عربي ودولي

“هآرتس” العبرية: “إسرائيل” كذّبت لتبرير عدوانها وقتل الغزيّين.. أين الاغتصاب؟!

“المدارنت”..
أعلنت جامعة حيفا أنها لن تعرض فيلم “لا أرض أخرى”، وهو فيلم إسرائيلي – فلسطيني يتناول طرد الفلسطينيين والتنكيل بهم في جنوب جبل الخليل، على يد المستوطنين وقوات الجيش الإسرائيلي، بالذريعة المضحكة التي تقول إن الفيلم لم يصادق عليه مجلس الرقابة على الأفلام، رغم أنه لا حاجة إلى هذه المصادقة، لأن الأمر يتعلق بعرض غير تجاري (أمس، تراجعت إدارة الجامعة عن هذا القرار). في عدد من الصحف، أعطي العنوان “في أعقاب ضغط الجمهور”. هذا “الجمهور” هو بعض النشطاء اليمينيين الثابتين وأصحاب الأصوات الصارخة الذين ينجحون في إلغاء أحداث ثقافية تتضمن -حسب رأيهم- انتقاداً لدولة إسرائيل.
وقررت “القناة 13” عدم نشر تحقيق أعده الصحافيان في “مكور”، رفيف دروكر وايتي روم، عن رامي دافيديان، الذي اعتبر بطل إسرائيل بعد إنقاذه أشخاصاً من حفلة “نوفا” في 7 أكتوبر. وقالت القناة: “ندرك مشاعر الجمهور وتداعيات بث هذا الفصل. لذلك، نفضل عدم بثه في الوقت الحالي”. العاصفة “الجماهيرية”، أي منشورات غاضبة في الشبكات الاجتماعية ثارت بسبب الاحتجاج على درجة إخلاص دافيديان وتقاريره عما فعله وما شاهده في 7 أكتوبر”.
قال دروكر وروم إن الأمر لا يتعلق بمقال يلغي ما فعله دافيديان، بل مقال يصحح قصته ويفحص ما الذي جرى وما الذي لم يجر. وأكدا أن هذا ليس إحصاء تافهاً للناجين ومقارنة ذلك بالأرقام التي قدمها دافيديان، بل المسألة الأهم هي الأوصاف التي قدمها دافيديان لأمور لم تحدث قط، بما في ذلك الفظائع ووصف الاغتصاب والانتهاكات التي حدثت في 7 أكتوبر.
قضية الاغتصاب ترافق التقارير حول 7 أكتوبر مثل ظل قاتم بشكل خاص، وهي أداة قوية في الإعلام الإسرائيلي، الداخلي والخارجي. هذه الأحداث الصادمة والمنهجية التي نفذت بها، كما يبدو، تعد لبنة في تبرير إسرائيل مواصلة عدوانها في غزة وتحويل جميع الغزيين – سواء كانوا نشطاء من حماس أم لا – إلى أشخاص يستحقون الموت من ناحيتها. إن استيضاح الحقائق، في المقابل، تم من قبل جهات مختلفة منذ 7 أكتوبر، لكنه بقي في معظمه بعيداً عن أعين الجمهور. وعندما يحاولون كشف جزء صغير منها كما أرادوا في برنامج “مكور”، يقررون بأن “مشاعر الجمهور” لن تتحمل ذلك.
التلويح بـ “مشاعر الجمهور” يعد تلاعباً، وبه تتخلى الأنظمة التي قد تحافظ على النزاهة الداخلية عن دورها المهم بأي ثمن. وهذا يسري بخصوص جامعة حيفا ومؤسسات أخرى، التي تقرر عدم عرض أفلام لا تعرض إلا وجهاً جميلاً لإسرائيل. مؤسسات أكاديمية وإعلامية وثقافية قد تعرض على الجمهور أيضاً ما يعارض في جوهره ما يعتمل في قلبه. قد ينشغلون في التحقيق في الوقائع ووصفها وكشفها، حتى عندما تكون النتيجة غير مريحة “للجمهور” ولا تتساوق مع ما كان يريد اعتقاده.
بالمناسبة، هناك من يعرف بالضبط كيفية تجاهل “مشاعر الجمهور”: نتنياهو رئيس الحكومة. “مشاعر الجمهور” بشأن تحرير المخطوفين واضحة كالشمس. ومعظم الشعب معني بصفقة لإطلاق سراحهم حتى بثمن وقف الحرب. ولكن عندما يريدون، يمكن الاستخفاف بما يشعر به الجمهور.

شني ليتمان “هآرتس” العبرية
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى