حروب إيرانية..!
خاص “المدارنت”..
لم تخض إيران منذ أن سيطر (الإمام الخميني) على الدولة الفارسية أيّ حرب، سوى حرب الثماني سنوات التي خاضتها ضد الدولة العربية العراق.
وقد انتهت تلك الحرب بعد أن مسح الجيش العربي في العراق بكرامتهم الأرض؛ بعد ذلك لم تخض إيران أي معارك أو حروب بمقاتليها الإيرانيين، بل اعتمدت على أدواتها وأذرعها في الوطن العربي، وبخاصة منذ أن بدأ الربيع العربي يزهر في عدد من الدول العربية.
ولقد جهزت وأنشأت ميليشيا في العراق (زينبيّون وفاطميّون وحشد شعبي وحزب الله في العراق)، وغيرهم الكثير، وقد استفادت منهم وجنّدتهم لمحاربة وقتل السوريين دعماً للنظام السوري.
إضافة إلى قوات أفغانية مرتزقة بكل ما تعني الكلمة، وفي اليمن استغلت إيران نتائج الثورة والحرب في اليمن ودعمت الحوثيين في مواجهة قوى الثورة، وكانت وراء فتح الحوثيين حرب ومعارك مع المملكة العربية السعودية، لتقول للعالم إنها قوة اقليمية في المنطقة.
وحين رفعت إيران شعار “تحرير القدس”، كانت قد سعت إلى تشكيل أداة أخرى في لبنان، ألا وهي حزب الله الذي سيطر على لبنان خلال سنوات قليلة، وأصبح لبنان إحدى “الولايات الإيرانية يُحكم بتعاليم ولي الفقيه”، حسب تصريحات (الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله).
وللعلم، فإن كل الحروب التي خاضها حزب الله ضد الكيان الصهيوني، كانت لتعزيز وتقوية الحضور الإيراني في الوطن العربي، وتعزيز حضورها الشعبي في الوطن العربي. وهي دعمت حركة حماس في غزة، لذات الهدف، ألا وهو ترسيخ مقولة إن النظام الإيراني نظام مقاوم، ولكن الحقيقة تجلّت في دعمها الأنظمة الطائفية في العراق الحشد الشعبي واليمن الحوثيين ونظام الأسد الطائفي. وتمددت لتحتل تلك البلاد.
كما لا ننسى دور حزب الله في لبنان، حيث رهن الدولة بسياسة إيران في المنطقة، وبناءً على ما تقدم يحق لنا أن نسأل أين الدعم الايراني في هذه الحرب المدمرة التي تعرض لها أهلنا في غزة الفلسطينية؟! وأين شعار وحدة الساحات؟! وهل حفنة الصواريخ والتصريحات الحوثية والعراقية كافية لحسم معركة غزة؟!
إن الحقيقة الراسخة، هي إنه لقد توحدث الساحات والجبهات، ولكن في خدمة ايران الملالي ودورها في المنطقة!
سؤال آخر: أين الرد على اغتيال الشهيد اسماعيل هنية، الذي كان على الأرض الإيرانية؟!
واليوم، نتابع المعارك بين الكيان الصهيوني، وبين أهم ذراع من أذرعة إيران (حزب الله)، فيتكرر الموقف الإيراني بعدم توسيع المعارك والجبهات، رغم أنها شكلت -حسب قولها- (الجبهة الإسلامية) لتكرّس مفهوم الحرب الدينية، ولكن هذا كلام من دون أي تأثير على الأرض.
وأختم بالقول: إن إيران لا يهمها لا حماس ولا فلسطين ولا حزب الله ولا حتى سوريا، المهم عندها الانتهاء من تنفيذ مشروعها النووي، وتكريس وضعها كدولة قوية في الإقليم، لتحصل على دور وحصص برعاية غربية.
ملاحظة: تتقاطع هنا ايران مع انظمة الإستبداد العربية التي تاجرت بالقضية الفلسطينية، عبر اكثر من سبعين عاماً؛ وان اختلف الأسلوب والأدوات..!