ترامب يستهل جولته الخليجية بلقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض

“المدارنت”
التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم، ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مستهل جولة في منطقة الخليج، تستغرق أربعة أيام، وسيتم التركيز فيها على صفقات اقتصادية أكثر من الأزمات الأمنية التي تعصف بالمنطقة، بدءاً من حرب غزة، وصولاً إلى خطر التصعيد بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ووصل ترامب برفقة وفد أميركي إلى مطار الملك خالد في الرياض، حيث كان في استقباله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ووفد سعودي رفيع المستوى. وتبادل الزعيمان، خلال استراحة قصيرة في صالة التشريفات بالمطار، الأحاديث الودية، وتناولا القهوة السعودية.
وانتقل الزعيمان إلى قصر اليمامة في الرياض، حيث عقد لقاءً موسّعًا بين الوفدين السعودي والأميركي، على أن يتجه ترامب إلى قطر غداً الأربعاء، وبعدها إلى الإمارات يوم الخميس. وترافقه في هذه الزيارة نخبة من قادة الأعمال الأميركيين الأقوياء، منهم الرئيس التنفيذي لشركة تسلا ومستشاره إيلون ماسك. وقال ترامب أيضاً إنه قد يسافر، يوم الخميس، إلى تركيا للمشاركة في محادثات محتملة قد تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجهاً لوجه.
وفي الموازاة، انطلقت في مدينة الرياض اليوم، أعمال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، بمشاركة المسؤولين في البلدين، وذلك في مركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، وفق وما ذكرته وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وهذه هي الزيارة الخارجية الثانية للرئيس الأميركي منذ توليه منصبه، بعد زيارته روما لحضور جنازة البابا فرنسيس. وتأتي الزيارة في ظل توتر جيو-سياسي، فبالإضافة إلى الضغط من أجل تسوية الحرب في أوكرانيا، تسعى الإدارة الأميركية لإيجاد آلية جديدة بشأن غزة التي دمرتها الحرب، وتحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الموافقة على اتفاق جديد لوقف إطلاق النار هناك. والتقى مفاوضون أميركيون وإيرانيون، الأحد، في عُمان، لمناقشة اتفاق محتمل لكبح البرنامج النووي الإيراني. وهدد ترامب بعمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الجهود الدبلوماسية. لكن بغض النظر عن احتمال زيارته تركيا، فإن هذه النقاط ليست محط تركيز جولة ترامب بالشرق الأوسط، وفق ما هو مقرر حتى الآن.
ومن المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة والسعودية وقطر والإمارات عن استثمارات محتملة بتريليونات الدولارات، وتعهدت السعودية بالفعل في يناير/ كانون الثاني، باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة، لكن ترامب قال إنه سيطلب تريليون دولار كاملة. وبالإضافة إلى ماسك، يشارك في هذه الرحلة قادة شركات، بينهم لاري فينك الرئيس التنفيذي لـ”بلاك روك”، وجين فريزر الرئيسة التنفيذية لـ”سيتي غروب”. كما يسافر بصحبة الرئيس وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث.
وقالت مصادر لـ”رويترز”، إنه من المتوقع أن يعرض ترامب على السعودية صفقة أسلحة تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار خلال وجوده في الرياض، والتي قد تشمل مجموعة من الأسلحة المتطورة، منها طائرات نقل من طراز سي-130. ولفتت المصادر إلى أنه من المتوقع أيضاً أن تتجنب الولايات المتحدة والسعودية مسألة التطبيع بين الرياض وإسرائيل تماماً، حتى رغم كون ذلك أهم أهداف ترامب الجيو-سياسية في المنطقة.
ولفت مبعوث ترامب إلى المنطقة ستيف ويتكوف، الأسبوع الماضي، إلى أنه يتوقع قريباً إحراز تقدم في ما يتعلق بتوسيع نطاق اتفاقيات أبراهام، وهي مجموعة من الاتفاقات التي توسط فيها ترامب خلال ولايته الأولى، والتي شملت تطبيع إسرائيل مع أربع دول عربية هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. غير أن مصادر قالت لـ”رويترز” إن إحراز مثل هذا التقدم بشأن محادثات مع الرياض مستبعد، بسبب معارضة نتنياهو لوقف الحرب على غزة بشكل دائم، ومعارضته إقامة دولة فلسطينية. ومن المتوقع أن تركز زيارتا ترامب الثانية والثالثة لقطر والإمارات على الترتيب على مسائل اقتصادية أيضاً.