خطوط “حزب الله” الحمراء..!
“المدارنت”..
هل بدأت تتضح صورة المواجهة العسكرية في جنوب لبنان والأفق المنظور لتطورها وأهداف الطرفين؟
بالنسبة لحزب الله فهناك خطوط حمر يبدو أنه لا يستطيع تجاوزها، منها أنه لا يستطيع وقف القتال دون تحقيق أهداف محددة تسوغ فتح معركة ”المشاغلة” مثل التوصل إلى اتفاق حول غزة وانتهاء الحرب هناك.
أيضا هناك ضرورة استدراك التهشيم الذي حصل لمفهوم قوة الردع ضد اسرائيل التي كان يتذرع بها دائما كمبرر لوجوده مدافعا عن الجنوب ولبنان ولحمله السلاح بعيدا عن الدولة اللبنانية, وأخيرا أن يضمن في اي اتفاق جديد مع اسرائيل مكاسب، ولو في الحد الأدنى بحيث لايظهر الأمر أن حربه المكلفة أفضت للعودة لنقطة الصفر أو ما دون نقطة الصفر.
أما بالنسبة لاسرائيل فهناك هدف تكتيكي معلن هو إجبار حزب الله على سحب قوة الرضوان إلى ما وراء الليطاني، وتسليمه بالعودة للاتفاق الذي أساسه القرار 1701 بعد إضعاف قوته العسكرية بصورة واضحة.
وهدف أبعد من ذلك يعتمد الوصول إليه على تطور الأحداث ومواقف الدول الفاعلة كالولايات المتحدة وهو يتصل بمفهوم الشرق الأوسط الجديد اسرائيليا والذي يعتبر الائتلاف اليميني الحاكم في اسرائيل، أنه اقترب كثيرا من تحقيق ما يتعلق منه بضم غزة نهائيا لاسرائيل ثم الضفة الغربية وفرض نوع من الهيمنة العسكرية على لبنان وسوريا والأردن تمهيدا للخطوة التالية, مع طرد النفوذ الايراني من تلك الدول.
تلك باختصار حدود أهداف الطرفين المتحاربين في جنوب لبنان, وسيكون من الصعب توقف الحرب من دون بلوغ نقطة معينة يتحقق فيها على الأقل الهدف التكتيكي الاسرائيلي, أما حزب الله فيبدو من الصعب أن يحقق أهدافه لكن عقد اتفاق بخصوص غزة قد يمنحه الفرصة للنزول من الشجرة بطريقة أو بأخرى, لكن النزول من على الشجرة سيتطلب تقديم تنازلات وتعديلا لابد منه في صورته ”المقاومة”.
أما ما يتصل بتأثير ذلك في توازن القوى داخل سوريا, فالغالب أن غبار المعركة المحتدمة سينقشع على تراجع لحلف المقاومة, وسيشمل ذلك التراجع الساحة السورية, وسيصبح تدخل حزب الله في سوريا أصعب من السابق. وهكذا يبدو أن أحد دعائم توازن القوى الداخلي في سورية قد أصابه الضرر وستظهر نتائج المعركة الدائرة إلى أي حد وصل ذلك الضرر.