن لهم كل متطلبات الحياة.
كما فاز إبن بلدة كامد اللوز، اللبناني الأصل بلال علي واكد، (ممثلًا بلده الثاني بنما) بالمركز الأول عن فئته العمرية، أيضًا، في نفس المسابقة للحساب الذهني (الفوري) والتي أقيمت في ماليزيا.

والفتى واكد، لا يختلف وضعه كثيرًا عن وضع إبن بلدته أبو علي، فقد هاجر والده منذ فترة طويلة الى بنما، حيث استقر هناك ويعمل بالتجارة، مثل غالبية اللبنانيّين المهاجرين “المهجّرين” قسرا الى بلاد الله الواسعة، في سبيل العيش الكريم.
ما يؤسف له، ويُفرح في آن، أن أبناءنا تتجلّى إبداعاتهم في الخارج، حيث للإنسان قيمة حقيقية، وأبواب التقدّم والتطور والإبداع والعطاء مشرّعة أمامهم، في حين يعيش فتياننا وشبابنا الجامعيين، في لبنان، مغمورين، مشتّتين، ضائعين، في بلد تتناتشه أنياب القيّمين على مصائر أهله من العباد والبلاد، ولا تترك له مخرجًا لائقًا الى الحياة، من دون حدّ أدنى من الإهتمام والمسؤولية.
أسرة “المدارنت” تبارك للفَتيَين أبو علي وواكد، فوزَهم، وتألقهم، ولأهلهم ومحبيهم، ولأهالي بلدة كامد اللوز، ولبنان، وتتمنى للجميع المزيد من التألق والتقدم.. وتؤكد أن لبنان يكبر بأمثال هؤلاء الفتيان، الذين يمثلون الأمل المشرق للبنانيين في المستقبل.