“ثورة نساء بعلبك” تردّ على بيان “بلدية المدينة” وتتعهد بملاحقتها قانونيًا أمام القضاء
بعلبك/ “المدارنت”..
يقول المثل الشعبي: “رضينا بالهَمّ والهَمّ ما رِضِي فينا”.. هذا هو لسان حال ناشطات “ثورة نساء بعلبك”، بعد البيان الذي أصدرته بلدية بعلبك، متوعِدة بملاحقة الناشطات أمام القضاء، بعد سلسلة التحركات التي تقوم بها الناشطات، ومطالبتها بتأمين التيار الكهربائي والمياه لأهالي المدينة، وإزالة النفايات المتراكمة في أزقة المدينة وشوارعها، وبخاصة في محيط قلعة بعلبك الأثرية، ولا سيّما بعد تقاعس رجال المدينة المتابعين للشأن العام، وتجاهل أحزاب المدينة وجمعياتها الأهلية، لمطالب الناس، وللحدّ الأدنى من مقوّمات الحياة، وحقوقها الطبيعية والإنسانية، التي تتيح لأهالي بعلبك في الحصول على حقهم في العيش الكريم.
وفي هذا السياق، ردّت “ثورة نساء بعلبك” على بيان البلدية المنشور على صفحة “منكم ولكم”/ موقع “ميتا/ فيسبوك”، مؤكدة أن “بيان البلدية ملىء بالمغالطات، ومحرّف للحقائق، في محاولة تهدف الى تحميل مسؤولية تقصيرها الى الناشطات”.
وأوضحت “ثورة نساء بعلبك” في بيان، أن ما “قمنا به، هو ردّ فعل على التقصير والحرمان، وأن ردة الفعل هذه، ليست جرمًا، بل أن الجرم هو ما يُرتكب بحق المدينة وأهلها من قبل البلدية.. عجبًا كل العجب في لومكم للناس، على أشكال ردّة فعلها”.
ولفتت الى أن “حرية التعبير والحق بالتظاهر والاعتصام، صحيح، كما قلتم، وهو حق يصونه الدستور، ولكنه أيضًا واجبنا المقدس تجاه مدينتنا وأهلها، وحقنا كناس بالعيش الكريم، بخاصة وأن فعلكم يعتبر جرمًا جزائيًا، وردّ فعلنا مهما كان، ليس جرمًا، ولا سيما عندما تكون الأذان صمّاء، وأن سمعت، لا يفعل أصحابها أيّ شيء لمصلحة الناس”.

ولفتت الى أن “الجهل والتخلف وعدم المسؤولية، وسوء النيّة والفوضى، هو أفعالكم المتمادية، والمتواصلة في حرمان المدينة وأهلها من أدنى مقوّمات العيش الكريم، والعجب كلّ العجب، منكم، أن يرضى القتيل ولا يرضى القاتل، فأنتم من يقصّر عن سوء نيّة، وتريدون توجيه اللوم الى النساء الحرائر اللواتي خرجنا الى الشارع من أجل المطالبة بالحدّ الأدنى من حقوق أهالي المدينة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تأمين الخبز والتيار الكهربائي ومياه الشرب وإزالة النفايات من الأزقة والطرقات، على الرغم من مطالبتنا البلدية والمحافظة مرارًا وتكرارًا بالقيام بأدنى واجباتهم، وذلك بشكل حضاري وسلمي…”.
وأشارت الناشطات، الى “عمليات بيع مياه المخصصة لأهالي بعلبك، الى قرى مجاورة، وحرمان المدينة منها، كما الى بيع الكهرباء، وتحويل مدينة الشمس، الى مدينة ظلام، والى وجود نفايات في غالبية أزقة بعلبك، المنتشرة على أكوام، ولم يرفّ جفن لرئيس وأعضاء البلدية، وقلعة بعلبك، خير شاهد على تراكم النفايات”، موضحة أن “هذه هي الاسباب دفعت ناشطات “ثورة نساء بعلبك”، الى الانتفاضة على الحرمان، وعلى هذا الواقع المرير الذي نعيش في ظله، من أجل رفع الصوت ضدّ الظلم والظالمين، وإذا كان ذلك جرمًا، فنحن نفتخر بإرتكاب هذا الجرم”.
وتابعت: “تقولون انكم تريدون اللجوء إلى القضاء، طبعا، نحن مستعدات، ونحن سنلجأ الى القضاء، وسنعمل على ملاحقتكم قانونيًا، من أجل محاكمتكم على ارتكاباتكم بحق المدينة وأهلها”.
وشدّدت “ثورة نساء بعلبك”، في بيانها، على أنكم “أنتم الوجه الغوغائي للمدينة، ونحن وجهها الحضاري، نحن ثقافتها المشرقة، وأنتم وجهها الظلامي، نحن تاريخها الناصع، وأنتم من شوّه هذا التاريخ”.
وختمت: “سنستمر في مطالباتنا، وفي تحركاتنا، ولن نهدأ، ولن نوفّر جهدًا من أجل مصلحة المدينة وأهلها، ونحن جاهزات لدفع الأثمان الغالية، وهي رخيصة امام مدينتنا الجميلة، ومصالح اهاليها”.