صحيفة عبرية لـ”دمية نتنياهو” كاتس: من يأبه لك ولتصريحاتك؟!

“المدارنت”..
أضيف لاستمرار التصعيد بين الحكومة ورؤساء جهاز الأمن ساحة أخرى أمس؛ فبعد انقضاض منسق بين رئيس الحكومة (المعادية الإرهابي الصهيوني بنيامين) نتنياهو، والوزير (الإرهابي الصهيوني) بن غفير على رئيس “الشاباك” (الإرهابي الصهيوني) رونين بار، اشتعلت جبهة جديدة بين وزير الدفاع (الإرهابي الصهيوني) يسرائيل كاتس و(الإرهابي الصهيوني) أيال زامير، الذي عُين مؤخراً في منصب رئيس الأركان. هذه المواجهة التي يؤججها نتنياهو ورجاله بشكل متعمد، تحرف انتباه الرأي العام نحو أمور ثانوية.
وبدلاً من التركيز على الأمر الأساسي، أي جمود المفاوضات حول صفقة التبادل واستئناف الحرب في قطاع غزة وخطوات الحكومة لقضم النظام الديمقراطي، ها هي وسائل الإعلام تنشغل بالشائعات وتغطيها، وكأن الأمر يتعلق بحرب أدمغة بين مدربين لكرة القدم، وليس بأمور حيوية لمستقبلنا.
تعود مكتب كاتس بشكل روتيني على إغراق وسائل الإعلام بإعلانات متكررة حول نشاطات الوزير، عدة مرات في اليوم، وهذه تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية: صور محرجة للوزير مع قوات في الميدان أثناء إطلاق تهديدات ضد الأعداء، ونشر بيانات تدعي بأنه أمر وأصدر تعليمات لتحركات في الجيش (في الحقيقة، معظم القرارات يتخذها نتنياهو أو هيئة الأركان العامة)، وتصريحات سياسية هستيرية.
يتميز كاتس في النوع الثالث بشكل خاص؛ فقد اعتاد الانقضاض على كل نقطة خلاف محتملة مع الحكومة ووسائل إعلام اليمين، وبذلك تنغيص حياة رئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي. إزاء ذلك، اضطر هليفي إلى تبكير موعد استقالته، بداية آذار الحالي. والجمعة الماضي، اقتبس المراسل ناحوم برنياع ملاحظات ضابط كبير عن وزير الدفاع.
“هو دمج نادر بين القدرة السياسية العالية والقدرة العقلية المتدنية والشر”. ولأن المقال كله يرتكز على محادثة مع هليفي، فلا حاجة إلى سؤال من هو هذا الضابط المجهول. ربما علينا تهنئة هليفي على عودة حس الدعابة لديه.
بدأت العلاقة بين كاتس وزمير بنقطة انطلاق أخرى مختلفة كلياً كما يبدو. فقد تفاخر كاتس بالتعيين الذي أملي من قبل نتنياهو. في حين اهتم زمير بأن يسوق للجمهور صورة رئيس أركان “هجومي”، لا شعور لديه بالذنب حول الإخفاقات التي مكنت من حدوث 7 أكتوبر، وقادر على النجاح في المكان الذي لم يوفر فيه هليفي المطلوب منه:
هزيمة نهائية لحماس. وزراء اليمين المتطرف وأعضاء الليكود فرحوا به، في حين بدأت وسائل الإعلام والمعارضة في طرح الأسئلة بعد أن سارع زمير إلى التخلص من المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، العميد دانيال هاغاري، والدفع قدماً بخطط هجومية طموحة في القطاع.
لكن يظهر وكأن كاتس، نسي تحديث أساليب عمله عند تغيير رؤساء الأركان، وهكذا أشعل بغير عمد مواجهة أولى مع زمير. تتعلق الخلفية بقضية جديدة تطورت حول العميد احتياط أورن سولومون، الذي يعمل في الاحتياط كمدير قتال في فرقة غزة، أحد المناصب الرفيعة في أركان الفرقة. سولومون من سكان الغلاف وحارب بشجاعة في 7 أكتوبر، وكان مشاركاً في التحقيق الداخلي للفرقة. حسب روايته، فقد كشف عن استنتاجات قاسية عن أداء هاليفي وهيئة الأركان حول علاقتهم بالفرقة صباح المذبحة.
ويدعي سولومون أيضاً بأن تحقيقه كشف عن جهود واضحة للطمس، ذكرته بقضية الخط 300 في “الشاباك”. في الرسالة التي أرسلها لنتنياهو وكاتس، اتهم هاليفي وهيئة الأركان وقيادة المنطقة الجنوبية بإخفاقات وطمس متعمد من قبلهم. سولومون عضو في منتدى “الأمنيون”، الذي كثير من رجاله، إضافة إلى أن لهم مواقف يمينية أيديولوجية، يتولون دوراً نشطاً في الحملة المتشعبة التي تجري للدفاع عن نتنياهو. هو أرسل لرئيس الحكومة والوزير كاتس رسالته على خلفية استدعاء الشرطة العسكرية للتحقيق معه في بتهمة إعطاء وثائق سرية لجهات غير مسموح لها الحصول عليها.
وأصدر وزير الدفاع أمس بياناً قال فيه إنه أمر باستدعاء سولومون إليه كي يعرض عليه نتائج التحقيق. وقد عبر عن دهشته من استدعاء سولومون للتحقيق في الشرطة العسكرية، وأعلن نيته “الطلب من رئيس الأركان فحص سلوك النيابة العسكرية في هذه القضية”.
هاليفي والنيابة العسكرية أهداف معروفة للتنكيل البيبي، لكن زمير أيضاً تعرض للمرة الأولى للهجوم، وانزعج من انتقاد متزايد ضده في وسائل الإعلام. وكان رد زمير استثنائياً. المتحدث بلسان الجيش نشر بياناً شخصياً باسم رئيس الأركان، جاء فيه أن “رئيس الأركان لا يحصل على توجيهات عبر البيانات في وسائل الإعلام”، وأن “الادعاء القائل بأنه تم التحقيق مع الضابط (سولومون) بسبب دوره في تحقيقات 7 أكتوبر، هو ادعاء كاذب ولا أساس له من الصحة”. وأضاف زمير بأنه يدعم “جهات إنفاذ القانون في الجيش الإسرائيلي، التي تعمل حسب القانون لاستيضاح الاشتباه كما هو مطلوب”.
رسم زمير، بشكل متأخر، خطاً في الرمال وحدد استقلاليته إزاء مناورات سياسية مكشوفة لوزير الدفاع. ورد كاتس ببيان قال فيه إن “وزير الدفاع يصدر تعليمات لرئيس الأركان الذي يخضع للمستوى السياسي، بكل الطرق التي يعتقد أنها صحيحة. لم تكن هناك حاجة لرد رئيس الأركان، ولم يكن في محله”.
ودعا إلى وقف الحوار الإعلامي، وادعى أن توجهه لزمير لم يكن عبر وسائل الإعلام، بل كان قبل ذلك بشكل مباشر. هذا ببساطة لا يتساوق مع صيغة البيان الأصلي الذي صدر أمس، والذي قيل فيه بوضوح إن كاتس ينوي الطلب من رئيس الأركان لإجراء فحص؛ أي أن الأمر يتعلق بخطوة مستقبلية. هذه الحكومة لا تسعى حتى إلى محاولة الكذب باستمرار.
رغم المتعة التي يستمدها من رحلاته إلى الجبهة، تبقى لدى كاتس مشكلة؛ فالجمهور لا يتعامل معه بجدية كوزير دفاع، وتميل دوره بشكل عام إلى التشويش بينه وبين محاكاة يارون بيرلت في “بلاد رائعة”. بعض المراسلين والمحللين حتى لا يكلفون أنفسهم عناء الاتصال به منذ تعيينه في منصبه. وآخرون يتملقون له علناً، مع إظهار انفعال مصطنع من خطواته، على أمل الحصول على فتات معلومات، وهو جزء مكمل لصورة بائسة تظهر أيضاً عقب محاولة إقالة بار من رئاسة “الشاباك” ومن التحقيق في العلاقة بين قطر وثلاثة مستشارين إعلاميين لنتنياهو والليكود. تتصرف الحكومة الحالية بصورة متقلبة، هاوية وخطيرة، في المواضيع الأمنية الحساسة وفي أوج الحرب التي أخذت تتعقد في عدة جبهات.