خطة عمل لأيّ وزير ثقافة يكلّف في حكومة نواف سلام
“المدارنت”..
ليست وزارة الثقافة من حقّ أيّ حزب سياسي في لبنان، فهي ليست حقيبة تَرضية، بل إنها من حقّ كافة اللبنانيّين.
إن مهمة وزارة الثقافة أن تقدم المثقف والإبداع والثقافة اللبنانية للبنانين وللعالم، وليست مهمتها تنصيب وزير معقد متبجّح ومدعي. يحاضر في المثقفين اللبنانيين، ويقصيهم بمنصبه عن الوزارة والفعل الثقافي ووظيفة الثقافة في الحياة في لبنان، ولا أن يرشح نفسه من خلال موقعه إلى مناصب ووظائف عالمية، على حساب توفير فرص إطلاق الثقافة داخليًا وعالميّا.
ولا تحتاج وزارة الثقافة إلى مثقف من العيار الثقيل، تكون أنَاه منتفخة إلى حدّ تبذير فترة تكليفه بوزارة الثقافة في اللقاءات المتلفزة، وعلى المنابر، ولا ينتج على الأرض شيئًا.
نحتاج في وطني إلى مثقف عملي متواضع، يحرص على العمل مع المثقفين والكتاب والكتابة والكتّاب والفن والفنانين في لبنان، وعلى مستوى الوطن 14 ساعة يوميًا، وعبر الخطوات التالية:
1/ يتابع إصدارات كل دور النشر في لبنان، وينظم إطلاق العناوين وتواقيعها.
2/ يتابع الثقافة المكتوبة في الصحف والمجلات والمواقع، ويحول محتواها إلى فعل على أرض الواقع واستقطاب المؤثر فيها.
3/ يعمل على تثبيت منصة ثقافية في كل جامعة وكل مدرسة ثانوية في لبنان، تهتم بإعادة بناء القيم والتربية الثقافية وتطوير الذات وثقافة المدرسة والأسرة، وإطلاق المبدعين والكتاب الشباب.
4/ يواكب الثقافية الدينية، ويقيّم عملها في خلق التلاقي والحوار والتواصل بين اللبنانيين، ويسعى معها إلى إسقاط خطاب الكراهية والتحريض والقطيعة بالعمل والفعل الي يجمع.
5/ يواكب كل الاندية الثقافية في لبنان، ويعمل على انهاضها وإن بالتشجيع والدعم المعنوي في حال تعذر الدعم المادي.
6/ مواكبة كليات الاختصاصات الأدبية والإنسانية في الجامعات، ويعمل على تأطير مواهب المفكربن والمبدعين الشباب فيها، وينظم لهم مع المختصين المؤتمرات واللقاءات والندوات.
7/ مواكبة الثقافة الأسرية للعائلة اللبنانية من خلال برامج عملية واقعية، وتلفازية، لتخطي الكثير من مشكلات الوعي، والتعاطي داخل الاسرة والمجتمع مع التسرب من المدرسة، والتكاسل تجاه القراءة والكتاب، والمشاركة في الحياة الثقافية.
8/ مواكبة محطات التلفزة والإذاعات والعمل معهم لتقديم مواد ثقافية تخدم كافة مستويات الوعي عبر البرامج والمسلسلات.
9/ مواكبة المبدعين في النحت والرسم والموسيقى والمسرح وصالات “استاند آب كومدي”، وإقامة المعارض والعروض والحفلات، ولقاءات التعارف والتثاقف والملتقيات والندوات.
10/ أنشاء نوادي إبداعية في القرى والأرياف، لتعليم الموسيقى والفنون وتبني المواهوب البعيدة عن المدينة.
11/ العمل مع وزارة التربية على إطلاق كلية الإبداع الكتابي في الجامعة اللبنانية، مهمتها إنتاج الشعراء والنقاد وكتاب الرواية والقصة، على ألا يدرس فيها إلا نخب من الشعر والروائين والنقاد.
12/ العمل مع وزارة التربية، لإدخال مادة مهارات الحياة وتطوير الذات على المرحلتين المتوسطة والرسمية، وإن على شكل ورشات عمل لمرتين على مدار العام الدراسي.
13/ إقامة معرض الكتاب المستعمل مرة في السنة.
14/ عقد المؤتمرات الثقافية على مستوى لبنان والمحيط، لتعزيز التعارف والتلاقي وإتاحة الفرص لتبادل الخبرات والمحتوى والتجارب.
15/ عقد الورشات مع المثقفين والكتاب والمبدعين، لمعالجة المشكلات التي تعترض الحياة الثقافية في لبنان.
16/ تعريف اللبنانيين بالمثقفين خارج لبنان، وتعريف تجمعات المهاجرين بالمثقفين اللبنانيين في الداخل، وبلقاءات عبر وسائل التواصل عن بعد.
وإقامة معرض الكتاب اللبناني في تجمعات اللبنانيين المهاجرين الكبيرة على مستوى العالم.
أخيرًا، إن منح الثقافة الحياة الحقيقية، والاهتمام الذي يمكنها من الحياة، كفيل بتعزيز القراءة والتذوق والإبداع في كافة مجالاته، وهذا التعزيز سيجعل الثقافة حقلاً منتجًا على أكثر من صعيد. أبرزها الإنساني والتربوي وفي المواطنة والوعي وتطبيق القوانين، والذوق العام، ويسهم على مستوى المادي في توفير فرص عمل، وإن محدودة، ويسهم في الدخل المالي الوطني.