جورج صبرا: مهادنة نظام إيران فرّخت العديد من نظم الاستبداد والتوحّش في المنطقة!
“المدارنت”..
في اليوم الثاني لـ”المؤتمر العالمي لإيران الحرة”، الذي عقد في باريس، في 30 حزيران/ “يونيو” الماضي، في حضور رئيسة “المقاومة الإيرانية” مريم رجوي، وشخصيات دولية بارزة من مختلف البلدان، ألقى المعارض السوري جورج صبرا، كلمة جاء فيها:
“أيها السيدات والسادة، تحية لكم أيها الأحرار. وتحية لجميع الأحرار الذين يعملون من أجل الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان.
منذ أكثر من أربعين عاماً نجح الشعب الإيراني في إسقاط ديكتاتورية الشاه ونظامه، وحقق طموحه وإرادته الحرة في تقرير مصير بلده، وتوفير السيادة والاستقلال لإيران، والمساهمة بتوطيد الأمن والاستقرار في المنطقة. غير أن نظام الملالي الذي سرق الثورة وتسلق عليها، وضع إيران والمنطقة بحالة من الصراع والعنف وعدم الاستقرار الدائم .
فعندما تجتمع السلطة الدينية والسلطة الزمنية بيد واحدة، يبدأ عصر الدم، وهذا ما كان. فقد تولى نظام ولاية الفقيه ومليشياته المُسمّاة “الحرس الثوري”، إستباحة حياة الناس بالعنف والتدمير وأعمال القتل، التي طالت جميع مكونات الشعب الإيراني وفي جميع المناطق. وصار السجن والنفي والاضطهاد والأحكام الجائرة والإعدامات بعضاً من أدوات الحكم، التي تعتمدها السلطة. حتى وصل رجل الإعدامات الأول إلى رئاسة الجمهورية.
وبعد نشر العنف والخراب وكل أنواع الانتهاكات على الأرض الإيرانية، انتقل تخريب نظام الملالي باتجاه المنطقة، يحمل إليها الفئوية البغيضة والحقد والفساد ومشاريع الحروب الدائمة، عبر أذرعه المليشياوية المنتشرة في العديد من دول المنطقة. فلم يكتف بتخريب حياة الإيرانيين، بل امتد بأدواته لتخريب المنطقة والعلاقات بين شعوبها ودولها. ونحن في سورية نعرف جيداً معالم هذا التخريب بوحشيته وفظائعه كماً ونوعاً. وهو الذي يحاول تأبيد نظام الأسد الكيماوي الطائفي على أعناق السوريين، ويعمل على استمرار أعمال القتل والتدمير والمجازر الجماعية، التي أسس لها في سوريا قاسم سليماني، ويستمر نظام ولاية الفقيه بتأجيجها ورعايتها .
غير أن العالم كله يشهد غضب الشعب الإيراني من حكامه ورفضه لما يفعلون عبر انتفاضاته المتكررة والمتصاعدة، التي طالبت مباشرة بإسقاط الملالي نظاماً وشخوصاً. وتقوم منظمة “مجاهدو خلق” و”المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية” برئاسة السيدة مريم رجوي، بدور مشهود في هذه الانتفاضات، التي لن تتوقف قبل إسقاط ولاية الفقيه ونظامها. فقد صار التغيير في إيران حاجة إقليمية ودولية أيضاً، إلى جانب كونه حاجة إيرانية ضرورية ومطلوبة. وقد برهنت الوقائع في السنوات الماضية أن سياسة المهادنة والتسامح مع هذا النظام المتوحش، فرخت العديد من نظم الاستبداد والتوحش في المنطقة بفضل رعايته ومليشياته وتدخلاته التي تهدد بإشعال المزيد من الحروب .
وختم صبرا: “تحية للشعب الإيراني وانتفاضاته المتكررة، وتضحيات شاباته وشبابه للتحرر من نظام الدم، وتحية لنضال شعوب المنطقة رفضاً للاستبداد، وامتدادات نظام الملالي ومليشياته التخريبية. تحية للشعب السوري وثورته ضد نظام الأسد وولاية الفقيه والعدوان الروسي. الحرية للشعوب الثائرة والنصر لأحرارها”.