ذاكرة الثلج..
خاص “المدارنت”..
لا يزالُ منظرُ الثلجِ يزيّنُ مخزونَ الذاكرهْ
الذاكرةُ التي كوّنتها طبقاتٌ تعلوها طبقاتْ
يرسخُ فيها ما يرسخُ مِنْ صُوَرٍ بهيّةٍ عصيّةٍ
على نسيانٍ يداهمُ فيها زوايا لا تقربُها
عقاربُ الزمنِ المتمادي في هروبِه العجيبْ
*****
كم كانتِ الثلوجُ جديرةً بنا
وكم كنّا جديرينَ بما تجيء به نُتَفُه
إذ يندفُ ما يندفُ من هطولٍ يكسو
ذيّاك السهلَ وتلالَه وجبالَه ومساكنَ
الناسِ الطيّبين والخيّرين والأبرارِ
والأشرارِ والقانعين والجشعينْ
*****
كنّا للثلجِ وكان الثلجُ لنا وكانتْ
كلُّ التضاريسِ والمنشآتِ والمباني
إضافاتٍ جديدةً متجدّدةً للمعاني
المقيمةَ في قلوبِ الأطفالِ واليافعينْ
إذ يقيمُ المناخُ أَوَدَ العواطِفِ
حتّى بحلولِ أعتى العواصفِ
ويزوّد المواقدَ والمدافئ
بحطبٍ ووقودٍ يكفي كلّ المواسمَ
ويدوم دفؤه في كلِّ الفصولْ
*****
لا شيءَ يعيدُ للثلوجِ بياضها المفقودْ
لا بياض في الحاضر يغني عن ماضٍ
كانت فيه الهواطلُ تمسُّ الأفئدةَ
قبلَ أن تكونَ ظاهرةً جويةً مناخية
ليستِ الرومنسيةُ تخاريفَ وخزعبلاتْ
ليس استحضارُ الذكرياتِ مكوثًا
في الماضي وعجزًا عن الخروج منه
*****
للثلجِ ذاكرةٌ إهمالُها خيانةٌ عظمى
للثلجِ حضورٌ في عزّ القيظ والحرِّ
ليس الأمرُ صحوًا وغيمًا ومطرًا
ليس الأمرُ شروقًا وسطوعًا وهاجرهْ
إنّها خيوطٌ تُنسَجُ في أعماقِ الذاكرهْ
*****