عربي ودولي

حكومة العدوّ المُحبطة من تواصل واشنطن مع “حماس” تعرقل مساعي التهدئة!

“المدارنت”..
على الرغم من الجهود التي بذلها الوسطاء خلال الأيام الماضية، بهدف العودة للعمل بتفاهمات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، إلا أن دولة الاحتلال لا تزال تضع العراقيل أمام أي فرصة لعودة الهدوء، وتواصل إغلاق كامل معابر غزة، وتحرم السكان من المساعدات والطعام.

الوساطة تراوح مكانها
وتفيد مصادر مطلعة إنه لغاية اللحظة لم تفلح جميع الاتصالات التي قام بها الوسطاء، بمن فيهم الوسيط الأمريكي، يهدف نزع فتيل الأزمة التي سببتها دولة الاحتلال، حين قررت منع إدخال جميع المساعدات والبضائع وفي مقدمتها الغذائية الأساسية إلى قطاع غزة، مع انتهاء المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار يوم السبت الماضي، ورفضها الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.
وحسب مصادر تحدثت لـ”القدس العربي”، فإن اتصالات جديدة أجريت خلال اليومين الماضيين، بهدف إيجاد حل لأزمة تمديد اتفاق وقف إطلاق النار، وإيجاد حلول وسطية، إلا أن دولة الاحتلال لم تقبل بأي تعهد يفيد بقبولها التوجه إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تتضمن وقفا كاملا للحرب، والتحضير للمرحلة الثالثة التي تشمل اتفاقا حول إعادة إعمار قطاع غزة.
غير أن المصادر أشارت إلى أن الوسطاء يواصلون الاتصالات في هذا الشأن، على أمل إحراز تقدم في الأيام القادمة، ويضغطون لمنع أي تصعيد عسكري، في ظل التخوف القوي من إقدام إسرائيل على هكذا خطوة بشكل مفاجئ، خاصة بعد التصريحات الأخيرة لقائد الجيش الجديد، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

إحباط “إسرائيلي” ومخاوف المقاومة
وفي هذا السياق، ذكرت قناة “i24news” الإسرائيلية، نقلا عن مصدر سياسي، أن حكومة تل أبيب لديها “شعور بالإحباط”، من التواصل المباشر للولايات المتحدة مع حماس.
وذكرت أنه في الولايات المتحدة تقدموا خطوة إلى الأمام في المحادثات المباشرة مع حماس، كجزء من إحباطهم من الوسطاء، فيما في إسرائيل، يتابعون التطورات من على الجانب، ويمتنعون عن انتقاد واشنطن علناً، لكن مع ذلك فإنهم محبطون من الإرتباط المباشر للأميركيين مع “حماس”.
وتحسبا لأي خطوات إسرائيلية مفاجئة، واصلت فصائل المقاومة اتباع التدابير الوقائية، من خلال اللجوء إلى العمل بخطة الطوارئ ورفع مستوى التأهب، بسبب استشعار الخطر القادم من الاحتلال، وتلويحه بإمكانية استئناف الحرب ضد غزة.
وتشمل التدابير أخذ كل الاستعدادات العسكرية اللازمة للتعامل مع أي هجوم إسرائيلي جديد ضد القطاع، واختفاء قادة المقاومة عن الأنظار، مع أخذ عناصر المقاومة أقصى درجات الحيطة والحذر.
والجدير ذكره أن موقع “واللا” العبري كشف أن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد الجنرال إيال زامير، يعتزم تنفيذ هجوم واسع وسريع في غزة لزيادة الضغط العسكري على حماس، وإنهاء الحرب خلال فترة قصيرة.
وفي السياق، واصلت قوات الاحتلال إغلاق معابر قطاع غزة، ضمن الخطوة التي بدأتها يوم الأحد الماضي، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وأبقت على قرار منع دخول أي مساعدات أو سلع غذائية أو طبية إلى القطاع، مما يفاقم أزمة السكان الذين يعانون من ويلات الحرب وآثارها المدمرة.

تشديد الحصار
وتزداد يوما بعد يوم مأساة سكان غزة بسبب تشديد إجراءات الحصار، بخاصة وأن البضائع والسلع التي كان يسمح بإدخالها للقطاع خلال فترة التهدئة الماضية، لم تكن تكفي حاجتهم، بعد أكثر من 15 شهرا من الحرب والتدمير.
وبسبب هذا الإغلاق بدأت البضائع بما فيها السلع الأساسية تنفد من الأسواق، بما يهدد بتفشي المجاعة في القطاع.
وفي السياق، قال المتحدث باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، في تصريح صحافي إن تشديد الحصار على قطاع غزة وإغلاق المعابر يعد “أحد أشكال حرب الإبادة الإسرائيلية التي لم تتوقف بحق شعبنا”.
وأكد أن “سياسة التجويع والعقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال، تمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية والإنسانية، وجريمة حرب يستوجب على العالم وقفها ومحاسبة مرتكبيها”.
وفي السياق، استمرت قوات الاحتلال المتواجدة على حدود قطاع غزة، بتنفيذ عمليات إطلاق نار على المناطق السكنية الفلسطينية القريبة، وقامت آليات الاحتلال المنتشرة في محيط “محور فيلادلفيا” الذي يفصل بين جنوب القطاع والأراضي المصرية، بإطلاق نار من رشاشات ثقيلة على وسط مدينة رفح.

المصدر: “وكالات”
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى