مقالات
تداعيات «صاروخ مجدل شمس»!
“المدارنت”..
حادثة مجدل شمس التي شهدت سقوط صاروخ على ملعب في الجولان السوري المحتل، أثارت العديد من التساؤلات حول احتمالية اندلاع صراع جديد، قد يشعل لبنان، والمنطقة بأسرها. هذه الحادثة الدامية التي أسفرت عن مقتل 12 شخصاً، شكلت نقطة تحول خطرة في التوترات المتصاعدة بين “إسرائيل” (كيان الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة) و«حزب الله»، ما جعل لبنان والمنطقة، محط اهتمام، إقليمي ودولي. ورغم نفي «حزب الله» مسؤوليته عن الحادثة، إلا أن “إسرائيل” استخدمته ذريعة لتصعيد التوتر بالمنطقة.
وردّت “إسرائيل” على الحادثة باغتيال أحد القدة العسكريين في «حزب الله» من خلال استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت. وتداعيات الحادثة لم تقتصر على الجانب العسكري، بل امتدت لتشمل الساحة، الديبلوماسية والاقتصادية، أيضاً. فقد سارعت العديد من الدول إلى تعليق رحلاتها الجوية إلى بيروت، وتل أبيب، وأطلقت دعوات لإجلاء رعاياها، ما عكَس حالة من الهلع والتحسب من تصعيد محتمل، قد يجرّ المنطقة إلى فوضى لا تُحمد عقباها. على الجانب الآخر، تكثفت الجهود الديبلوماسية من قبل الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، لمنع تفاقم الأوضاع واحتواء التصعيد. هذه المساعي تعكس حرص المجتمع الدولي على الحفاظ على الاستقرار في منطقة تعاني، أصلاً، أزمات متعددة.
بعد اغتيال القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر، عمدت “إسرائيل” إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، من دون إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية. ورغم عدم إعلان “إسرائيل” رسمياً، مسؤوليتها عن اغتيال هنية. عملية اغتيال هنية قد تكون جزءاً من استراتيجية لإضعاف إيران، وجرّ الولايات المتحدة للتورط في الصراع، نظراً لالتزامها بحماية حليفها “الإسرائيلي”. هذه الديناميكية تعكس تعقيدات العلاقات “الإسرائيلية”/ الأمريكية، وتبرز كيف يمكن للأحداث الإقليمية أن تؤثر في الحسابات، السياسية والأمنية، العالمية.
في هذا السياق، يبقى السؤال الرئيسي: هل يستطيع المجتمع الدولي كبح جماح التوترات المتصاعدة، أم أن المنطقة على شفا حرب شاملة؟ التطورات المقبلة ستحدد ما إذا كانت جهود التهدئة ستنجح، أم أن المنطقة ستنجر نحو صراع جديد يزيد من تعقيداتها، السياسية والأمنية. الإجابة عن هذا السؤال تتطلب تحليلاً نقدياً للعديد من العوامل، الداخلية والخارجية، المؤثرة في الطرفين. التصعيد إلى حرب شاملة قد تكون له عواقب إقليمية وخيمة، مع إمكانية توسع رقعة الصراع ليشمل مناطق أوسع.
في الوقت الراهن، تواجه “إسرائيل” تحديات داخلية على الصعيدين، العسكري والسياسي، لاسيما مع استمرارها في التعامل مع تداعيات حرب غزة. ومع صعوبة اتخاذ استراتيجيات واضحة لإنهاء الصراع والوصول إلى اتفاق في غزة، يصعب على “إسرائيل” اتخاذ قرار باللجوء إلى حرب واسعة النطاق في الوقت الحالي. في المقابل، شهد «حزب الله» تطوراً ملحوظاً منذ حرب 2006، حيث اكتسب خبرة قتالية أوسع، وطوّر ترسانته بأسلحة متقدمة، ما يجعله خصماً شديد الخطورة. «حزب الله» يمتلك الآن قدرات عسكرية، وترسانة صواريخ ضخمة، تجعل أي مواجهة معه مكلفة جداً بالنسبة لـ”إسرائيل”. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، قد يطلق «حزب الله» ما يصل إلى 3 آلاف صاروخ يومياً في حال اندلاع حرب شاملة، ما يضع المدن والمستوطنات “الإسرائيلية” تحت التهديد.
هذا السيناريو سيؤدي إلى نزوح مئات الآلاف من المستوطنين، ويخلق حالة من الذعر، وعدم الاستقرار الداخلي، ما يزيد من صعوبة المواجهة على “إسرائيل”، ويفرض عليها تكاليف، بشرية واقتصادية، ضخمة.
واستناداً إلى المعطيات الحالية، يبقى احتمال تصعيد الحرب في المنطقة إلى حرب شاملة غير مؤكد. وقد نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين إيرانيين أن القادة العسكريين الإيرانيين يخططون لتنفيذ هجمات محدودة تستهدف أهدافاً عسكرية فقط، مع تجنب الضربات على الأهداف المدنية. في المقابل، أكدت “إسرائيل” جاهزيتها واستعدادها لأي حرب شاملة، ما يعكس حالة التوتر القائم.
وفقاً لتقرير نشرته «سكاي نيوز عربية»، تواجه إيران الآن تحدياً كبيراً في كيفية الرد على العمليات التي نفذتها إسرائيل. وإذا لم يكن ردها قوياً بما يكفي، قد يؤدي ذلك إلى إضعاف قوتها الردعية، وإثارة غضب شعبي داخلي. وإذا كان ردها مفرطاً، فقد يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
في ضوء هذه العوامل، يبدو أن الطرفين يسعيان لتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة. ومن المتوقع أن تواصل “إسرائيل” استراتيجيتها في تنفيذ ردود عسكرية محدودة، مركزة على استهداف الأهداف التكتيكية، بدلاً من فتح جبهة واسعة قد تستنزفها، وتعرّضها لمخاطر أكبر. في المقابل، من المرجح أن تستمر إيران، وحلفاؤها، في استعراض القوة من خلال ردود فعل محسوبة، مع الحرص على عدم تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تؤدي إلى تصعيد شامل.
الديبلوماسية ستظل تلعب دوراً محورياً في تهدئة الأوضاع، حيث ستستمر الجهود الدولية، لا سيما من القوى الكبرى، في محاولة لاحتواء التصعيد، والحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وفي النهاية، رغم أن المستقبل يبقى غير مؤكد، إلا أن تحليل العوامل الحالية يشير إلى أن الحرب الشاملة بين “إسرائيل” وإيران وحلفائها، غير واردة، على الأقل في المدى القريب.
ويبقى السؤال: هل سيكون الرد على الاغتيالات “الإسرائيلية” حاداً ويصعّد الصراع إلى مستويات أكبر، أم سيكون محدوداً ويفتح الباب أمام الحلول الدبلوماسية وتنفيذ القرارات الدولية، بما فيها القرار 1701؟.
وردّت “إسرائيل” على الحادثة باغتيال أحد القدة العسكريين في «حزب الله» من خلال استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت. وتداعيات الحادثة لم تقتصر على الجانب العسكري، بل امتدت لتشمل الساحة، الديبلوماسية والاقتصادية، أيضاً. فقد سارعت العديد من الدول إلى تعليق رحلاتها الجوية إلى بيروت، وتل أبيب، وأطلقت دعوات لإجلاء رعاياها، ما عكَس حالة من الهلع والتحسب من تصعيد محتمل، قد يجرّ المنطقة إلى فوضى لا تُحمد عقباها. على الجانب الآخر، تكثفت الجهود الديبلوماسية من قبل الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا، لمنع تفاقم الأوضاع واحتواء التصعيد. هذه المساعي تعكس حرص المجتمع الدولي على الحفاظ على الاستقرار في منطقة تعاني، أصلاً، أزمات متعددة.
بعد اغتيال القيادي في «حزب الله» فؤاد شكر، عمدت “إسرائيل” إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية في طهران، من دون إبلاغ الولايات المتحدة الأمريكية. ورغم عدم إعلان “إسرائيل” رسمياً، مسؤوليتها عن اغتيال هنية. عملية اغتيال هنية قد تكون جزءاً من استراتيجية لإضعاف إيران، وجرّ الولايات المتحدة للتورط في الصراع، نظراً لالتزامها بحماية حليفها “الإسرائيلي”. هذه الديناميكية تعكس تعقيدات العلاقات “الإسرائيلية”/ الأمريكية، وتبرز كيف يمكن للأحداث الإقليمية أن تؤثر في الحسابات، السياسية والأمنية، العالمية.
في هذا السياق، يبقى السؤال الرئيسي: هل يستطيع المجتمع الدولي كبح جماح التوترات المتصاعدة، أم أن المنطقة على شفا حرب شاملة؟ التطورات المقبلة ستحدد ما إذا كانت جهود التهدئة ستنجح، أم أن المنطقة ستنجر نحو صراع جديد يزيد من تعقيداتها، السياسية والأمنية. الإجابة عن هذا السؤال تتطلب تحليلاً نقدياً للعديد من العوامل، الداخلية والخارجية، المؤثرة في الطرفين. التصعيد إلى حرب شاملة قد تكون له عواقب إقليمية وخيمة، مع إمكانية توسع رقعة الصراع ليشمل مناطق أوسع.
في الوقت الراهن، تواجه “إسرائيل” تحديات داخلية على الصعيدين، العسكري والسياسي، لاسيما مع استمرارها في التعامل مع تداعيات حرب غزة. ومع صعوبة اتخاذ استراتيجيات واضحة لإنهاء الصراع والوصول إلى اتفاق في غزة، يصعب على “إسرائيل” اتخاذ قرار باللجوء إلى حرب واسعة النطاق في الوقت الحالي. في المقابل، شهد «حزب الله» تطوراً ملحوظاً منذ حرب 2006، حيث اكتسب خبرة قتالية أوسع، وطوّر ترسانته بأسلحة متقدمة، ما يجعله خصماً شديد الخطورة. «حزب الله» يمتلك الآن قدرات عسكرية، وترسانة صواريخ ضخمة، تجعل أي مواجهة معه مكلفة جداً بالنسبة لـ”إسرائيل”. وبحسب التقديرات الإسرائيلية، قد يطلق «حزب الله» ما يصل إلى 3 آلاف صاروخ يومياً في حال اندلاع حرب شاملة، ما يضع المدن والمستوطنات “الإسرائيلية” تحت التهديد.
هذا السيناريو سيؤدي إلى نزوح مئات الآلاف من المستوطنين، ويخلق حالة من الذعر، وعدم الاستقرار الداخلي، ما يزيد من صعوبة المواجهة على “إسرائيل”، ويفرض عليها تكاليف، بشرية واقتصادية، ضخمة.
واستناداً إلى المعطيات الحالية، يبقى احتمال تصعيد الحرب في المنطقة إلى حرب شاملة غير مؤكد. وقد نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين إيرانيين أن القادة العسكريين الإيرانيين يخططون لتنفيذ هجمات محدودة تستهدف أهدافاً عسكرية فقط، مع تجنب الضربات على الأهداف المدنية. في المقابل، أكدت “إسرائيل” جاهزيتها واستعدادها لأي حرب شاملة، ما يعكس حالة التوتر القائم.
وفقاً لتقرير نشرته «سكاي نيوز عربية»، تواجه إيران الآن تحدياً كبيراً في كيفية الرد على العمليات التي نفذتها إسرائيل. وإذا لم يكن ردها قوياً بما يكفي، قد يؤدي ذلك إلى إضعاف قوتها الردعية، وإثارة غضب شعبي داخلي. وإذا كان ردها مفرطاً، فقد يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب شاملة في المنطقة.
في ضوء هذه العوامل، يبدو أن الطرفين يسعيان لتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة. ومن المتوقع أن تواصل “إسرائيل” استراتيجيتها في تنفيذ ردود عسكرية محدودة، مركزة على استهداف الأهداف التكتيكية، بدلاً من فتح جبهة واسعة قد تستنزفها، وتعرّضها لمخاطر أكبر. في المقابل، من المرجح أن تستمر إيران، وحلفاؤها، في استعراض القوة من خلال ردود فعل محسوبة، مع الحرص على عدم تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تؤدي إلى تصعيد شامل.
الديبلوماسية ستظل تلعب دوراً محورياً في تهدئة الأوضاع، حيث ستستمر الجهود الدولية، لا سيما من القوى الكبرى، في محاولة لاحتواء التصعيد، والحفاظ على الاستقرار في المنطقة. وفي النهاية، رغم أن المستقبل يبقى غير مؤكد، إلا أن تحليل العوامل الحالية يشير إلى أن الحرب الشاملة بين “إسرائيل” وإيران وحلفائها، غير واردة، على الأقل في المدى القريب.
ويبقى السؤال: هل سيكون الرد على الاغتيالات “الإسرائيلية” حاداً ويصعّد الصراع إلى مستويات أكبر، أم سيكون محدوداً ويفتح الباب أمام الحلول الدبلوماسية وتنفيذ القرارات الدولية، بما فيها القرار 1701؟.