مقالات

حان الوقت المناسب لسياسة حازمة مع النظام الإيراني!

حسين عابديني/ بريطانيا

خاص “المدارنت”..
يحاول النظام الايراني وعبر طرق وأساليب متباينة أن يوحي بقوته وإقتداره، وأن الاوضاع السلبية التي واجهها خلال الاعوام الاخيرة والتي کانت أخيرها وليس آخرها مصرع الرئيس السابق ابراهيم رئيسي، قد زادته قوة وثباتا لأنه تمکن من تخطيها بسلام، ولکن وعند التمعن في الاوضاع الاقتصادية المتدهورة الى أبعد حدّ والى الاوضاع الاجتماعية المعقدة، التي باتت تشکل عقدة مستعصية ناهيك عن الاوضاع السياسية المضطربة وبشکل خاص في ظل الصراع المحتدم بين الفصائل الحاکمة في النظام، ناهيك عن إهتزاز الاوضاع الامنية ولا سيما بعد زيادة نشاطات وحدات المقاومة من حيث تعرضها للمراکز والمقرات الامنية في مختلف مدن إيران، فإن الصورة تختلف تماما عن التي يريد النظام الإيحاء بها وحتى يمکن الجزم بأن النظام لم يواجه منذ تأسيسه أوضاعا صعبة ومعقدة کالتي يواجهها اليوم.
حالة الاضطراب والتفکك وحتى الصراع التي باتت تدب بکل وضوح داخل النظام الى الحد الذي يمکن القول بأنها تفتح بابا لمرحلة يمکن وصفها بخريف النظام، وعندما نقول خريف النظام فإننا نعني ذلك تماما، إذ أن التراکمات السلبية للأوضاع المتردية والتي صنعت أزمة مستعصية قد وصلت الى ذروتها بعد مصرع رئيسي، أجبرت النظام ولأول مرة أن يکون في موقف حرج جدا ولا سيما وإن الرفض الشعبي ضده يتعاظم فيما لم يعد خافيا على أحد زيادة نشاطات منظمة مجاهدي خلق، في الداخل من خلال وحدات المقاومة وعلى الصعيد الدولي من حيث فضح الممارسات القمعية للنظام وتماديه في إنتهاکات حقوق الانسان والمرأة وبشکل خاص بعد تکرر حوادث الموت تحت التعذيب والتي يسعى النظام لتبريرها والتغطية عليها بالزعم کذبا وزورا بأنها حالة إستثنائية.
الحاجة الماسة جدا للنظام الايراني کي يخرج من الازمة المتجذرة التي لجمته وحددت من قوه وبالتالي من تحرکاته، ولذلك فإن النظام ومع مزاعمه الواهية بالقوة والثبات، يسعى أيضا وبکل ما في مقدوره من أجل التواصل مع المجتمع الدولي والسعي من أجل فك العزلة الدولية الخانقة التي يعاني منها ولاسيما بعد إعتراف بزشکيان بأن النظام بحاجة الى 250 مليار دولار لتعويض الخلل في الطاقة والبنوك، مقرا أيضا بأنه: “للتعويض عن الاختلالات في الطاقة والبنوك، نحتاج إلى 200 مليار إلى 250 مليار دولار، منها 100 مليار دولار غير موجودة محليا، ويجب أن نوفرها من خلال الاستثمار الأجنبي”، ومن دون شك فإن النظام ومن خلال إدّعاء الإصلاح والاعتدال المثير للسخرية، مسعود بزشکيان، يريد التمويه على المجتمع الدولي وإبتزازه أو خداعه مرة أخرى من أجل تحقيق مآربه.
ليس على المجتمع الدولي عموما والدول الغربية خصوصا أن تکترث لمزاعم هذا النظام بخصوص ثبات أوضاعه ومن إنه يفاوض من موقع القوة، بل إن الاهم من ذلك بکثير الانتباه الى الاوضاع الداخلية في إيران  والتي باتت معظمها في أسوء حالاتها، وإن النظام هو من بحاجة الى ثمة يد تمتد إليه لتنقذه من غرق محتوم ينتظره وعلى المجتمع الدولي وبعد کل الذي قام به هذا النظام من أعمال ونشاطات شريرة ومشبوهة وما نجم وتداعى عنها، أن لا ينخدع به وأن يدرك ويعي بأنه المناسب لسياسة حازمة للعمل بسياسة حازمة معه وعدم منحه المجال مرة أخرى کي يتفادى الغرق ويخرج الى برّ الامان بسلام!

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى