عرب أميركا يفضلون دعم مرشحة حزب “الخضر” للرئاسة!
“المدارنت”..
نظم “مركز مساواة” الحقوقي، من مقرّه في حيفا، داخل أراضي 1948، ندوة رقمية خاصة حول تأثير الانتخابات الرئاسية الأميركية، على منطقة الشرق الأوسط، وذلك بالتعاون مع “مؤسسة أصدقاء مساواة” في الولايات المتحدة.
دعا مدير “مركز مساواة”، جعفر فرح، إلى المشاركة الواسعة للعرب في الولايات المتحدة في الانتخابات، لأهميتها لمنطقة الشرق الأوسط والشعب الفلسطيني. وأجمع الحضور على أن الجالية العربية والمسلمة الأمريكية منقسمة في مواقفها بين ثلاثة مرشحين، حيث تعلن غالبية الجالية العربية من أصول فلسطينية، دعمها للمرشحة الثالثة، عن حزب “الخضر” جيل ستاين، بسبب دعمها للشعب الفلسطيني ومواقفها التقدمية.
افتتحت الحوار المديرة التنفيذية لـ”مركز مساواة”، سهى سلمان موسى، مشيرة إلى أهمية دور العرب في الولايات المتحدة لإسماع صوت شعبهم في البلاد، وعلى تأثير نتائج الانتخابات المباشرة على المنطقة بشكل عام، والمجتمع الفلسطيني بشكل خاص. وأشار خالد صفوري، مؤسس “مركز دراسات” في ولاية ڤيرجينيا، وينتمي لعائلة فلسطينية مهجرة من قرية صفورية- قضاء الناصرة، إلى أن الجالية العربية، والمسلمة بشكل عام، غير متجانسة، وخصوصًا في الولايات المتأرجحة، كما هو الحال لدى بقية مكونات المجتمع الأمريكي.
ونوّه إلى أن الاستطلاعات تشير إلى أن الفارق بين كامالا هاريس، المساندة لـ”إسرائيل”، كالرئيس بايدن (226 نقطة)، ومرشح الجمهوريين المساند لـ”إسرائيل” دونالد ترامب (216)، وأن الامتناع عن التصويت أو دعم المرشحة الثالثة جيل ستاين سيخدم ترامب.
وأشار إلى “انشقاق جزء من الجالية اليمنية عن الجالية العربية ودعمهم لترامب، وإلى الصراع بين بعض الجاليات العربية والمسلمة مع الجالية اللبنانية، ودعم جزء من أبناء الجالية التي تنتمي للمعارضة السورية لترامب.
ويقول صفوري: “إن غالبية أبناء الجالية العربية والمسلمة، متعاطفون مع الحزب الديموقراطي، ويخشون من انتخاب ترامب”، لافتًا إلى “وجود استطلاعات تشير إلى فوز المرشحة الثالثة ستاين، بغالبية أصوات العرب في ولاية ميشيغان، وأن طاقم كاميلا هاريس، متعاون مع الجالية العربية والمسلمة، وهي أقلّ الشرّين”.
وأشار، في المقابل، إلى مواقف بايدن الصهيونية، ومساعديه بلينكن والسفير الأمريكي في “إسرائيل” جاك لو. وشرح صفوري أن المعركة الأساسية حاليًا تتركز في سبع ولايات: بنسلفانيا، ميشيغان، نيفادا، أريزونا، جورجيا، ويسكونسن، ونورث كارولاينا.
وأشار إلى التغيير في مواقف الشباب الأمريكيين، في أعقاب فقدان السيطرة على وسائل الإعلام التقليدية، حيث لا يستهلك جيل الشباب الإعلام التقليدي. وتشير الدراسات إلى أن 52% من جمهور الشباب الأمريكي يطالبون بوقف تسليح إسرائيل.
تشتّت الصوت العربي
وتحدثت د. إلهام ناصر، محاضرة وباحثة في مجال التربية من ولاية ڤيرجينيا، وأصلها من مدينة الناصرة، عن التصويت لصالح المرشحة الثالثة جيل ستاين، بسبب موقفها من قضية فلسطين، وأشارت إلى أهمية وجود وجه ثالث، يمكن أن يحصل على نسبة الـ5% لكسر الفرز التاريخي بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري. وأشارت إلى وجود قضايا محلية تقلق العرب الأمريكيين، مثل أزمة الجهاز الصحي والتعليم.
الناشطة رشا مبارك، من منطقة فلوريدا، وأصلها من حزما وبيت حنينا، تحدثت حول أهمية التصويت في الجالية العربية والإسلامية وبناء التحالفات بينها وبين جاليات مهمشة.
من جهته، قال البروفسور محمد أبو النمر، وهو باحث في مجال الأديان والصراعات وأصله من مدينة المغار، إن التصويت لترامب هو عمليًا تصويت للفاشية الأمريكية وفروعها في العالم. أما التصويت ضد ترامب، فهو تصدٍّ “للحريق داخل البيت الأمريكي” ومواجهة اللوبي الصهيوني.
معتبرًا أن التصويت لستاين هو عمليًا تصويت ضد اللوبي الإسرائيلي “أيباك”، لكنه يقول إن التصويت لستاين في هذه المرحلة سيساهم في انتخاب ترامب.
انشقاق جزء من الجالية اليمنية
عن الجالية العربية ودعمهم لترامب
ودعم جزء من المعارضة السورية لترامب
وتحدث الأستاذ عبد خاسكية، من ولاية ميريلاند، وأصله من مدينة الطيرة، حول الخوف بين الأمريكيين من اختيار ترامب، وأشار إلى أن “الجاليات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة، تتبرّع بحوالي 3 مليارات دولار لإغاثة بلدانها، لكنها لا ترصد ما يكفي من أموال للتأثير السياسي”. لافتًا إلى “أهمية تسجيل الناخبين والشراكة بالمؤسسات الحزبية المحلية والقطرية”.
وأكد السيد إبراهيم جرجورة، من ولاية ميشيغان، وأصله من الناصرة، على “أهمية محاسبة بايدن ومعاقبة الحزب الديموقراطي، لكنه أشار إلى تجربة انتخابات 2000، حيث أدّى تصويت العرب للحزب الثالث إلى انتخاب بوش. وأشار إلى أهمية وجود قاعدة شعبية غير صهيونية بالحزب الديموقراطي لمواجهة أمثال مريم أديلسون التي تبرعت بأكثر من 100 مليون دولار لدونالد ترامب.
وأشار خليل بدير، من ولاية بنسلفانيا، وأصله من كفر قاسم، إلى “تهميش قضية فلسطين عربيًا وإسلاميًا، بسبب الخلافات في العالم العربي والإسلامي”، وحذّر من التقاعس الذي سيؤدي إلى انتخاب ترامب الداعم لنتنياهو والمدعوم منه.
وأكدت دكتورة منال فاخوري، وهي ناشطة في تشجيع التصويت، أن غالبية المصوّتين الأمريكيين مهتمون بالقضايا الداخلية، وتصويتهم لا يتأثر بالسياسة الخارجية الأمريكية.
وتحدث الباحث الصحافي عزيز فراج، قائلًا: “مهمتنا منع ترامب من الوصول إلى البيت الأبيض”. وأضاف أنه يضغط على نتنياهو لمنع صفقة الأسرى، وتابع: “بن غفير ونتنياهو مع ترامب، وأنا لن أكون معهم. التصويت لهاريس ليس دعمًا لها ولحزبها بقدر ما هو تصويت ضد ترامب وعنصريته وبرنامجه السياسي المعلن”.
أما دكتور عزمي ناصر، من ولاية نورث كارولاينا، وأصله من الناصرة، فقال إنه يفضّل أن يكون في المعارضة والمشاركة في المظاهرات ضد ترامب، ومع هاريس لمنحنا نافذة أمل”. وأضاف: “هناك حالة قلق على الأهل في لبنان وفلسطين بين العرب الأمريكيين من أصول لبنانية وفلسطينية”.
واختتم مدير “مركز مساواة”، جعفر فرح، النقاش حول “الوضع في البلاد، ومخاطر فتح “الجبهة الرابعة” التي يخطط لها وزير الأمن الداخلي ومؤسسات الاستيطان الإسرائيلية”، مشيرًا إلى “تقاعس المجتمع الدولي في حماية المدنيين وحقوق الإنسان الفلسطيني”.