مقالات
(حكي بلدي).. تخيٌلات شيطانية..!

خاص “المدارنت”..
كانت حصّة الدين في صفّ الخامس الابتدائي من أجمل الحصص، لأنه لا علامات عليها، ولا فيها تركيع على البحص خلال الامتحان اليومي لجدول الضرب بساعة الحساب، ولا ضرب بالمسّطرة على قفا اليد في حفظ حياة الامير فخر الدين كدرس التاريخ، ولا الوقوف الى جانب اللوح بسبب كثرة الأخطاء في الإملاء، حول موقع الهمزة على الحروف كدرس اللغة العربية…
فقط يُذكّرنا الشيخ بلهيب نار جهنّم، في عزّ برد كانون، حيث النافذة المكسورة في الخطوط الخلفية، لمن ليس له حظوة او قرابة في النظارة او عند المدير، فقط من كان يلتحف المدفأة هو الاستاذ، وابن الناظر، وابن أخ المدير، وحدهم من يعود لهم التقدير في فهم لهيب نار جهنم…
كان الدرس الذي بدأه الشيخ، بعد ان اشبع جسده من الدفء وخلع نصف ملابسه، توجّه الى التلاميذ القابعين في القطب الشمالي من الصفّ، شارحاً بالتفصيل مواصفات الشيطان، والّذي البسه كل التّهم، والخطايا، وانّه المسؤول الأول، عن القتل، والذبّح، والسّرقة، والرشوة، والكفر، والاغتصاب، والجهل، والربا.
وطلب منّا في النصف الأخير من الساعة، ان نرسم من مخيلتنا العذراء صورة للشيطان، بعدما اعطانا كل مواصفاته المطلوبه… فمناّ م!ن رسمه بجسد نحيل وفم كبير، ومناّ مَن رسمه بعيون كبيرة وقرون طويله، ومناّ مَن رسمه ذات بطن كبير ورأس صغير…
كانت كل الرسومات للشيطان، او المعروف باسم إبليس على شكل انسان قبيح مشوّه، ولم تكن مخيلة الاطفال آنذاك تُدركُ رسم الشيطان، خلقة كاملة الأوصاف، ببذلة رسميه، وربطة عنق، وقميصاً من الحرير، وحذاء ايطالي…