مقالات
“جمهورية بيروبيجان اليهودية” المنسية
“المدارنت”..
الآن تعاير المجرمون ونطقوا بالفضائح:
1 – روسيا تعيّر أمريكا بغزو العراق وإبادة أهله!
2 – وأمريكا تعيّر روسيا بغزو سوريا وإبادة أهلها!
3 – والصين تعيّر أمريكا بسرقة خزائن ذهب العراق!
4-أمريكا تعيّر الصين باضطهاد المسلمين واعتقالهم!
وفي كل الحالات: “المسلمون فقط هم الضحايا”..
5 – أضافة لفضح ظهور دولة يهودية كانت طيّ الكتمان!
جمهورية اليهود الأولى بيروبيجان، تقع في جنوب شرق روسيا، لا يعلم بوجودها الأغلبية من العالم، لأن “اسرائيل” (الكيان الصهيوين)، تسعى جاهدة إلى كتم هذه الحقيقة ومنع الإعلام من زيارتها.
هذه الجمهورية، هي الوطن الأول لليهود في العالم. كانت هجرتهم اليه قبل فلسطين، إلى أن ظهرت الصهيونية، وفكرة توطين اليهود في فلسطين، وقد نجح الصهاينة في إبعاد الإعلام عن جمهورية اليهود الاولى التي تأسست من دون حاجة لاغتصاب أراضي من السكان ألاصليين، ويعتبر سكانها بالكامل من اليهود.
ما تخافه “إسرائيل” والدول الغربية الداعمة لها، هو الترويج لفكرة عودة اليهود إلى موطنهم الاول في هذه الجمهورية، واقناع العالم بعودة آمنة لليهود المقيمين في فلسطين الى جمهورية بيروبيجان، ليعيشوا بأمان وسلام، وينعموا بأجواء الثقافة اليهودية السائدة فيها، ويتحدثون لغة الـ”يديش”، لغة يهود أوروبا من دون أيّ معاداة للسامية، كما تروّج له الصهيونية العالمية حاليًا.
جمهورية بيروبيجان، ذات الحكم الذاتي في روسيا الاتحادية، مساحتها تصل مساحتها 41,277 كلم، تماثل مساحة بلد أوروبي، مثل سويسرا، بكثافة سكانية ضئيلة تصل الـ14 نسمة/ ميل مربع مقابل 945 نسمة/ ميل مربع في الكيان الصهيوني، وقادرة على توطين كل اليهود في العالم، بمن فيهم اليهود المغتصبين لأرض فلسطين، وفي حال حدوث ذلك يمكن إنهاء مأساة تهجير العرب الفلسطينيين، المشردين في اصقاع الارض وتسهيل عودتهم إلى فلسطين.
هذه الفكرة تتعارض مع أهداف الصهيونية العالمية، والدول الغربية المستفيدة من وجود دولة “إسرائيل”، في الوطن العربي والشرق الأوسط، بسبب وجود “اسرائيل” القائم على تبادل المنافع في حماية المصالح الغربية، والاعتماد عليها للقيام بحروب الوكالة في بعض الأحيان، ضدّ من يهدّدون مصالح الغرب وأولهم العرب.
الشيء الذي يجهله العرب، أن جمهورية اليهود هذه تأسست عام 1928، بدعم وتشجيع من يهود امريكا أنفسهم، ممثلين في هيئة كانت تضمّ في عضويتها عالم الفيزياء اليهودي أينشتاين، والكاتب الامريكي المعروف غولدبرغ، وهكذا خدعت الصهيونية العالمية العالم اجمع، عندما زعمت إبان الحرب العالمية الثانية، أنها في أمسً الحاجة الى أرض فلسطين، كوطن قومي لها، وان اليهود مشردين في الارض، ولا يوجد لهم وطن قومي يأويهم، وتذرعوا بذلك لتشريد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم.
اثناء تفكك الإتحاد السوفياتي، كانت هذه الجمهورية مؤهلة لإعلان إلاستقلال عن روسيا الاتحادية، مثلها مثل الشيشان، ولكن الصهيونية منعت حدوث ذلك، بسبب حساسية ظهور جمهورية خاصة باليهود في مكان غير فلسطين، وخطورة رفع الوعي لدى يهود العالم بوجود تلك الدولة، وتحويل هجرتهم اليها بدلا من فلسطين، والشيء الغريب أن الغرب دفع بالعرب والمسلمين للجهاد لتحرير الشيشان، وفكّ ارتباطها بروسيا، وكان بإمكانهم فعل الشيء نفسه، ودعم جمهورية بيروبيجان للاستقلال عن روسيا، وجعلها وطنًا بديلًا لليهود عن فلسطين.
الغريب في الأمر، أن العرب لا يتحدثون عن هذه الحقيقة، ولا يعرف المواطن العربي شيئا عن هذه الحقيقة، على الرغم من زيارة وفد “مجلة العربي” الكويتية، في الثمانينات على ما أذكر، وعمل استطلاع كامل عن هذه الجمهورية… حقيقة يمكن الترويج لها كوطن، يمكن إعادة ترحيل يهود فلسطين اليها، وإعادة الفلسطينيين إلى بلدهم فلسطين..
لماذا التعتيم؟! ولماذا يسكت العرب والمسلمين عن هذه الحقيقة..!.
* يتمنى د. السحيقي، إعادة نشر وتعميم المقالة من أجل دعم القضية الفلسطينية، وإيصالها الى أكبر عدد ممكن من العرب والعالم.