مقالات

خليفة خامنئي أم مصير النظام؟!

حسين عابديني/ بريطانيا

خاص “المدارنت”..
يعتبر منصب الولي الفقيه في النظام الايراني، أهم منصب، لأنه يعتبر بمثابة قطب لرحى النظام، ولذلك فإن النظام يوليه أهمية فائقة لأن المساس والنيل منه يعني المساس والنيل بأساس النظام، وذلك ما يهدده ويجعله عرضة للسقوط، ولذلك فإن التعرض لهذا الموضوع يعتبر بالغ الحساسية، حتى إن قيام العديد من المراقبين والمحللين السياسيين بالربط بين الوفاة المفاجئة لرفسنجاني، وبين إثارته لموضوع خلافة الولي الفقيه وجعله في قيادة جماعية.
مصرع ابراهيم رئيسي، أثار من جديد موضوع خلافة الولي الفقيه ولا سيما وأنه کان قد تم طرحه کمرشح لخلافة (السيد علي) خامنئي، والاخير، کما هو معروف يعاني من سرطان البروستات، وقد يموت في أيّ لحظة، لذلك فإنه من الضرورة الملحة أن يکون هناك من يخلفه في حال وفاته.
والمشکلة التي يواجهها النظام الان هي إنه وبعد مصرع رئيسي ليس هناك من مرشح يشار له في داخل النظام أکثر من مجتبى خامنئي، وهو أمر من شأنه أن يحرج النظام کثيرا لأنه سيجعله شبيها بسلفه نظام الشاه خصوصا وإن منظمة مجاهدي خلق قد وصفت الولي الفقيه ب”الشاه المعمم”، ولأن النظام يواجه مرحلة حساسة ودقيقة ويتخوف کثيرا من إنفجار برکان الغضب الشعبي فإن تعيين خليفة لخامنئي من شأنه أن يکون بمثابة الشرارة التي تشعل النار في هشيم النظام.
وعندما نقول بأن النظام الايراني يواجه مرحلة حساسة ودقيقة، فإن ذلك يأتي من حجم التحديات الکبيرة المختلفة التي تحاصر النظام من کل مکان، ومع إن تعاظم مشاعر الرفض والکراهية للنظام من جانب والاوضاع الاقتصادية بالغة السوء الى جانب العقوبات الدولية التي تعصف بالنظام، فإن هناك تحد خطير آخر وهو إن هيبة منصب الولي الفقيه، لم تعد کذلك، ولا سيما، إذا نظرنا الى عدد النداءات الملحة لخامنئي التي وجهها للشعب، مطالبا إياه بالذهاب الى صناديق الاقتراع لإنتخابات الرئاسة الاخيرة، ولکن عدم ذهاب ما قد قدر بـ88% من الشعب الايراني لصناديق الاقتراع، أثبت بمنتهى الوضوح إن الشعب لم يعد يولي من أية أهمية للولي الفقيه، وهذا مايمکن إعتباره مٶشرا بالغ الخطورة بالنسبة للنظام ولاسيما وأن خامنئي من الرعيل الاول للنظام، وکان من المقربين لخميني!
موضوع خلافة خامنئي، شاء النظام أم أبى، قد أصبح التحدي الاکبر والاخطر له، ويهدد النظام بما فيه وهذا ما هو واضح وثابت للجميع، لکن الذي يقض مضجع النظام ويربکه ويجعله يضرب أخماسا بأسداس، هو إنه يجد نفسه في داخل حلقة نارية ليس هناك من سبيل للخروج منها بسلام، خصوصا وإن الظروف والاوضاع الداخلية والاقليمية والدولية.
وکما هو واضح، لم يتمکن النظام من تجييرها لصالحه، بل وحتى إنها على الضد منه، والملاحظة الاخيرة والمهمة جدا التي يجب أخذها بنظر الاعتبار والاهمية هي: إذا کان خامنئي، وهو کما ذکرنا من الرعيل الاول للنظام، وکان مقربا لخميني، نالت الايام من هيبته، فکيف بمن يخلفه في نظام، صار الشعب الايراني قبل العالم کله يعلم کم هو فاسد وظالم؟!

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى