تصاعد التحريض “الإسرائيلي” على سوريا!
“المدارنت”
بعد توتر أمني في ريف دمشق على مدى اليومين الماضيين، تصاعدت الخميس، وعلى نحو ملحوظ حملات تحريض إسرائيلية سياسية وعسكرية ضد الإدارة السورية الجديدة، في انتهاك صريح ومستمر لسيادة البلد العربي.
وتصاعدت حملات التحريض الإسرائيلية على الإدارة السورية الجديدة بعد توترات أمنية شهدتها منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا في محافظة ريف دمشق الثلاثاء والأربعاء، وتدخلت فيها تل أبيب بغارات أودت بحياة مدنيين سوريين بينهم دروز.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، في بيان مشترك، الغارات بأنها “عملية تحذيرية” بزعم منع “أيّ مساس بالطائفة الدرزية في سوريا.
وعبر منصة إكس، ادّعى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن “الأقليات في سوريا، وعلى رأسها الطائفة الدرزية، تتعرض لاضطهاد من قبل النظام (الإدارة الجديدة) ومليشياته”، وفق تعبيره.
أضاف: “أدعو المجتمع الدولي إلى عدم غضّ الطرف عن الأحداث الصعبة التي تشهدها سوريا في الأشهر الأخيرة، والقيام بدوره في حماية الدروز من بطش النظام وعصاباته”، على حد قوله.
وفي تحرك مماثل، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان صدر عن مكتبه بمهاجمة سوريا مجددا.
وتابع كاتس: “أكرر تحذيري لرئيس النظام السوري، إذا لم تتوقف الاعتداءات على الدروز في البلاد، فسنردّ بقسوة بالغة”، على حد تعبيره.
وفي انتهاك جديد لسيادة سوريا، قال كاتس: “عقب الاعتداءات التي وقعت أمس (الأربعاء) على الدروز في سوريا، وجّه رئيس الحكومة وأنا الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عدد من الضربات التحذيرية ضد عناصر متطرفة، كما تم نقل رسالة واضحة للنظام السوري تؤكد أنه مسؤول عن منع هذه الاعتداءات”.
وزعم وزير الدفاع الإسرائيلي: “نحن ملتزمون بحماية الطائفة الدرزية”.
وهذه ليست المرة الأولى التي يحرّض فيها ساعر وكاتس ومسؤولون إسرائيليون آخرون على الإدارة الجديدة بسوريا، بزعم أنها “تقمع” الأقليات.
وفي الاتجاه نفسه، دعا عضو الكنيست عن حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان، حكومته إلى “التحرك الفوري” لوقف ما أسماه “القتل” في سوريا، زاعما بالقول: “هذا واجبنا الأخلاقي والتاريخي تجاه الطائفة الدرزية”.
أضاف ليبرمان في منشور عبر منصة إكس: “لا يمكن لإسرائيل أن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما يحدث ضد الدروز في سوريا”.
وفي دعوة صريحة لانتهاك سيادة البلد العربي، قالت هيئة البث العبرية الرسمية إن مئات العسكريين الدروز في الجيش الإسرائيلي أطلقوا نداءً إلى رئيس الوزراء ووزير الدفاع لدخول سوريا بزعم “حماية” عائلاتهم.
وفي وقت سابق الخميس، حذّر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، من دعوات التدخل الخارجي في بلاده، مؤكدا أن الحوار بين مكوّنات الشعب هو “السبيل لتحقيق الاستقرار”.
وشهدت منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا في محافظة ريف دمشق، يومي الثلاثاء والأربعاء، توترات أمنية إثر مقتل 16 شخصا بينهم مدنيون وعناصر أمن بهجمات نفذتها “مجموعات خارجة عن القانون”، على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية، تضمّن “إساءة” للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ووفق مصادر رسمية، تمكّنت قوات الأمن من استعادة الهدوء في المنطقتين اللتين يتركز فيهما سكان من الطائفة الدرزية بالتنسيق مع وجهائهما، بعد سقوط ضحايا مدنيين وعناصر أمن بهجمات شنتها مجموعات مسلحة “خارجة عن القانون” تسعى “للفوضى وإحداث فتنة”.
وأعلنت مديرية الأمن العام في ريف دمشق، مساء الأربعاء، انتهاء العملية الأمنية في صحنايا والتوصل إلى “اتفاق مبدئي” لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا، وتشكيل لجنة مشتركة لحل أزمة التوترات الأمنية في المنطقتين.
فيما أعلنت الحكومة السورية، مساء الخميس، توصلها إلى اتفاق مع أهالي مدينة جرمانا بريف دمشق، يقضي بتعزيز الأمن وتسليم السلاح للدولة، وفق بيان نشرته محافظة ريف دمشق على قناتها الرسمية بمنصة تليغرام.
وضمن مزاعم دفاعها عن حقوق الدروز في سوريا، شنّت إسرائيل الأربعاء، غارات جوية على محيط منطقة أشرفية صحنايا وأسقطت ضحايا من المواطنين الدروز، وفق وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات متصاعدة من محاولات إسرائيل استغلال الدروز لفرض تدخلها في سوريا، في وقت تؤكد فيه دمشق أن جميع مكونات الشعب متساوون في الحقوق.
ومنذ عام 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشنّ تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى إلى مقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.