د. الصيادي يعلّق على بيان أوجلان بشأن حزب “العمال الكردستاني”

خاص “المدارنت”..
قرار عبد الله أوجلان بدعوة “حزب العمال الكردستاني” الى القاء السلاح، وحلّ نفسه، والانخراط في الحياة الديموقراطية التركية على قاعدة الأخوة الكردية – التركية، الثابتة والأصيلة في عمق التاريخ، قرار تاريخي من زعيم تاريخي، وسيكون على حزب “ppk”، الالتزام به، وحين يتم ذلك فإن العمل الديموقراطي من شأنه أن يحلّ كل الاشكالات المتولدة عن الصراع الدموي المستمر منذ نحو خمسة عقود.
وإذا كنا كسوريين، نقدر أهمية هذا القرار في تحقيق السلام والأمن الوطني للمجتمع التركي، ولوحدته الوطنية، فإن من الواجب أن يكون لهذا القرار انعكاس مباشر على الوضع في سوريا، في ما يخصّ الفرع السوري لـ”حزب العمال الكردستاني”، والمعروف باسم “حزب الاتحاد الديموقراطي pyd”، وجناحه المسلح العامل تحت راية قسد “قوات سورية الديموقراطية”، أي أن الحلّ الأوجلاني في سوريا يستدعي:
– القاء قسد لسلاحها، وتسليمه للسلطات السورية.
– حل تنظيم “pyd”، وكل المؤسسات والهياكل التي أقامها.
– تسليم كل المناطق، الواقعة تحت سيطرتها بما تحتويه من مؤسسات وثروات الى القيادة السورية.
– الانخراط في العمل السياسي الديموقراطي، والنضال من أجل تعزيز الديموقراطية في سوريا.
هذا الحل الشجاع الذي أقدم عليه “أوجلان”، وكنا قد عرضناه مبكرا كحلّ وحيد أمام “pyd”، و”قسد”، و”مسد”، وذلك للخروج من أسر الفكر الانفصالي وللمشروع الانفصالي الذي عمل هذا التنظيم على محاولة جرّ المكون الكردي السوري إلى جانبـه.
هذا “الحل الأوجلاني”، يعيد مسار المكون الكردي في كل بلد وجد فيه الأكراد الى السياق الطبيعي، باعتبارهم جزءا مهما وعزيزا من مكونات كل بلد، أي أن هذا الحل رسم الطريق الى”استرداد” المكون الكردي الى حاضنته الطبيعية، وهي الحاضنة الوطنية، وحرره من محاولات القوى الغربية بكل تجلياتها من اللعب والمقامرة فيه وعليه.
وهنا في سوريا، سيكون على القوى الوطنية السورية، وعلى السلطة الوطنية السورية، أن تتحقق من التزام “pyd”، و”قسد”، بالحلّ الأوجلاني، والمساعدة على اندماج هؤلاء في الحياة السياسية الوطنية للسوريين.
وكما في تركيا، كذلك في سوريا، فإن كل الاشكالات المتخلفة عما ارتكبته “قسد” خلال المرحلة الماضية، وكل الحديث عن تجاوزات النظام البائد بحق الأكراد، يمكن معالجته، وتجاوزه بروح الانتماء “الوطني والعروبي والتحرري والديني” للمجتمع السوري. وهو انتماء يجتمع فيه وحوله السوريون على اختلاف مكوناتهم، وأعراقهم، وأديانهم.