“المدارنت”..
شكّل الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الروسية مفاجأة وصدمة للكرملين، بعد أن تمكنت القوات الأوكرانية في هجوم مفاجئ من اختراق الخطوط الروسية والسيطرة على نحو 1000 كيلو متر مربع و28 قرية، واضطرار السلطات الروسية إلى إجلاء 121 ألف شخص من المنطقة.
هذا الهجوم الذي شاركت فيه أربعة ألوية يصل عددها إلى 10 آلاف جندي مزودين بمركبات مدرعة تساندهم المدفعية والطائرات المسيرة استدعى من الكرملين أن يعيد حساباته ويعدل خططه خارج خطوط القتال الرئيسية التي حقق فيها نجاحات عسكرية ملحوظة خلال الأشهر الأخيرة، ذلك أن هذا الهجوم الذي يعتبر الأول بهذا الحجم استهدف الأراضي الروسية مباشرة وليس المناطق التي تشهد قتالاً منذ فبراير/شباط 2022.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ترأس اجتماعاً لكبار القادة العسكريين والأمنيين والمسؤولين الحكوميين أشار إلى أن كييف «تحاول من خلال هذا الهجوم» تحسين موقعها التفاوضي «مؤكداً أن العدو سيتلقى رداً لائقاً على تصرفاته، وأشار إلى أن كييف تنفذ رغبة أسيادها الغربيين الذين يقاتلــــون روسيا بأيـدي الأوكرانيّيـن».
من الواضح أن روسيا كانت تركز جهدها العسكري على خطوط المواجهة في مناطق دونيتسك ولوغانسك ودونباس، في حين كانت قوات حرس الحدود المسلحة تسليحاً خفيفاً تتولى نقاط التفتيش وبعض التحصينات الميدانية التي شكلت نقاط ضعف استغلتها القوات الأوكرانية في هجومها المباغت وأحدثت هذا «الدفرسوار» داخل الأراضي الروسية.
قد يكون هذا «الدفرسوار» شبيه بما حدث خلال حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، عندما شنت القوات الإسرائيلية بقيادة أرييل شارون هجوماً سريعاً يوم 15 أكتوبر بين الجيشين الثاني والثالث، وإنشاء رؤوس جسور على ضفتي القناة بمنطقة الإسماعيلية، فيما كانت القوات المصرية تحرر المزيد من شبه جزيرة سيناء.
الثغرات العسكرية في الحروب ليست جديدة، وتقوم بها قوات خفيفة وسريعة داخل مواقع أو أراضي العدو الضعيفة، بهدف إرباكه وتشتيت قواه والانتشار من خلفه.
ففي الحرب العالمية الثانية نفذ رومل قائد القوات الألمانية في جبهة شمال إفريقيا ثغرة بطول 22 كيلو متراً داخل القوات البريطانية بقيادة مونتغمري، كما نفذت القوات الألمانية عام 1944 ثغرة غير متوقعة ضد أضعف المواقع الأمريكية بين قوات باتون وقوات مونتغمري، لكن كلا الثغرتين لم تحققا أهدافهما وتمت هزيمة القوات الألمانية في نهاية المطاف.
في الثغرة الأوكرانية يبدو أن الهدف إضافة إلى ما قاله بوتين من محاولة تحسين موقف كييف في أي مفاوضات مقبلة، فإن كييف ربما ترمي إلى إجبار موسكو على الانسحاب من المناطق التي احتلتها في أوكرانيا مقابل الانسحاب من الأراضي الروسية، أو تشتيت جهد القوات الروسية، وتخفيف ضغطها عن بقية الجبهات، إضافة إلى نقل الحرب إلى داخل الأراضي الروسية، وهو ما تسعى دول حلف الأطلسي، وخصوصاً الولايات المتحدة إليه لإضعاف سلطة بوتين وزعزعة الاستقرار داخل روسيا.
روسيا تؤكد أنها تقوم بهجوم مضاد، وتمكنت القوات الروسية من استعادة زمام الموقف، وتكبد القوات الأوكرانية خسائر في العديد والمعدات، لكن بانتظار جلاء المعركة يمكن معرفة حدود «الثغرة» وتداعياتها.
شكّل الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الروسية مفاجأة وصدمة للكرملين، بعد أن تمكنت القوات الأوكرانية في هجوم مفاجئ من اختراق الخطوط الروسية والسيطرة على نحو 1000 كيلو متر مربع و28 قرية، واضطرار السلطات الروسية إلى إجلاء 121 ألف شخص من المنطقة.
هذا الهجوم الذي شاركت فيه أربعة ألوية يصل عددها إلى 10 آلاف جندي مزودين بمركبات مدرعة تساندهم المدفعية والطائرات المسيرة استدعى من الكرملين أن يعيد حساباته ويعدل خططه خارج خطوط القتال الرئيسية التي حقق فيها نجاحات عسكرية ملحوظة خلال الأشهر الأخيرة، ذلك أن هذا الهجوم الذي يعتبر الأول بهذا الحجم استهدف الأراضي الروسية مباشرة وليس المناطق التي تشهد قتالاً منذ فبراير/شباط 2022.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي ترأس اجتماعاً لكبار القادة العسكريين والأمنيين والمسؤولين الحكوميين أشار إلى أن كييف «تحاول من خلال هذا الهجوم» تحسين موقعها التفاوضي «مؤكداً أن العدو سيتلقى رداً لائقاً على تصرفاته، وأشار إلى أن كييف تنفذ رغبة أسيادها الغربيين الذين يقاتلــــون روسيا بأيـدي الأوكرانيّيـن».
من الواضح أن روسيا كانت تركز جهدها العسكري على خطوط المواجهة في مناطق دونيتسك ولوغانسك ودونباس، في حين كانت قوات حرس الحدود المسلحة تسليحاً خفيفاً تتولى نقاط التفتيش وبعض التحصينات الميدانية التي شكلت نقاط ضعف استغلتها القوات الأوكرانية في هجومها المباغت وأحدثت هذا «الدفرسوار» داخل الأراضي الروسية.
قد يكون هذا «الدفرسوار» شبيه بما حدث خلال حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، عندما شنت القوات الإسرائيلية بقيادة أرييل شارون هجوماً سريعاً يوم 15 أكتوبر بين الجيشين الثاني والثالث، وإنشاء رؤوس جسور على ضفتي القناة بمنطقة الإسماعيلية، فيما كانت القوات المصرية تحرر المزيد من شبه جزيرة سيناء.
الثغرات العسكرية في الحروب ليست جديدة، وتقوم بها قوات خفيفة وسريعة داخل مواقع أو أراضي العدو الضعيفة، بهدف إرباكه وتشتيت قواه والانتشار من خلفه.
ففي الحرب العالمية الثانية نفذ رومل قائد القوات الألمانية في جبهة شمال إفريقيا ثغرة بطول 22 كيلو متراً داخل القوات البريطانية بقيادة مونتغمري، كما نفذت القوات الألمانية عام 1944 ثغرة غير متوقعة ضد أضعف المواقع الأمريكية بين قوات باتون وقوات مونتغمري، لكن كلا الثغرتين لم تحققا أهدافهما وتمت هزيمة القوات الألمانية في نهاية المطاف.
في الثغرة الأوكرانية يبدو أن الهدف إضافة إلى ما قاله بوتين من محاولة تحسين موقف كييف في أي مفاوضات مقبلة، فإن كييف ربما ترمي إلى إجبار موسكو على الانسحاب من المناطق التي احتلتها في أوكرانيا مقابل الانسحاب من الأراضي الروسية، أو تشتيت جهد القوات الروسية، وتخفيف ضغطها عن بقية الجبهات، إضافة إلى نقل الحرب إلى داخل الأراضي الروسية، وهو ما تسعى دول حلف الأطلسي، وخصوصاً الولايات المتحدة إليه لإضعاف سلطة بوتين وزعزعة الاستقرار داخل روسيا.
روسيا تؤكد أنها تقوم بهجوم مضاد، وتمكنت القوات الروسية من استعادة زمام الموقف، وتكبد القوات الأوكرانية خسائر في العديد والمعدات، لكن بانتظار جلاء المعركة يمكن معرفة حدود «الثغرة» وتداعياتها.