حرب الإبادة تتواصل على غزة.. أطفال ونساء يواجهون الموت جوعًا بسبب نقص الأدوية والمواد الغذائية!
“المدارنت”..
واصلت مدفعية قوات الاحتلال الإرهابي الصهيوني، قصف حيّ الشجاعية شرقي مدينة غزة، لليوم الثاني على التوالي، وسط استمرار توغل آليات الاحتلال في المنطقة، فيما شهد الحي معارك ضارية الجمعة 28 حزيران/ يونيو، خلال تصدي المقاومة الفلسطينية لقوات الاحتلال في مناطق شرق الشجاعية ومناطق التوغل.
وأعلن الجيش الإرهابي الصهيوني اليوم الجمعة، الواقع فيه 28 حزيران 2024، شن عملية جديدة هي الثالثة في الشجاعية منذ بداية الحرب، زاعماً وجود تقارير استخبارية تفيد باستعادة المقاومين الفلسطينيين سيطرتهم على الحي، حسبما زعم في بيان له.
وبدأ جيش الاحتلال العملية العسكرية واسعة النطاق ضد حي الشجاعية بشكل عملي، يوم أمس الخميس، حيث تم توجيه أوامر للسكان بالنزوح الفوري، في ظل عمليات قصف جوي مكثف وتوغل الدبابات.
وأفادت مصادر صحافية بارتفاع حصيلة الشهداء في الشجاعية إلى أكثر من 10، بينما لا يزال العديد من الجثامين والمصابين في الطرق والمنازل، بسبب كثافة القصف ونقص الوقود.
وفي رفح جنوبي قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال قصف خيام نازحين في المواصي غربي المدينة، وأقامت سواتر ترابية في محيط المنطقة.
واستشهد شابان جراء قصف من طائرة مسيّرة صهيونية قرب بلدية الشوكة شرقي رفح، فيما أكدت وسائل إعلام فلسطينية أن آليات الاحتلال تواصل حصار عائلات نازحة بمنطقة الشاكوش شمالي المواصي برفح.
وأُصيب عدد من الفلسطينيين في قصف مدفعي وإطلاق نار من آليات الاحتلال صوب خيام تؤوي نازحين في منطقة الشاكوش ومفرق الإقليمي غرب مدينة رفح.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد 11 فلسطينيا وإصابة أكثر من 40 آخرين بنيران قوات الاحتلال في منطقة المواصي، منذ ليل الخميس.
ما قصف طيران الاحتلال منزلاً في محيط منطقة البركة بمدينة دير البلح وسط القطاع، مما أدى إلى استشهاد سيدة فلسطينية وطفلة وإصابة آخرين، بينهم أطفال. وارتقى شهيدان آخران عقب قصف منزل في شارع البيئة بالمدينة.
في تطور آخر، استهدفت قوات الاحتلال طواقم الدفاع المدني أثناء وجودهم في مقر عملهم بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة الليلة الماضية، مما أدى إلى استشهاد 3 من عناصر الدفاع المدني وإصابة آخرين. كما أعلن الهلال الأحمر توقف 18 مركبة إسعاف عن العمل في قطاع غزة بسبب نفاد الوقود، مما يزيد تعقيد الوضع الإنساني في القطاع.
أكثر من 625 ألف طفل في غزة
خارج المدارس منذ أكثر من 8 شهور
من جهتها، لفتت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إلى أنّ قطاع غزّة يواجه أزمة تعليمية كبيرة حيث تجاوز عدد الأطفال الذين لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدارس لأكثر من 8 أشهر 625 ألف طفل.
وأشارت “أونروا” في تغريدة اليوم، عبر منصة “X” إلى أنّ 300 ألف من هؤلاء طلاباً في مدارسها في القطاع.
وقالت “أونروا” إنّ الأنشطة التعليمية والترفيهية التي تقدمها فرق الأونروا ضرورية لتحضير الأطفال للعودة إلى المدارس واستعادة حقهم في التعليم.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة، قد نشر في منتصف شهر حزيران/ يونيو الجاري، ارقاماً مرعبة حول واقع الأطفال في القطاع، سواء التعليمي أم الصحي.
أظهرت الأرقام أن أطفال غزة يعيشون تحت وطأة ظروف مروعة بسبب استمرار الحرب، حيث فقد حوالي 15,694 طفلاً حياتهم وأصيب نحو 34,000 آخرين بجروح متفاوتة، و لا يزال هناك حوالي 3,600 طفل عالقين تحت الأنقاض، مما يجعل جهود الإنقاذ صعبة ومعقدة.
إلى جانب الإصابات الجسدية، يعاني نحو 1,500 طفل من إعاقات دائمة تشمل فقدان الأطراف أو العيون نتيجة للقصف. كما يوجد حوالي 200 طفل مختطفين لدى قوات الاحتلال.
أزمة اليتامى تتفاقم أيضاً، حيث بلغ عدد الأطفال الذين أضحوا أيتاماً حوالي 17,000 طفل، فقد 3% منهم كلا الوالدين. كما تسبب النزوح القسري في تهجير ما يقرب من 700,000 طفل، مع تدمير منازل حوالي 650,000 طفل.
فيما يتعلق بالتعليم، اضطر حوالي 625,000 طفل لترك مدارسهم، مما أدى إلى ضياع عامهم الدراسي بالكامل، ويفتقر 98% من أطفال غزة إلى المياه الصالحة للشرب، حيث يعتمدون على أقل من 3 لترات يوميًا.
الصحة هي الأخرى باتت في موضع كارثي، إذ يعاني نحو 3,500 طفل من أمراض مزمنة مهددين بالموت بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية. وتواجه حوالي 60,000 امرأة حامل خطر الإجهاض أو التشوهات الخلقية بسبب تأثيرات القنابل والمتفجرات.
كما أن حوالي 40,000 رضيع لم يحصلوا على التطعيمات اللازمة، وظهرت أعراض سوء التغذية على نحو 82,000 طفل، منهم 35% في حالة حرجة. وقد فقد 33 طفلاً حياتهم نتيجة المجاعة وسوء التغذية.
وتعرض ما يقرب من 450,000 طفل لخطر الإصابة بسرطان الصدر وأمراض الجهاز التنفسي نتيجة استخدام الحطام لتحضير الطعام. بالإضافة إلى ذلك، يعاني جميع أطفال غزة من خطر الإصابة بالأوبئة والأمراض المعدية بسبب انعدام النظافة الشخصية والاكتظاظ في مناطق النزوح.
الأمم المتحدة: 557 ألف إمرأة في غزة
يواجهن انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي
بدورها، أكدت الأمم المتحدة في تقرير اليوم، أن أكثر من 557 ألف امرأة في قطاع غزة، يعانين من انعدام حاد في الأمن الغذائي، ما يثير قلقاً متزايداً بشأن خطر المجاعة في القطاع.
وجاء تحذير الأمم المتحدة، بناء على تقرير جديد صادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، والذي أشار إلى أن استمرار الصراع وتقييد وصول المساعدات الإنسانية يزيدان من تفاقم الأزمة.
أوضح التقرير أن انعدام الأمن الغذائي يؤثر بشكل كبير على النساء، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة للمرأة إلى أنهن يعانين من نقاط ضعف متزايدة بسبب النوع الاجتماعي، مشيراً أنّ النساء في القطاع وخاصة الأمهات منهن، غالباً ما يقدمن على إطعام أفراد عائلاتهن قبل أنفسهن، مما يدفعهن إلى تخطي وجبات الطعام وتقليل استهلاكهن من الغذاء لضمان بقاء أطفالهن.
وتواجه النساء في غزة أعباء متزايدة بسبب هذا الوضع، حيث يساهم النزاع في زيادة مسؤولياتهن في تقديم الرعاية المنزلية وفي مواجهة صعوبات أكبر في الوصول إلى الطعام.
ولفت التقرير إلى نتائج استطلاع أجرته هيئة الأمم المتحدة، أن النساء يتحملن بشكل كبير مسؤوليات رعاية الأطفال والحفاظ على سلامتهم البدنية والعقلية، حتى في الظروف الصعبة مثل العيش في خيام أو بيوت مكتظة.
وأبرز التقرير عدّة نقاط، حول وضع المرأة في قطاع غزّة في ظل حرب الإبادة “الإسرائيلية” المتواصلة من 266 يوماً، مشيراً إلى أنّ النساء تتحمل مسؤوليات إضافية في رعاية الأطفال والتغذية، حيث أفاد 77% من المشاركين في الاستطلاع أن هذه المسؤولية تقع بالأساس على عاتق الأمهات.
كما تعاني 7 من كل 10 نساء من فقدان الوزن خلال شهر أيار/ مايو الماضي، وأكثر من نصفهن يعانين من الدوخة المتكررة نتيجة انعدام الأمن الغذائي، فيما يعتمد أكثر من 80% من النساء على المساعدات الغذائية كمصدر رئيسي للغذاء، لكن 87.3% منهن يشعرن أن هذه المساعدات لا توزع بشكل عادل بناءً على حجم الأسرة، مما يضطر الأمهات إلى تخطي وجباتهن لإطعام أطفالهن.
وتواجه النساء الحوامل والمرضعات مخاطر صحية متزايدة بسبب نقص الرعاية الطبية والتغذية الكافية، حيث أبلغت 76% من النساء الحوامل عن معاناتهن من فقر الدم، ويعاني 99% منهن من صعوبات في الوصول إلى الغذاء والمكملات الضرورية، بحسب التقرير.
وبيّن التقرير، أنّ فقط ثلث المشاركين يستطيعون الوصول إلى مطبخ لطهي وجباتهم، ويعتمد 69% منهم على طرق طهي غير آمنة، مما يعرض النساء لمخاطر صحية نتيجة التعامل مع الملوثات الضارة.
ونقل التقرير عن فتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، ممن شملتهم الدراسة قولها: “عندما كنا نعيش في مدينة غزة، فقدنا طعام فجأة بسبب الحرب، ولم تكن هناك خضروات في السوق ولا طعام على الإطلاق.، واضطررنا إلى أكل أسوأ الأشياء، حتى أننا خلطنا دقيق القمح مع علف الحيوانات لتناول الطعام”.
وقدّم التقرير عدّة توصيات بضرورة تنفيذ إجراءات ضرورية وفورية، على رأسها ضمان وصول المساعدات إلى جميع السكان في غزة دون عوائق، وتوفير مساعدات غذائية وصحية ملائمة لجميع المحتاجين، إضافة إلى تقديم العلاج المناسب لسوء التغذية وتعزيز الرضاعة الطبيعية، وإعادة تأهيل البنية التحتية للسوق والمخابز، وتقديم التدخلات النقدية واستعادة نظم الإنتاج الغذائي.