عربي ودولي

عبلة سعدات تروي ظروف اعتقالها القاسية.. وتأمل الإفراج عن زوجها أحمد داخل فلسطين!

الأسيرة المحررة عبلة سعدات

“المدارنت”..
في 19 يناير 2025، أفرجت قوات الاحتلال الإرهابي الصهيوني، عن الأسيرة المحررة عبلة عبد الرسول سعدات، ضمن صفقة تبادل”.
جاء الإفراج عنها بعد أكثر من 4 شهور في الاعتقال، حيث اعتُقلت في 17 أيلول سبتمبر 2024، لتكون جزءاً من مجموعة الأسرى الذين تم الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى، بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
عبلة عبد الرسول سعدات، هي زوجة المناضل أحمد سعدات، الأمين العام لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، الذي يواجه الاعتقال في سجون الاحتلال الإرهابي الصهيوني، منذ 18 عاماً.
واعتقلت في ظروف وصفتها بأنها الأسوأ والأقسى في حياتها، حيث تعرضت لمعاملة قاسية واحتجاز في ظروف غير إنسانية منذ لحظة اعتقالها حتى الإفراج عنها.
كان اعتقال عبلة عبد الرسول سعدات، مفاجئاً لها ولأسرتها. في الساعة الثالثة فجراً من يوم 17 أيلول/ سبتمبر 2024، اقتحمت قوات الاحتلال منزلها في مدينة رام الله. لم يتم إخطارها بسبب الاعتقال أو توجيه أي تهم لها. تم تقييد يديها وعينيها قبل أن تنقل إلى مركز التحقيق.
وحول تجربتها، قالت السيدة عبلة: “كان الاعتقال مفاجئاً، ولم أفهم سبب احتجازي. قال لي المحقق إنني أشكل خطراً على أمن الاحتلال، وهي جملة يستخدمها الاحتلال لتبرير أي اعتقال إداري بحق الفلسطينيين”.
وقالت إن نقلها إلى سجن “الدامون” شمل رحلة استمرت عدة أيام بين سجون مختلفة، شهدت خلالها تهديدات وتعذيباً نفسياً.
أضافت: “لم يراعوا سنّي أو صحتي. كنت في عمر الـ69 سنة، وأخضع للإهانة المستمرة، فقد تم تقييدي والضغط علي بشكل غير إنساني وتهديدي قبل نقلي إلى العزل الانفرادي”.

العزل الانفرادي
تصف فترة العزل الانفرادي، بأنها كانت من أصعب التجارب التي مرت بها. قضت 12 يوماً في زنزانة ضيقة، حيث مُنعت من الخروج أو الاستحمام. تقول عبلة: “العزل الانفرادي كان كابوساً. في زنزانة لا تتجاوز مترين في مترين، كنت مضطرة للبقاء فيها 24 ساعة، ومنعت من الاتصال بالعالم الخارجي أو حتى رؤية الأسرى الآخرين”.
ورغم هذه الظروف القاسية، أكدت عبلة أن روح المقاومة هي التي كانت تحفزها على الصمود، حيث كانت تركز على عائلتها وزوجها المناضل أحمد سعدات، كدافع للبقاء قوية.

الأمين العام
وفي تصريح خاص لصحيفة “القدس العربي”، أكدت السيدة عبلة أن المحامين المختصين بملفات الأسرى، أكدوا لها أن زوجها أحمد سعدات، سيكون من ضمن الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة المقبلة من صفقة التبادل. أضافت: “لقد كنا نعلم أن هناك مفاوضات جارية لإطلاق سراحنا، ولكن لم نكن نعرف متى ستحدث هذه الصفقة. ومع ذلك، كنا ننتظر بفارغ الصبر تأكيدات من المحامين حول مصيرنا، بخاصّة فيما يتعلق بزوجي أحمد”.

ضغط نفسي
وتابعت أنها تعرضت لضغوط نفسية، عندما تم إبلاغها أن اسمها قد تمّ إسقاطه من قائمة الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، قبل أن يتم لاحقاً التأكد من ورود اسمها ضمن القائمة. وتقول إن الاحتلال تعمد إسقاط اسمها، لكنها اعترضت على ذلك بشدة، وبعد أربع ساعات عادوا فأضافوه.
وذكرت أن التحديات النفسية والجسدية، كانت جزءاً لا يتجزأ من تجربتها في السجون “الإسرائيلية”. تعرضت للضغط النفسي المستمر والعزل التام عن العالم الخارجي. ورغم كل هذه الصعوبات، أكدت السيدة عبلة أن هذه التجربة عززت من قوتها الداخلية، حيث كانت تركز على الذكريات الجميلة مع عائلتها وزوجها لتتمكن من التحمل، “في لحظات العزلة، كنت أغلق عيني وأسترجع شريط حياتي مع أولادي وزوجي وأحفادي، وهذه الذكريات كانت تمنحني القوة لأصمد في مواجهة كل تلك الصعوبات”.
وتعرب عبلة سعدات، عن أملها في أن يتم الإفراج عن زوجها أحمد داخل الأراضي الفلسطينية، وليس خارجها. وتقول: “نأمل أن يكون الإفراج عن زوجي في وطنه، وأن يعود إلى فلسطين، كما هو حقه. نحن نعلم أن التفاهمات الأولية تشير إلى أن اسمه سيكون ضمن صفقة التبادل المقبلة، ونحن نترقب هذا اليوم بفارغ الصبر”.

رسالة إلى الأسرى
وفي رسالة وجهتها إلى الأسرى في سجون الاحتلال، قالت: “أنا كباقي الشعب الفلسطيني، أنتظر اليوم الذي يتم فيه تبييض السجون، حيث يعود كل الأسرى إلى أهاليهم. نعلم أن المعركة لم تنتهِ، وأن التضحيات مستمرة، لكننا نثق بأن حريتنا آتية لا محالة. صمودكم وأملكم في الحرية هو ما يدفعنا للمضي قدماً، ونحن معكم في هذه المعركة حتى نحقق العدالة والحرية لجميع الأسرى الفلسطينيين”.
وشددت على أهمية التضامن الدولي مع الأسرى الفلسطينيين، ودعت العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في سعيه للحرية والعدالة. وأكدت أن الحرية هي حق لجميع الأسرى الفلسطينيين، وأنهم سيستمرون في النضال من أجل حياة كريمة وإنسانية.
وقالت: “لن تنكسر إرادتنا مهما كانت الظروف. الاحتلال قد يظن أنه بإمكانه كسرنا، لكننا أقوى من السجون والقيود. نحن شعب ناضل من أجل الحرية منذ سنين وسيظل هذا النضال مستمراً حتى نحقق أهدافنا”.

المصدر: “القدس العربي”
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى