صحيفة “هآرتس الإسرائيلية”: الفلسطينيون أفضل الشعوب المدافعين عن أرضهم!
مقاوم فلسطيني يسحب جندي صهيوني من دبابته في 7 تشرين 2023“المدارنت”..
لا تزال القضية الفلسطينية تراوح مكانها، وذلك بسبب العدوان الإرهابي الصهيوني المتواصل، على قطاع غزّة والضفة الغربية، والتقتيل والتجويع والتشريد والابادة، وذلك أمام مرأى ومسمع العرب النائمين، والغرب الكافرين.
وحتى لا نصاب بالاحباط ونستسلم، فهذا ما جاء في إحدى إفتتاحيات صحيفة ”هآرتس الإسرائيلية”، تحت عنوان: “الفلسطينيون أفضل شعوب الأرض في الدفاع عن وطنهم”.
هل تصدق أن أكبر صحيفة “إسرائيلية”، تقول الحقيقة عن الفلسطينيين، وأنهم شعب من أفضل شعوب الأرض الذين هبّوا للدفاع عن حقوقهم، بعد خمسة وسبعين عامًا، وكأنهم رجل واحد؟!. من أندر ما ينضح به الضمير الحيّ، وأجمل ما تزهر به الحرية الفكرية، وأجود ما يثمر بهامش التمكن.
أثناء الحرب على غزّة، وإطلاق صواريخ المقاومة علينا، خسارتنا كل ثلاث أيام 912 مليون دولار مِن طلعات الطائرات، وثمن صواريخ “الباتريوت”، وتزويد الآليات بالوقود، واستهلاك الذخائر والصواريخ على كافة أنواعها، ناهيك عن تعطل الحركة التجارية، وهبوط البورصة، وتوقف مُعظم المؤسسات وأعمال البناء، وشلل تام في جميع مجالات الزراعة وموت الدواجن على أنواعها في المزارع بعشرات ملايين الدولارات، وتعطل بعض المطارات وبعض خطوط القطارات، وثمن إطعام الهاربين إلى الملاجئ، ناهيك عن التدمير في البيوت والمحال التجارية والسيارات والمصانع، بفعل صواريخ المقاومة الفلسطينية!
إننا نتعرض لحرب نحن من بدأها، وأوقد نارها وأشعل فتيلها، ولكننا لسنا من يديرها! وبالتأكيد لسنا من يَنهيها، ونهايتها ليست لمصلحتنا، بخاصة، وأن المدن العربية في “إسرائيل” فاجأت الجميع بهذه الثورة العارمة ضدنا، بعد أن كنا نظن أنهم فقدوا بوصلتهم الفلسطينية! هذا نذير شؤم على الدولة التي تأكد سياسيّوها أن حساباتهم كانت كلها مغلوطة، وسياساتهم كانت تحتاج لأفق أبعد مما فكروا فيه.
إنهم (الفلسطينيّون) فعلا أصحاب الأرض، ومن غير أصحاب الأرض يدافع عنها بنفسه وماله وأولاده بهذه الشراسة، وهذا الكبرياء والتحدي!؟
وأنا كيهودي، أتحدى أن تأتي دولة “إسرائيل” كلها بهذا الإنتماء، وهذا التمسك والتجذر بالأرض.. ولو أن شعبنا مستمسّك بأرض فلسطين، لما رأينا ما رأيناه مِن هجرة اليهود بهذه الأعداد الهائلة في المطارات، يسارعون الى الهجرة منذ أول بدء الحرب، بعد أن أذقنا الفلسطينيين ويلاتنا، من قتل وسِجن وحصار وفصل، وأغرقناهم بالمخدرات وغزونا أفكارهم بخزعبلات تبعدهم عن دينهم، كالتحرر والإلحاد والشكّ بالإسلام والفساد والشـذوذ الجنسـي!
لكن الغريب في الأمر، أن يكون أحدهم مُدمن مخدرات، ولكنه يهبّ دفاعا عن أرضه وأقصاه (المسجد الاقصى)، وكأنه شيخ بعمامة وصوته يصهل الله أكبر! هذا إضافة الى أنهم يعلمون ما ينتظرهم من ذلّ وإهانة واعتقال البعض، ولم يترددوا يوما عن الذهاب الى أداء الصلاة في المسجد الأقصى!.
جيوش دول بكامل عتادها، لم تجرؤ على ما فعلته المقاومة الفلسطينية في أيام معدودات، فقد سقط القِناع عن الجندي “الإسرائيلي” (الإرهابي الصهيوني) الذي لا يُقهر.. وأصبح يُقتل ويُخطف!.
وطالما أن تل أبيب، ذاقت صواريخ المقاومة، مِن الأفضل أن نتخلّى عن حُلمنا الزائف بـ”إسرائيل” الكبرى.. ويجب أن تكون للفلسطينيين دولة جارة تسالمنا ونسالمها، وهذا فقط يطيل عمر بقائنا على هذه الأرض بضع سنين.. وأعتقد بأنه ولو بعد ألف عام، هذا إن استطعنا أن نستمر لعشرة أعوام قادمة كدولة يهودية، فلا بُد أن يأتي يوم ندفع فيه كل الفاتورة! فالفلسطيني سيبعث مِن جديد، ومِن جديد ومِن جديد، وسيأتي مرّة راكبا فرسَه مُتجها نحو (تل أبيب)”!
بقي ان نشير الى الصراع العربي/ “الاسرائيلي”، هو قضاء وقدر، ليميّز الله بين المؤمنين والمنافقين، وأن الغلبة بحول الله ستكون لابناء فلسطين الأبية، طال الوقت أو قصر، على الرغم مما يعانيه الفلسطينيون من قتل وتدمير وتجوع وإبادة.