مقالات

الحرب.. واليوم التالي في لبنان!

“المدارنت”..
لبنان، بلد تعددي في طوائفه، اختار الديموقراطية على قواعد للعيش المشترك، عبر دستور وميثاق 1943، واتفاقية الطائف على تقاسم السلطة والحصص فيها.
كل الدول العربية أغلقت حدودها مع “اسرائيل”، واختارت سلاما واقعيا وفق اتفاقيات أو من دونها، وحده لبنان، حدوده مفتوحة للعمليات ضد “اسرائيل”، مدعومة من كل الدول العربية الهاربة من المواجهة من حدودها وتريدها من لبنان!
كانت الحدود اللبنانية مفتوحة للفلسطينيين ومنظماتهم، وفشلت الحكومة اللبنانية في إغلاقها، وحتى في التنسيق مع الجيش اللبناني برعاية مصرية! لم يكن في الداخل اللبناني أي توافق بين احزاب ومكونات لبنان على العمليات، وعلى وجود دويلة ودويلات فلسطينية على الحدود، وانتهى ذلك إلى الحرب الاهلية عام 1975!
حاليا يتجدد الخلاف بين احزاب ومكونات لبنان، حول دويلة “حزب الله”، ليس على الحدود بل على كل لبنان ومؤسساته ودستوره وميثاق 1943، واتفاقية الطائف! استند “حزب الله” في استمرار وجوده المسلح، خلافا للقرار الدولي 1701، على وجود 5 كلم في منطقة مزارع شبعا يجب تحريرها، وتلقى دعما مباشرا من النظام السوري وإيران، وأقام دويلة بدأت سوريّة وانتهت إلى دولة فارسيّة!
هذه الدويلة التي سيطرت على الحكم في لبنان، تخلت لـ”إسرائيل” عن أكثر من عشرة آلاف ميل من البحر وثرواته الغازية والنفطية، وبقيت تتاجر بتحرير 5 كلم مربع، فكانت مفارقه تدعو للخجل.!
صار “حزب الله” دولة لها امتدادات ودور في المنطقة في سوريا واليمن والعراق، واخيراً في حرب غزة! بعد حرب غزة في 7 “أكتوبر”، أعلن “حزب الله” الحرب على “اسرائيل”، بحجة دعم “حماس” وصار طرفا منفردا في قرار حرب لا تريدها اغلب مكوناته وأحزابه! الوضع سيصبح خطيرا إذا شنت “اسرائيل” الحرب على “حزب الله” على امتداد تواجده في بلد، ليس كل شعبه مع خيار الحرب والمسؤولية الناتجة عنها.
“اسرائيل”. ستضرب الجنوب والضاحية وبعلبك، كمراكز لـ”حزب الله”، وتضرب المرفأ وتعطل استقباله للإمدادات، وكذلك ستدمر مهابط الطائرات في كل “المطارات”، وتدمر الجسور وتهجر مئات الالوف من كل المكونات.
النأي بالنفس عن هذه الحرب ورفضها وهي تضرب كل لبنان، لا يستقيم وطنيا، وقد تدفع “حزب الله” إلى توزيع صواريخه شمالا وجنوبا، ويعتبر كل المكوّنات الأخرى أعداء.
إذا وزّع “حزب الله” الايراني صواريخه شمالا، لا ينتقم فقط ولا يهدد، بل يعلن بداية الحرب الأهلية ضد دويلة إيران، كما كان الحال مع دويلة “فتح”! فهل مكونات لبنان استعدت لهذا الاحتمال؟ هذا هو السؤال؟!

المصدر: إدوار حشوة/ “ملتقى العروبيّين”
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى