تربية وثقافة
تقدير الذات.. مرآة الروح وانعكاس الصورة الذهنية..
خاص “المدارنت”..
يعرّف تقدير الذات، بأنه تقييم الفرد لنفسه سواء أكان التقدير سلبيًا او ايجابيًا، تمامًا كبناء نفسي كما صوره العلماء، كمحدد لبعض المخرجات، مثل الانجازات الأكاديمية، والرضى عن النفس او العكس.
يعتبر علماء النفس، تقدير الذات سمة شخصية على سبيل المثال: انا انسان ناجح أشعر بالسعادة حيال هذا الأمر. او انا انسان فاشل أشعر بالسوء بشكل عام. اعتبرت العديد من النظريات ان تقدير الذات هو حاجة بشرية اساسية، إذ شمله عالم النفس الاميركي ابراهام ماسلو، ضمن التسلسل الهرمي للاحتياجات. شرح فيهما نوعين مختلفين من التقدير. الحاجة الى إحترام الآخرين في صورة النجاح والإعجاب.
الحاجة لإحترام الذات في صورة حب النفس والثقة الداخلية. إن تقدير الذات مهم، لانه يرينا رأينا فيما نحن عليه ومعنى قيمتنا الشخصية فيؤثر على ما نحن عليه كما ينعكس على علاقتنا بالآخرين.
يعتقد كارل روجرز، ان كل إنسان من دون استثناء، جدير بالاحترام غير المشروط من الجميع؛ كما يستحق أن يقدر ذاته و ان يقدره الاخر. ان التقدير الصحي المنشود يتكون من الشعور بالقيمة فيشعر الشخص بأن له أهمية وله قيمته ومكانته بين من ينتمي إليهم وينشأ بالاساس من احترام الوالدين لأولادهم في فترة التنشئة.
الشعور بالكفاءة: هو اعتقاد الإنسان بأنه يستطيع القيام بالمهام والأعمال وإنجازها على الوجه المطلوب. هناك عناصر عدة تسبب تدن في تقدير الذات علينا تعلم كيفية معالجتها والتغلب عليها. احتقار النفس: نمر جميعنا بلحظات نكره فيها أنفسنا لكن الوصول لمرحلة الاحتقار يعتبر إشارة واضحة لتدني تقدير الذات. مشاعر الغضب تجاه ما نحن عليه و عدم القدرة على مسامحة أنفسنا حتى الأخطاء البسيطة جدا”. تغيير الحوار الداخلي و ضرورة إسكات هذا الصوت الداخلي و الخفي و التفكير تلقائيا” بإيجابية و مسامحة أنفسنا على الأخطاء فليس هناك شخص مثالي تماما” فنحن بشر فينا من الخير و الشر و علينا التحكم بأنفسنا لتجنب الوقوع في الخطأ.
ولذلك، علينا تحدي المعتقدات السلبية التي انتقلت إلينا من الآخرين، لذا ينبغي ألّا نجعلها حقائق راسخة وضرورة بناء معتقدات إيجابية بالطريقة الصحيحة لضمان تقدير ذاتي عال. الهوس بالكمال هو أحد اهم الجوانب المدمرة لتدني تقدير الذات.
فالشخص المهووس بالكمال، يعيش احساسًا دائمًا بعدم الرضى عن إنجازاته، مهما كانت عظيمة. وبالتالي، لا بد من وضع توقعات واقعية تجاه النفس والتفكير بالسعي نحو تحقيقها. هناك فرق كبير بين ان تفشل في تحقيق امر ما وبين ان تكون عاجزًا، فعندما لا تتمكن من انجاز هدف فهذا لا يعني بالضرورة انك انسان فاشل لا يستحق النجاح. لا تركز اذاً على صغائر الأمور فغالبًا، ما يميل المهووس بالكمال التركيز على المشكلات الثانوية ويهمل الأمور المهمة.
احرص دومًا على النظر للامور بنظرة شمولية وركز على الصورة الكبرى وتغاضى عن الصغائر. كراهية المظهر الخارجي أيضا من مؤشرات تدني تقدير الذات فحينما يكون انطباعك عن جسدك سلبيا؛ تجنب مقارنة نفسك مع الآخرين. إذ ان المقارنة ليست سوى لص يسرق سعادتك ويقودك لفقدان الأمان النفسي. تقبل حقيقة ان الكل مختلف بطريقة ما؛ وابحث عما يميزك ويجعلك مختلفا. العناية بالصحة: اتباع حمية و المواظبة على التمارين الرياضية لن يجعل جسمك يبدو بحال افضل و حسب لكنه يساهم أيضًا في افراز هرمون الاندورفين الذي يشعرك بالسعادة والفرح بمزاج جيد على الدوام. اهتم بمظهرك: لا تهمل مظهرك فقط لأنك لا تحب شكلك الخارجي على العكس تماما، حاول في كل يوم ان تقوم بأمور بسيطة لتحسين مظهرك.
لا تستخف باللمسات البسيطة، فإن واظبت عليها ستذهلك نتائجها. الشعور الداخلي بأنه لا قيمة لك: جميعنا نشك احيانا في قدراتنا في جانب معين من حياتنا. لكن الشعور المتعمق بإنعدام القيمة ينبع بالغالب من احساسنا بأن اقل قيمة من الآخر. توقف عن التفكير بأن الآخرين افضل منك وتذكر دوماً ان تصرفات الآخرين معك ليست سوى انعكاس نظرتك لذاتك. غير نفسك و سيتغير العالم حولك وتجنب الحساسية المفرطة واستفد مما يقال لك وامض قدما إلى الأمام.
ابتعد أيضا عن الشعور الدائم بالخوف والقلق وحاول الحفاظ على هدوء أعصابك ولا تحمل نفسك فوق طاقتها ولا تسعى إلى ارضاء الآخرين على حسابك الشخصي. يساعد تقدير الذات على الشعور بالرضى، وبالتالي، القدرة على الصمود والتحمل ويكون الإنسان اقل عرضة للقلق بإنخفاض هرمون الكورتيزول في الدم. نصيحة اخيرة: التخفيف من نقد الذات وجلدها إذ يقول عالم النفس “جاي ونيش”: “ان الشخص لسوء الحظ لا يتوقف عن انتقاد ذاته حينما يشعر بتقدير منخفض، إذ يميل إلى تدمير ذاته دون أن يشعر في بادئ الأمر”. فلا بد من تذكير النفس بقيمتها الحقيقية، فوراء كل نجاح اخفاق مستتر فلا تيأس وانطلق.