تظاهرة طلابية حاشدة تنطلق من الجامعة الأميركية في بيروت إلى مقر السفارة البريطانية!
المدارنت”..
شهدت العاصمة اللبنانية، بيروت، عصر أمس، يوم الأربعاء، الواقع فيه 15 أيار/ مايو، تظاهرة كبيرة إحياء لذكرى النكبة الفلسطينية السادسة والسبعين، والتي يتزامن حلولها مع استمرار حرب الإبادة الأإرهابية الصهيونية، على قطاع غزة لليوم الـ222.
وتجمع طلاب من الجامعة الأميركية وجامعات أخرى في لبنان، أمام مقر الجامعة الأمريكية في منطقة الحمرا، بدع
د والذي صدح بقوة على أبواب الجامعة الأمريكية، دفع الطلاب الموجودين داخل الجامعة إلى اللحاق بالمحتشدين، وكلما ارتفع الصوت والهتاف كلما التف طلاب آخرون حول التجمع الذي انطلق في تظاهرة حاشدة إلى محيط السفارة البريطانية، بمشاركة مئات الطلاب الفلسطينيين واللبنانيين من معظم الجامعات اللبنانية (الأمريكيةـ، اللبنانية الدولية، العربية، العربية المفتوحة، الجامعة الإسلامية).
رفعت المشاركون في التظاهرة، أعلام فلسطين، ولافتات تعبر عن القهر والغضب والاستنكار من الدور السلبي الذي يلعبه المجتمع الدولي إزاء المحرقة التي ترتكب في قطاع غزة، وهتافات تُحيّي أهالي القطاع المحاصر والمقاومة الفلسطينية، وتنادي بتحرير فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم الفلسطينية المحتلة عام 1948.
لا يبعد مقر السفارة البريطانية كثيراً عن موقع انطلاق المظاهرة، وتوزع عناصر الأمن والشرطة بكثافة على طول الطريق، ومنعوا المتظاهرين من التقدم للاقتراب كثيراً من السفارة، رغم محاولات منهم بالقفز فوق السياج الأمني الذي وضعته الشرطة، هاتفين “فليسقط وعد بلفور”.
ويتهم الفلسطينيون والعرب بريطانيا بلعب الدور الأساسي في حدوث نكبة الفلسطينيّين عبر إصدارها “وعد بلفور”، الذي شكل اللبنة الأولى لموجات الاستيطان الصهيوني وسرقة الأرض الفلسطينية تحت قوة السلاح والمجازر وتهجير نحو مليون فلسطيني عام 1948، ومن ثم إنشاء وطن قومي لليهود، وفق ما نصّ عليه الوعد المشؤوم، على أرض فلسطين، سمّي “إسرائيل” الكيان الذي ما يزال يرتكب المجازر بحق الفلسطينيين.
مستلهمين من الحراك الطلابي العالمي المتصاعد ضد حرب الإبادة الإرهابية الصهيونية، على قطاع غزة، ومن التاريخ الحافل للحراك الطلابي على مدى العقود السابقة، أظهر الطلاب المشاركون حماساً كبيراً خلال المظاهرة، وقال بعضهم لموقعنا: إن الطلاب هي الفئة الفتية المتعلمة التي تستطيع تغيير الموازيين إن امتلكت الإرادة والثبات والاستمرارية.
وقال طالب كلية الطب في الجامعة العربية ببيروت وعضو الحراك الطلابي عبد الرحمن كسار: “أتينا اليوم في ذكرى النكبة لننطلق من أمام الجامعة الأمريكية في بيروت وصولاً الى السفارة البريطانية التي أعطت الوعد المشؤوم، “وعد من لا يملك لمن لا يستحق”، لنؤكد أننا كطلاب على المسار الصحيح مع إخواننا في فلسطين ومع ضيوفنا الفلسطينيين في لبنان، ولنؤكد أن ذكرى النكبة لن تذكرنا إلا بالتحرير والعودة اللذين سيتحققان يوماً ما”.
أضاف كسار لـ”بوابة اللاجئين الفلسطينيين”: إن اختيار الانطلاق من أمام الجامعة الأمريكية في بيروت جاء لما يمثله من رمزية للطلاب الثائرين في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، واستكمالاً لما يفعلوه هناك في جامعاتهم لأجل دعم الحق الفلسطيني.
وأوضح: “بعد مشاهدتنا الحراك الطلابي الغربي الذي يثور في وجه حكوماته الداعمة للكيان الصهيوني، كان حرياً بنا نحن كطلاب عرب أن نكون على رأس هذا الحراك الغاضب والهادر، ونكون على قلب رجل واحد لنقول: إننا مع القضية الفلسطينية حتى النفس الأخير”.
ريم مصطفى طالبة السنة الثانية في الإعلام أوضحت لموقعنا أن الحراك من أمام الجامعة الأمريكية في بيروت وصولاً إلى السفارة البريطانية يهدف إلى توجيه رسالة إلى الحكومات الغربية الداعمة للاحتلال “الإسرائيلي” وهي “أن يتوقفوا عن هذا الدعم الملطخ بدماء أطفال ونساء غزة ويتحركوا لإيقاف حمام الدم المسفوك في قطاع غزة، الذي يستكمل جرائم التطهير العرقي المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني منذ 76 سنة”.
وأشارت إلى أن “هذا الصوت المرتفع أمام السفارة البريطانية سيسمعه أهلنا في فلسطين وسيدركون أننا معهم ولن نتركهم لوحدهم حتى التحرير والعودة وإنهاء الاحتلال الصهيوني وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر”.
شذى الأنس طالبة فلسطينية في الجامعة الدولية اللبناني قالت: إنها جاءت مع الطلاب لتشارك في هذه المسيرة لكي يفهم العالم كله “أننا شعب يباد عن بكرة أبيه ونحن لن نكف عن النضال من أجل نيل الحرية شاء من شاء وأبى من أبى”.
من جهتها، أكدت الطالبة في الجامعة اللبنانية، ريم إسماعيل، أن المشاركة في هذه المسيرة ليرى العالم كله أن “الطلاب الفلسطينيين واللبنانيين يتضامنون اليوم ليس فقط من الشعب الفلسطيني، بل أيضاً مع الطلاب فيس الجامعات الغربية الذين يتعرضون للعنف من قبل حكوماتهم لأنهم قرروا الانحياز إلى الحق وطالبوا بالعدالة للشعب الفلسطيني، ولنذكر أنفسنا أن هذا الحراك واجب علينا كي لا نعتاد مشهد الدم المسفوك آلام الفلسطينيين العميقة في قطاع غزة، والتي لا تشكل سوى امتداداً أقسى للآلام التي تجرعها الفلسطينيون طيلة 76 عاماً”.
وترى اسماعيل، أن طلاب الجامعات قادرون على تحقيق تأثير كبير فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وقادرون على التأثير، والدليل على ذلك أن اطفال غزة حملوا لافتات شكر للحراك الطلابي العالمي الذي انطلق من أجلهم.
أما الطالبة اللبنانية، فاطمة نور الدين، التي تدرس الصيدلة في “الجامعة الإسلامية”، وتتّشح بالعلم الفلسطيني، تؤكد أن مشاركتها في المظاهرة جاءت لتوصل رسالة واحدة وهي: “أن المجازر التي ترتكب في الجنوب اللبناني والمجازر التي ترتكب في قطاع غزة، مرتكبها مجرم واحد وهو إسرائيل المدعومة أوروبياً وأمريكياً” بحسب تعبيرها.