بيان مشترك وقّعت عليه وحدي..!

“المدارنت”..
إلى بعض الأخوة العلويّين.. أكره أن استعمل تسميات طائفية، لكن يضطر الإنسان أحيانا من أجل إيصال رسالة، ولي بينكم أصدقاء وصديقات، عشت بينهم في عدرا والجريدة، أحبهم ويحبونني.
أولا، يجب أن تسلّموا أن مرحلة قاتمة مدمرة قاتلة، طُويت وإلى الأبد في سوريا، ولن تعو، وبدأت مرحلة جديدة، علينا أن نسهم جميعنا في صياغتها، لتعود سوريا بلدًا حضاريّا راقيًا، تليق بتاريخها وعظمة شعبها وتضحيات أبنائها.
عليكم أن تعرفوا بعض الحقائق:
– تقصّد حافظ الأسد ألا يقيم مشاريع صناعية أو خدمية في الساحل، تُوفر فرص عمل لشبابكم، كي يذهب الجميع الى الجيش والمخابرات والشرطة ومفاصل الدولة.
– حوّل الكثير من شبابكم خصوصاً الضباط وعناصر الفروع الأمنية والسجون.. إلى وحوش حقيقية كاسرة، لا تعرف الرأفة، منذ مذابح حماة وجسر الشغور والمشارقة، وصولا الى “الهولوكوست” الأخير، فخرّب نفوسهم، وهذا سينعكس حتى على الأسرة والأبناء، لأن المجرم لن يربّي ابنه على المحبة والألفة، بل على الاجرام والسطو والتشليح والتشبيح والتعفيش وغيره، ورتّب التزامات وفواتير رهيبة عليكم وعلى أحفادكم لأجيال وحيوات عدة.
– بنى حاجزًا من الكراهية بينكم وبين أخوتكم السوريين، يحتاج عقودًا كي يهدم.
– قدمتم 170 ألف قتيلًا، وربما مثلهم جرحى ومعوّقين على مذبح كرسي النظام، من أجل ماذا؟!
– رأيتم القصور الهائلة وحدائقها الشاسعة وآلاف السيارات الفارهة المصفحة، عند المسخ ماهر (الأسد) وعشرات من كبار المسؤولين، وأنتم لا تجدون قوت يومكم، وفي لحظة الحقيقة، ركبوا الطائرةـ وهربوا وتركوا عناصر الجيش والفروع (الأمنية والعسكرية) وأنتم لمصيركم.
– قلنا مرارًا: الطائرة لا تتّسع لطائفة، وقلنا مرارًا: الطائفة قد تحمي مؤقتًا، لكن الدولة الحقيقية والوطن الحقيقي يحمي دائما.
– لا تقولوا: النظام لم يكن طائفيًا، وأن فيه من كل الطوائف.
– نعم كان فيه غلمان من كل الطوائف، وهم أقرب الى المرتزقة المتنفعين الضعفاء، لأن اي عريف أمني علوي وليس ضابطًا يسوق القيادتين القطرية، ومعهم مجلس الوزراء والجبهة الوطنية اللا تقدمية الى السجن والى الذل قبله.
– لا تلتفتوا لفلول النظام، ولا لتحريض داعميه الشعوبيّين، وهم أدوا دور السرطان، الذي خرّب ونهب ودمر المنطقة، واستثمر المذهبية الشيعة العرب تحت شعار آل البيت، وآل البيت منهم براء.
– المراقد منذ 1400 سنة في مناطق سنيّة، ولم تتعرض لأذى، ولن يؤذيها أحد سوى المذهبيّون من كل مكان الذين جاء بهم آل الاسد، كما حصل في سامراء في تفجير مرقد الإمام العسكري قبل سنوات، لتأجيج الفتنة بين السنة والشيعة، وكما كان سيحصل في السيدة زينب قبل شهر.
– لا تكونوا مجدداً ضحية مشاريع سلطوية وانفصالية، ظاهرها مصلحتكم وخلاصتها الإجهاز عليكم وتفتيت البلد.
– نعم حصلت تجاوزات، بعضها غير مسؤول ومرفوض، وبعضها الآخر صناعة فلول النظام وعملائه لزعزعة عملية بناء المرحلة الجديدة والاستقرار، ولتأجيج الاحتقان والدفع نحو نوازع التمرد والإنفصال.
– استنادا لفظاعات النظام المدحور؛ من قتل مليون ونصف مواطن، منهم نصف مليون تحت التعذيب الوحشي، وتدمير المدن وتهجير 12 مليون شخص، توقعنا أن تحصل مذابح كبيرة، لكن والحمد لله انقضت بالحدود الدنيا.
– أمر عادي وحتمي، أن يُعتقل كل مرتكب ويحاسب، ونرفض أن يتحمّل أحد وِزْر أحد، ورأيتم إطلاق سراح الكثيرين ممن ثبت براءتهم.
– ليس مقبولًا أن يتباكى البعض على اعتقال سفاح ويتظاهر بالمظلومية، ويستنفر عواطف الناس ويحرّض.
– حان الوقت بعد كل الدماء التي سالت، والمآسي والدمار، أن نتعاضد جميعًا لبناء وطن حقيقي، عادل وآمن.
لكم محبتي.. عاشت سوريا..